أثار اليمن بين النهب والتدمير.. العبث الحوثي يطال الجامع الكبير
السبت 04/أبريل/2020 - 01:28 ص
طباعة
أميرة الشريف
لم تكتف ميليشيات الحوثي بالانقلاب على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر عام 2014، بل عمدت منذ ذلك التاريخ إلى تخريب "ثقافة الشعب اليمني" وتاريخه، سواء عبر فرض مناهج تعليمية غريبة عن المجتمع اليمني، أو عبر طمس التاريخ، والتعدي على القلاع الأثرية والمتاحف، وعلي خطي التنظيمات الإرهابية التي تستهدف كافة الأماكن الأثرية لتدميرها، بدأت ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، سرقة الأثار ونهب الكتب والمخطوطات التاريخية والعلمية، حيث حذرت وزارة الثقافة اليمنية، من مساعٍ لميليشيا الحوثي للعبث بمحتويات دار المخطوطات والمخطوطات في الجامع الكبير بمدينة صنعاء.
وتتبع ميليشـيا الحوثـي تدمــير ممنهج للأعيان الثقافيــة والآثــار التاريخيــة اليمنية، إما من خلال المتاجرة بالآثار والمخطوطات وبيعها، أو اســتخدامها كثكنــات عســكرية ومواقــع عسـكرية، وألحقت اليمن بالبلدان التي تباع آثارها في المزادات العلنية بعد أن نهبها العصابات والمهربون.
كما عمدت الميليشيا إلى بيع بعض القطع التاريخية في السوق السوداء.
وجاء في بيان للوزارة، أنها تتابع بقلق كبير ممارسات الحوثي في دار المخطوطات ومخطوطات الجامع الكبير بصنعاء منذ استيلائها على الدار من قبل الوكيل المعين من قبلها، والذي يمارس الترهيب على الموظفين ومنعهم من دخول مكاتبهم وممارسة أعمالهم.
ونبهت وزارة الثقافة من أن تلك الممارسات العبثية للميليشيا في مخطوطات مهمة تجلت واضحة أخيراً من خلال تمكينها عدة جهات وبشكل غير رسمي أو قانوني من العبث بمرافق ومحفوظات الدار مثل وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة الشعب التي تقوم بإرسال فرق إلى دار المخطوطات بأهداف غير معلومة وغير واضحة، يجعل هذه الممارسات غير القانونية تنم عن سوء نية واضحة للعبث بمحتويات دار المخطوطات، خاصة أن أغلب موظفي الدار ممنوعون من دخول الدار وممارسة أعمالهم.
وحمّلت وزارة الثقافة الميليشيا مسؤولية فقدان أو تلف محفوظات كل من دار المخطوطات ومخطوطات الجامع الكبير بصنعاء.
وناشدت المنظمات الدولية المعنية أن تقوم بدورها في الحفاظ على الموروث الثقافي اليمني وعلى رأسهم منظمة اليونسكو المعنية بشكل مباشر بالتراث الثقافي للدول في حال النزاع المسلح واليمن وقّعت على جميع تلك الاتفاقيات. داعيةً إياها إلى الإشراف والضغط على الجهات المسؤولة للحفاظ على سلامة المخطوطات، باعتبارها إرثاً وطنياً وإنسانياً مهماً.
وفي أغسطس 2018 ، اختطفت ميليشيا الحوثي مدير دائرة المخطوطات التاريخية بمديرية زبيد الأثرية، عرفات الحضرمي، بعد رفضه تسليم مخطوطات ثمينة طالبت بها الميليشيا من أجل نقلها إلى معقلها في صعدة.
كما تحول ميليشيا الحوثي عددا من أحياء المدينة التاريخية ثكنات عسكرية، وترفض إزالة تحصينات مفخخة ودفاعات شيدها وسط المباني الأثرية.
يذكر أن بداية سرقة ونهب الأثار في اليمن كان من مدينة عدن التي اجتاحها الحوثيون في مارس 2015 وخاضوا فيها حربا مدمرة أتت على معظم مبانيها ومعالمها التاريخية، قبل أن تمتد أياديهم إلى متحفها الوطني في منطقة كريتر في قلب المدينة.
وتعرض مبنى المتحف الذي يعود إلى العام 1918 وحول إلى متحف في العام 1971، لقصف شديد من قبل الميليشيا، التي قامت بعد الوصول إليه بنهب محتوياته التي كانت تزيد على خمسة آلاف قطعة تعود إلى مختلف مراحل التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر.
وامتدت عمليات التدمير والنهب التي طالت الآثار اليمنية إلى كل المدن التي وصلت إليها الميليشيات، ومنها مدينة تعز التي نالت النصيب الأكبر من عمليات التخريب، حيث قصف الحوثيون العديد من المواقع الأثرية في المدينة بالمدفعية الثقيلة، مثل مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي تضم العديد من القطع والمخطوطات النادرة التي أتت عليها نيران الحرائق جراء القصف العنيف، كما طال الدمار قلعة القاهرة التاريخية التي تطل على مدينة تعز والتي يعود تاريخ بنائها إلى النصف الأول من القرن السادس الهجري والتي لحقها دمار كبير جراء القصف الحوثي لها.
واعتادت الميليشيا الإرهابية علي اتباع نهج داعش في عمليات الاختطاف والنهب والسرقة وبالأخص الأماكن التاريخية.