بمقتل 14 داعشيًا... أسود الجزيرة يوجهون ضربة موجعة لدواعش العراق
الإثنين 18/مايو/2020 - 12:20 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، الأحد 17 مايو، عن انطلاق عمليات "أسود الجزيرة" لملاحقة عناصر تنظيم "داعش" على الحدود العراقية السورية.
وذكرت الخلية في بيان صحفي: "بإشراف قيادة العمليات المشتركة، انطلقت على بركة الله، صباح الأحد عمليات أسود الجزيرة لتفتيش صحراء الجزيرة شمالي محافظة الانبار وجنوبي محافظة نينوى وغربي محافظة صلاح الدين، وصولا الى الحدود الدولية مع الجمهورية العربية السورية".
وأشارت الخلية إلى أن "الجهات المشتركة في العملية، هي قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى والحشد الشعبي والعشائري، وبأحد عشر محورا، وبإسناد من طيران الجيش والقوه الجوية".
وتابعت: "هذه العملية تأتي لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق وملاحقة العناصر الإرهابية والقاء القبض على المطلوبين".
ومن جانبه كشف المتحدث باسم العمليات المشتركة في العراق اللواء تحسين الخفاجي تفاصيل العملية التي أطلقتها القوات العراقية لملاحقة فلول تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد أن كثف هجماته في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح الخفاجي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الأحد، أن العملية انطلقت في الساعة السادسة من صباحا بالتوقيت المحلي، في 11 محورا في المحافظات الثلاث.
وأشار إلى أن العملية التي اعتبرها "مهمة جدا"، اشتركت فيها قيادة عمليات الأنبار وقيادة عمليات الجزيرة وقيادة عمليات صلاح الدين وقيادة غرب نينوى.
بحسب المسؤول العسكري العراقي، فقد شملت العملية مناطق جنوب نينوى وغرب صلاح الدين وشمال الأنبار، مضيفا أن هذه المنطقة الصحراوية تعتبر "ملاذا" بالنسبة إلى التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تمثل عقدة مواصلات تصل فيما بين هذه المناطق وبين الطريق إلى محافظتي كركوك وديالى المجاورتين.
وقال إنه تحليل الموقفين الأمني والاستخباري، أطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية استخبارية لملاحقة التنظيم الإرهابي في هذه المنطقة، الواقعة على الحدود الفاصلة بين قيادات العمليات، مشيرا إلى أنها مساحة شاسعة في الصحراء ولا توجد فيها قوات.
وأضاف أن هذه العملية بهذا الزخم تهدف إلى إشعار التنظيمات الإرهابية بأنه لا يوجد ملاذ آمن، كما تسعى إلى قطع طرق الإمداد والاتصال باتجاه المناطق الأخرى مثل ديالى كركوك.
ولفت الخفاجي إلى إطلاق عملية بصورة متزامنة في قرية المخيسة بمحافظة ديالى، قائلا إنها "تحتوي على أدغال كثيرة، كما حدثت فيها عمليات إرهابية"، ومشيرا إلى تقديرات بوجود خلايا إرهابية في القرية وحواضن تؤويها.
وقال إن تزامن العملتين جاء بناء على معلوامت استخبارية، مؤكدا إسنادهما بشكل مكثف من جانب القوات الجوية.
وتحدث الناطق باسم العمليات المشتركة عن ضغط كبير مارسته القوات العراقية على الإرهابيين قبل رمضان وأثناءه، مما أجبر المسلحين على الخروج من المناطق التي كانوا يعتقدون أنها آمنة.
وأضاف أن "الاستخبارات العراقية تقدر أن أعداد مسلحي داعش قليلة، ويتحركون بمجموعات صغيرة"، معربا عن اعتقاد أن التنظيم لا يمتلك آلاف المقاتلين كما يروج، بسبب افتقاره إلى الموارد التي كانت موجودة في السابق.
وقال إن الخفاجي إن المسحلين الحاليين من بقايا داعش الذين الذين استفادوا من تغيير قانون الاشتباك وذابوا بين المواطنين العراقيين، بعضهم تسلل عبر الحدود نتيجة الأوضاع المضطربة في سوريا.
وأضاف أن "تكيتك داعش الحالي يقوم على استخدام الملاذات الآمنة من أجل تنفيذ عمليات، مثل زرع عبوات ناسفة ثم الهروب، أو استهداف المواطنين والقوات الأمنية عن بعد، ثم بث تلك العمليات على شبكات التواصل الاجتماعي لرفع معنويات مقاتليه المنهارين والمتفرقين"، إلى جانب استغلال أزمة كورونا ومحاولة استهداف البنية والمحاصيل الزراعية في حرب وصفها بالاقتصادية.
ولفت إلى أن تكتيك القوات العراقية اختلف في مواجهة داعش، إذ يقوم حاليا على عمليات استخبارية بحتة واستطلاعات عن طريق الجو والمصادر الخاصة، واصفا الأمر بـ"حرب المعلومات"، وبناء على تلك المعلومات المجموعة تبنى الموقف والتحركات.
هذا وأعلنت السلطات العراقية، الأحد، مقتل 14 داعشياً واعتقال 17 آخرين والعثور على أسلحة وأعتدة ضمن عملية "أسود الجزيرة"
وقال اللواء الركن نومان الزوبعي قائد عمليات نينوى إن "القوات العراقية المشتركة تمكنت خلال العملية التي انطلقت الأحد لملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي في مناطق الجزيرة والصحراء الرابطة بين محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار من قتل 14 داعشيا واعتقال 17 آخرين".
وفي صلاح الدين، قال العقيد محمد خليل البازي من قيادة شرطة المحافظة إن "مجموعة من أفراد الفوج التكتيكي الرابع اشتبكت الأحد بمختلف أنواع الأسلحة في أثناء عملية عسكرية واسعة النطاق في جزيرة تكريت غربي المحافظة مع مجموعة دواعش ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وفرار البقية".
وبحسب العقيد البازي فإن 5 من عناصر الفوج التكتيكي الرابع التابع لشرطة محافظة صلاح الدين أصيبوا بجروح بعضها خطيرة.
وكان العراق أعلن النصر على التنظيم الإرهابي نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام.
لكن فلول "داعش" ما زالت تشن هجمات على القوات الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها.
وبحسب المراقبون فإن عودة الحياة لبعض خلايا التنظيم وتشكيلها مفارز مقاتلة تعتمد مبدأ الهجوم والفرار يرجع إلى ضعف التنسيق الاستخباري فيما بات يعرف بمثلث الموت أي المنطقة المحصورة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، مستغلاً جملة من الاسباب من بينها الفراغ السياسي في ظل ترشح رئيس وزراء جديد وجائحة كورونا في ظل الانهيار الاقتصادي فضلاً عن المشاكل السياسية التي القت بظلالها وتداعياتها على الجهد الأمني.
فيما يرجع أخرون عودة نشاط التنظيم إلى تراجع دعم التحالف الدولي للقوات العراقية في الفترة الماضية، خصوصًا في المجال الاستخباري لاسيما بعد سحب القوات الأمريكية مناطيد المراقبة الجوية التي كانت منتشرة حول قواعدها ومعسكراتها التي اضطرت إلى إخلاءها بعد قرار البرلمان العراقي بضرورة خروجها من البلاد.
ومن ثم قد تكون العمليات العسكرية ضرورية لكبح جماح النشاط المتصاعد لخلايا داعش لكن القضاء التام على هذا التنظيم يكمن بحسب متابعين في تفعيل الجهد الاستخباري في مختلف المدن العراقية