لتعويض خسائره الفادحة في ليبيا... أردوغان يواصل الدفع بالمزيد من المرتزقة لدعم "الوفاق"
الثلاثاء 19/مايو/2020 - 12:11 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
مازال مسلسل الخسائر مستمر داخل صفوف مرتزقة أردوغان ما بين قتلى وجرحى في ظل إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إرسال المزيد منهم لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس
وفي هذا السياق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا من قبل تركيا، إذ رصد المرصد السوري وصول دفعات جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية عبر الجسر الجوي التركي بعد تلقيهم لتدريبات في معسكرات بتركيا، من ضمنهم مقاتلين كانوا سابقاً في صفوف تنظيم داعش قبل أن ينتسبوا بوقت لاحق إلى فصائل الجيش الوطني، في عملية اعتيادية حيث يتواجد الكثير من المقاتلين السابقين في التنظيم ممن باتوا في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة.
كما علم المرصد السوري أن دفعة جديدة تضم 120 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة، وصلوا إلى معسكرات تدريبية واقعة جنوب تركيا، بعد خروجهم من منطقة عفرين شمال غرب حلب، وذلك تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا بعد تلقيهم تدريبات في تلك المعسكرات.
وبذلك بلغ تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، نحو 8950 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3300 مجند.
الجدير بالذكر أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 150 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 16 – والـ 18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
وكانت قناة العربية، أفادت عن مصدر في مطار مصراتة، إن طائرة قادمة من تركيا على متنها 122 مقاتلًا سوريًا هبطت بأرض المطار. وذلك بعد أقل من ساعة على محادثة هاتفية جمعت الأخير بتابعه في ليبيا فايز السراج.
حيث بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، خلال اتصال هاتفي، السبت 16 مايو، مستجدات الأوضاع في ليبيا، وتنفيذ مذكرة التعاون الأمني والعسكري بين جيش الاحتلال التركي، ومرتزقة أردوغان في ليبيا، وعملياتهم المشتركة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقالت حكومة الوفاق الليبية، في بيان لها، تناقلته الصحف التركية، الأحد، إن الطرفين تباحثا حول الخطوات التنفيذية لمذكرتي التفاهم حول التعاون الأمني والعسكري بين تركيا وحكومة الوفاق، وذلك رغم الرفض الدولي لتلك المذكرة، خاصة من دول منطقة شرق المتوسط.
كان رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، توجه إلى ليبيا، قبل أسبوعين، وجرى نشر قوات خاصة تركية في طرابلس، لدعم حكومة الوفاق.
أما على صعيد الخسائر في صفوف المرتزقة رصد المرصد السوري مقتل 11 مقاتل بينهم طفل دون سن الـ18 خلال المعارك على محاور عدة في ليبيا، لتبلغ بذلك حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، 298 مقاتل بينهم 17 طفل دون سن الـ 18.
ومن جانبه قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بـالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، إن الجيش "يتحفظ على أعداد كبيرة من (المرتزقة) من جنسيات مختلفة تم القبض عليهم بمحاور طرابلس، خلال قتالهم مع الميليشيات المسلحة بالغرب الليبي".
وأضاف المحجوب في تصريحات صحفية أن "قرار تسليم هؤلاء المقاتلين المأجورين إلى دولهم لن يتم إلاّ بعد انتهاء التحقيقات الجارية معهم حول جنسياتهم الأصلية، وتاريخ توافدهم إلى ليبيا، وشبكات التهريب التي جلبتهم، ومواقع ومراكز تجنيدهم وتدريبهم".
وتابع المحجوب "كل هذه المعلومات التي سنحصل عليها من (المرتزقة) تفيدنا كما تفيد كل دول المنطقة، نحن كمؤسسة عسكرية قلنا في السابق، ونؤكد دائماً أننا لن نتردد في تقديم أي جهد يخدم محاربة الإرهاب الذي يستهدف دول الجوار الليبي".
وأوضح المحجوب أن "عملية تسليم الجيش للعناصر المطلوبة من قبل أي دولة لا يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام إلاّ بعد تنفيذها بنجاح لدواعٍ عسكرية وأمنية، مثلما حدث في تسليم المطلوب المصري هشام عشماوي نهاية مايو) العام الماضي".
ورد المحجوب على ما أثير حول تسليم عدد من (المرتزقة السوريين) الذين جلبتهم تركيا إلى دولهم، وقال: "نحن لم نسلم مطلوبين في الفترة الأخيرة، كما ردد البعض، وعندما تنتهي التحقيقات مع هذه العناصر التي تم إلقاء القبض عليها، سيتم التصرف معهم وفقاً لتعليمات القيادة العامة لـ(الجيش الوطني)، وقد يتم أيضاً الإعلان عن أعدادهم النهائية".