تقرير بريطاني يكشف المؤامرة التركية في ليبيا
الخميس 28/مايو/2020 - 12:47 ص
طباعة
أميرة الشريف
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء علي مخططات تركيا والمقامرة الخطيرة التي ترتكبها في ليبيا.
وذكرت الجارديان في تقريرها، أن التدخل التركي لا يحظى بأي شعبية، كما أن تركيا باتت بلدا معزولا ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها وأوروبا، وهو ما أجبرها إلى إعادة علاقتها مع إسرائيل.
وتتدخل تركيا بشكل مباشر في الشأن الليبي، حيث تمد حكومة الوفاق في طرابلس بالسلاح والمرتزقة ضد الجيش الوطني الليبي.
وكشفت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بإرسال المرتزقة السوريين من مناطق الصراع في سوريا إلى مناطق صراع جديدة في ليبيا، تبعد بحوالي 2000 كيلومتر عن الحدود التركية.
ويضيف التقرير، أن الحروب بالوكالة في سوريا لا تزال مستعرة، لكن في عالم تتضاءل فيه القوة الأميركية، برزت ليبيا على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي، حيث يصطف الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجدد من جهة، ضد القوميين العرب من جهة أخرى، في مزيج قابل للاشتعال من النفط والمرتزقة والإيديولوجية والطموح الجيوسياسي، بحسب الصحيفة.
وكما يعلم المدنيون الليبيون الذين يعانون منذ زمن طويل جيدًا، فإن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلاد قد لا يكون موجودًا أيضًا: فقد انتشرت الجماعات المسلحة ذات الولاءات المتقلبة والمولعة بخطف الفديات على مدى السنوات التسع الماضية.
وفي إبريل 2019، أطلق قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر معركته لتحرير طرابلس من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، مما أثار بعضًا من أهم المعارك على الأراضي الليبية منذ المعركة المدعومة من الناتو للإطاحة بالقذافي في عام 2011.
وبحلول نهاية عام 2019، وإدراكًا بأن قوات الجيش الوطني الليبي كانت على وشك الاستيلاء على العاصمة طرابلس، اتخذ الرئيس أردوغان خطوة جريئة بإعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري التي واجهت بدقة أعداء تركيا الاستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط.
ويقول التقرير إن هناك حقيقة أن أنقرة معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، والتدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة مع الناخبين الأتراك، ومع ذلك يبدو أن مغامرة أردوغان الأخيرة تحصل على بعض النتائج.
التقرير قال:، لقد أحدثت تكنولوجيا الاستطلاع والطائرات بدون طيار التركية، وكذلك القوات التركية والمرتزقة السوريين على الأرض بعض المكاسب، وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي في الاستيلاء على قاعدة جوية رئيسية من قوات حفتر. وأعلن الجيش منذ ذلك الحين انسحابًا جزئيًا من الخطوط الأمامية لطرابلس.
ويضيف التقرير، إن الدفع من أجل السيطرة على أي نفط وغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط ليس في الحقيقة مشروعًا اقتصاديًا على الإطلاق: إن إمدادات الغاز ليست حاجة ملحة أو ضرورة مالية لتركيا حتى الآن.
ويقول مصطفى كرهان، مدير شركة "دراغون إنيرجي" إن الأمر يتعلق حقا بالقوة السياسية. إن الإنفاق على مشاريع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشبه إلى حد ما ميزانيات الدفاع الوطني. إنه مثل سباق تسلح حيث يتعين عليك التصرف قبل أن يفعل منافسك.
وقد تجد تركيا حتى الآن مشروعها في ليبيا غير مستقر إذا تم جرها إلى عمق القتال في ليبيا.
وتبادل مسؤولو تركيا والجيش الوطني الليبي التهديدات الأسبوع الماضي بعد أن قال قائد القوات الجوية لحفتر إن المواقع التركية ستستهدف في حملة جوية جديدة.
وبحسب التقرير، فقد هبطت الطائرات الروسية في شرق ليبيا التي هي أكثر من قادرة على إخراج أنظمة الدفاع الجوي التركية. وبالنسبة لكل من أنقرة وموسكو، فإن ذكرى الاشتباكات التركية-الروسية المباشرة غير المسبوقة في سوريا في وقت سابق من هذا العام لا تزال حية.
وأشارت الصحيفة إلي انطباعات أحد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقاتل في ليبيا، مشيرة إلى أن هؤلاء مجرد جزء من خطة أنقرة لفرض سيادتها على شرق المتوسط.
وقالت الصحيفة البريطانية في ديباجتها، إن المرة الأولى التي جلس فيها وائل عمرو على متن طائرة ، كانت مخيبة لآماله، إذ أن الرحلات الجوية في الأفلام السينمائية، زينت له مغادرة محافظة إدلب التي يسيطر عليها المتمردون في رحلة استجمام خارج الحدود، خُيل إليه أنها ستكون ممتعة.
وبدلا من ذلك، سجل الشاب البالغ من العمر 22 عاما في مارس اسمه لدى العسكريين الأتراك القائمين بمهمة التجنيد، وتوجه إلى تركيا عبر الحدود، ومن هناك قام بأول رحلة في حياته بالطائرة وكانت الوجهة ليبيا، حيث يقاتل الآن في جبهة خطرة في حرب غريبة عنه.
ونقلت "الغارديان" عن المرتزق السوري قوله: "قالوا لي إنني سأكون في خط الدعم أو في الوحدات الطبية، التي تعمل مقابل عائد مادي جيد، لكن القتال هنا أسوأ من كل شيء قاسيته في سوريا، كل القتال يجري من مسافات قريبة في شوارع ضيقة".
وأشار الشاب إلى أن بعض السوريين جاؤوا إلى هنا من أجل المال، والبعض يقول إنه يساند الليبيين ضد الاستبداد، لكني شخصيا لا أعرف لماذا طلبت تركيا من المعارضة السورية القتال في ليبيا، لم أكن أعرف أي شيء عن هذا البلد".
وعلقت الصحيفة البريطانية قائلة، إن عمرو مع ما يتراوح بين 8000 إلى 10000 من مواطنيه، هو الآن على بعد 2000 كيلو متر من وطنه، يعمل كمرتزق في ليبيا، من وراء ما يعرف بعقيدة مافى فاتان، أو الوطن الأزرق، الخطة التركية الطموحة للسيادة في شرق البحر المتوسط.
ويختتم التقرير بالقول إن حرب تركيا العلنية الآن في ليبيا هي مقامرة ضخمة لتركيا.