منذ بداية وصول جماعات المرتزقة الأتراك قبل أشهر إلى ليبيا بدأت حالة التململ تظهر في صفوفهم وحاول بعضهم الفرار نحو أوروبا، حالة يبدو أن حدتها تصاعدت في الآونة الأخيرة، ليصل الأمر إلى العصيان والتمرد والفوضى حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أسباب التمرد كثيرة لكن أبرزها بحسب المرصد الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في ليبيا وعدم التزام تركيا بصرف المستحقات المالية التي وعدت بتقديمها للمرتزقة وعائلاتهم في البداية، وسقوط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح في المواجهات مع الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى شعور المرتزقة بخداع تركيا لهم بعد وقوفهم على حقيقة الوضع في ليبيا، فتركيا أقنعتهم وقت التجنيد أنهم سيواجهون في ليبيا القوات الروسية وأنهم سيقاتلون إلى جانب الجيش التركي.

لكن على الأرض لا وجود للجيش الروسي أما التركي فلا يشارك في المعارك بشكل مباشر، باستثناء إشراف بعض ضباطه على التوجيه والتدريب من مواقع محصنه في الغالب.

المرصد السوري قدر عدد المرتزقة في ليبيا بأكثر من 11 ألف بينهم نسبة معتبره أعمارهم دون سن الرشد، استغلت تركيا أوضاع الفقر التي يعيشونها في شمال سوريا للزج بهم في المعارك في ليبيا.

وتعكس حالة الرفض والعصيان هذه صدمة حقيقية يعيشها مرتزقة تركيا في ليبيا، صدمة قد تصل أصدائها إلى شمال سوريا، حيث تنتشر مكاتب تجنيد المرتزقة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى اتساع دائرة الرفض لممارسات تركيا في شمال سوريا بعد كشف الخداع التركي للسوريين على أكثر من صعيد.

يأتي هذا في الوقت الذي واصل فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان مواكبة عملية نقل المرتزقة التي يقوم بها أردوغان نحو الأراضي الليبية، حيث جرى نقل دفعة جديدة تضم 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وبذلك ترتفع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، إلى نحو 11,600 مرتزق من الجنسية السورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500 مجند.

وفي السياق ذاته جرى توثيق مقتل 12 مقاتل من حملة الجنسية السورية خلال المعارك إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

 ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 351 مقاتل بينهم 20 طفل دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.