صراع في نظام الملالي ..الجيش يرفض توغل الحرس الثوري

الأربعاء 03/يونيو/2020 - 11:15 ص
طباعة صراع في نظام الملالي روبير الفارس
 
يبدو أن الصراع بين أجنحة نظام الملالي وصل إلى طريق مسدود  .الأمر الذي يؤكد أن السوس نخر في عظام الحكم الذي يسير بخطوات ثابتة نحو الانهيار 
وكشف ذلك حبيب الله سياري، المساعد المنسق للجيش الإيراني،الذي انتقد الأنشطة السياسية والاقتصادية للحرس الثوري، مشيراً إلى تجاهل أجهزة الإعلام الإيرانية للجيش.

وكانت وكالة أنباء "إرنا"  قد نشرت مقطع فيديو قصيرًا من المقابلة الأسبوع الماضي، بعنوان "ما لم يُسمع عن الجيش من لسان الأدميرال سياري"، غير أن الفيديو الكامل للمقابلة تم حذفه،  دون أي إيضاح، وذلك بعد ساعات من نشره.

لكن بعض المواقع الإيرانية أعادت نشر نحو 14 دقيقة من الفيديو المحذوف. 

في المقابلة، انتقد الأدميرال حبيب الله سياري الأنشطة السياسية والاقتصادية للحرس الثوري، قائلاً: "ليس من مصلحة القوات المسلحة التدخل في الأمور الاقتصادية".

وشدد سياري على أن الجيش وفقاً للمبادئ لا يتدخل في الأنشطة السياسية والاقتصادية، متسائلًا: "هل يعني هذا أننا لا نفهم السياسة؟ هذا ليس صحيحًا. نحن نفهم السياسة جيدًا، فنحن متيقظون ونقوم بتحليل جيد، لكننا لا نتدخل في السياسة؛ لأن التسييس ضرر للقوات المسلحة".

کما انتقد القائد العسكري تجاهل أجهزة الإعلام الإيرانية للجيش، وضمن ذلك مؤسسة الإذاعة والتلفزيون والأفلام الخاصة، وقال إنه "بعد بث تصريحات خاطئة حول المياه الإقليمية لإيران وتقاعس الجيش، رفعتُ دعوى قضائية، وکتبت رسالة إلى رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لكن لم يردّ أحد".

وبحسب سياري، تُبين هذه الحالات أن "شيئًا ما وراء الكواليس، في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون نفسها".

ولم تعلق وكالة"إرنا" بعدُ على سبب إزالة المقابلة، في حين يقول موقع "إنصاف نيوز" إن بدرام ألوندي، مدير الأخبار الداخلية في الوكالة، رفض التوضيح في هذا الصدد.

کان حبيب الله سيّاري قائدًا للقوة البحرية في الجيش الإيراني منذ عام 2008، وقد تمت إقالته من منصبه وتعيينه مساعدًا لمنسّق الجيش بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، علي خامنئي، في نوفمبر  2017.

يشار إلى أنَّ مسألة وجود كثير من التمييز ضد الجيش الإيراني ومنعه من إظهار قوته أمام الحرس الثوري تمت إثارتها عدة مرات من قبل. ويشير أنصار النظام الإيراني إلى أن واجب الجيش هو "الدفاع عن الوطن"، في حين يتمثل واجب الحرس الثوري الإيراني في "الدفاع عن النظام".
وفي مقابلة مع وكالة أنباء النظام، أماط حبيب الله سياري، نائب منسق الجيش، اللثام عن الصراع على رأس القوات المسلحة للنظام وانتقد ضمنياً الجوانب الدعائية لقوات الحرس وتجاهل جيش النظام. تمت إزالة المقابلة من وكالة الأنباء الرسمية للنظام بعد ساعات.
لكن قد فات الأمر، وتصاعدت فضيحة هذا التناطح وفي الوقت الذي يدق خامنئي على طبل الانكماش، وكتب مراسل حكومي: "يجب على أمير سياري أن يحذر من الوقوع في فخ شيطنة وسائل الإعلام. ولكن العجب والأسف على حقيقة أن وكالة الأنباء الحكومية أصبحت مهامها إثارة الفتنة والانقسام بين الجيش وقوات الحرس!


وكتب موقع رويداد24 أيضا: في مقابلة بالفيديو، تحدث سياري، في إشارة إلى تصرفات الاذاعة والتلفزيون وغيرها من المؤسسات، عن أيادي خلف الكواليس تريد إضعاف الجيش وتقليل دور الجيش في الحرب.


سياري، نائب منسق الجيش في عهد خامنئي، 
يقولون لنا أنه في فلان عملية، أين صورتكم. يا سيدي، لا أحد لديه الحق في الذهاب إلى مركز قيادتنا بالكاميرا. فماذا أفعل هذه هي تعليمات الجيش. من المؤكد أن لها فوائد، بالتأكيد. كما ترى، في أماكن أخرى، كانت القوات الشعبية، وإخوان الحرس، والباسيج يذهبون في كل مكان، وكانت كل مجموعة برفقة مصور، أليس كذلك.

الآن، في جيوش العالم، في كل خطوة يقومون بها، يتم اعلانه في وسائل الاعلام. أليس كذلك؟ هل يكون. لا يجب أن يكون لأن على الجميع القيام بعملهم. ليس لدينا سبب لأن نتحدث عن كل ما نفعله. هل نحن شركة إنتاج ثلاجات، أو شركة تصنيع مباني، هل نحن شركة تصنيع كاميرات، لنتحدث عن أعمالنا.


في مكان ما على شاشة التلفزيون، أحضروا شخصًا منذ فترة، نسيت اسمه، ربما يعرفه الأخوة. قالوا إنه قبل بضع سنوات، بعد سنوات قليلة من الحرب، أي بعد 30 سنة. قالوا أنه قبل بضع سنوات، أي قبل 5-6 سنوات، كان الأمريكيون والقوات الأجنبية يأتون في الخليج  يأتون إلى مياهنا الاقليمية، كانوا يدخلون مياه أراضينا، ولم يكن يقف أمامهم. هذا الأمر يعود إلى قبل بضعة أشهر، أعتقد أنه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر.
هذا ما قالوه على شاشة التلفاز وتم بثه، هذا يعني أننا جميعًا ليس لدينا غيرة ونخوة وليس لدينا احساس أي أننا جميعًا أموات، أي أننا جميعًا ... أي أننا لا نعرف جميعًا المصالح الوطنية. يا فاقد الضمير ألم تحسب عدد الأشخاص الذين قد يكونون متورطين في هذه القضية. التصريحات التى أثارت ضجيج في المجتمع الإيراني كشفت عن عمق الخلافات التي ضربت في مفاصل نظام الملالي

شارك