معركة ألمانيا مع اليمين المتطرف مستمرة بالداخل والخارج
برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
يواصل المكتب الإتحادى لحماية الدستور "
الاستخبارات الداخلية فى ألمانيا" مراقبة الجماعات والتنميات المتطرفة،
وإصدار توصياته بضرورة مراقبة الكثير منها، سواء على المستوى الجماعى أو الفردى،
ومن ضمن هذه التقارير تزايد عدد المنتمين للتيار اليميني المتطرف زاد في عام 2019 إلى أكثر من 30 ألف شخص.
كان عدد الأشخاص المحسوبين على التيار اليميني المتطرف في ألمانيا بلغ
24100 شخص في عام 2018، وكان من بينهم 12700 شخص يميلون للقيام بأعمال عنف، وقال هانز-جيورج
إنجلكه، وكيل وزارة الداخلية بألمانيا: "ازداد عدد اليمينيين المتطرفين في
ألمانيا خلال العام الماضي- يرتبط ذلك أيضا بأن أجهزتنا الأمنية ترصد على نحو أدق
مما كانت عليه سابقا، وتقوم بتحسين أسلوبها دائما"، إلا أنه لم يذكر أعدادا
محددة.
صرح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بأن: "اليمين المتطرف
يعد حاليا التهديد الأكبر بالنسبة لدولة سيادة القانون الديمقراطية الخاصة بنا".
فى الوقت الذى تتوقع الحكومة الاتحادية استمرار زيادة عدد اليمينيين
المتطرفين الذين يتم تصنيفهم من قبل الشرطة على أنهم "مصدر خطر على الأمن".
هناك تقارير تقدر عدد اليمينيين المتطرفين الذين يطلق عليهم مصدر خطر
على الأمن بـ 65 شخصا على مستوى ألمانيا. ويزيد عدد الأشخاص الذين يمثلون مصدر خطر
على الأمن من الإسلاميين عن ذلك بعشرة أضعاف تقريبا.
ويري مراقبون أن الحكومة الألمانية والسلطات الألمانية مهتمه بمتابعة
اليمين المتطرف بعد وقوع إعتدائين العام الماضي، أولهما في يونيو 2019، حيث جرى
اغتيال فالتر لوبكه، رئيس حكومة مدينة كاسل المعروف بمواقفه المؤيدة للاجئين،
برصاص متطرف يميني عندما كان في تراس حديقة منزله. والمتهم الرئيسي في تلك القضية
هو شخص ألماني عمره 46 عاما، ويعتقد المحققون وجود دوافع يمينية متطرفة لعملية
الاغتيال.
من ناحية آخري كشف تقرير مجلة فوكس الألمانية أن
متطرفين يمينيين ألمان تلقوا تدريبات في معسكر تدريبي تابع لجماعات روسية متطرفة بالقرب
من مدينة سان بطرسبرغ الروسية، معتمدا على مصادر استخباراتية أكدت أن عددا من أعضاء جناح الشباب في "الحزب الوطني
الديمقراطي" اليميني المتطرف في ألمانيا والحزب اليميني الأصغر "الطريق الثالث"
أكملوا تدريبا شبه عسكري بالقرب من سان بطرسبورج..
التقرير يشير إلى أن المشاركين تمّ تدريبهم على استخدام
الأسلحة والمتفجرات، وكذلك في القتال العسكري المتلاحم، وويعتقد أن الحركة
"الإمبراطورية الروسية" المتطرفة لديها معسكرين للتدريب بالقرب من سان بطرسبرج،
وقد أضافتها الخارجية الأمريكية في أبريل الماضي إلى قائمة تحذير أولية في خطوة أولية
قبل تصنيفها جماعة إرهابية، قائلة إن المجموعة "قدمت تدريباً على النمط شبه العسكري
للداعين إلى تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد في أوروبا".
ويري محللون أن اليمين القومي في ألمانيا أصبح في
وضع هش ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المعتدلين والمقربين من تيار النازيين الجدد،
فى ضوء الحرب الداخلية التي اندلعت منذ أشهر حول التوجه السياسي لحركة اليمين المتطرف،
وقرار إدارة حزب البديل من أجل ألمانيا استبعاد
أحد كوادره، أندرياس كالبيتز، بعد أن أخفى عند انضمامه للحزب حقيقة انتمائه السابق لمجموعة
من النازيين الجدد باسم "شباب ألمان أوفياء للوطن".، وتم اتخاذ قرار إقالة كالبيتز بتحفيز
من التيار المسمى بالمعتدل في أوساط الحزب، التابع ليورج موتن، أحد رئيسيه.
من المعروف أن موتن مؤيد لاستراتيجية لتحسين صورة
الحزب، مشابهة لما قامت به مارين لوبن لحزب الجبهة الوطنية الفرنسي، أملاً في جعل البديل
من أجل ألمانيا القوة الرئيسية في يمين الساحة السياسية الألمانية.
فى حين ندد كالبيتز يما حدث، معتبرا أنه بـ"خطأ سياسي"
وتعهد بالطعن في هذا القرار، وحذر من أنه "إذا كان هذا القرار مدفوعا بأمل الحصول
على قبول الأحزاب القائمة وخصومنا السياسيين، فسيكون مآله الفشل".، وأدى طرده إلى موجة
شجب من جانب الجناح الأكثر تشددا في حزب البديل من أجل ألمانيا، المنضوي تحت منظرّه
بيورن هوكيه، الذي يمثل وفق تقديرات نحو ثلث المنتمين إلى الحزب، وشعبيته إلى ارتفاع
منذ أشهر.