المقاطعة العربية تكشف خبايا التحالف الارهابي بين قطر وإيران

السبت 06/يونيو/2020 - 10:42 ص
طباعة المقاطعة العربية علي رجب
 

 

كشفت المقاطعة العربية لقطر في يونيو 2017، لدعمها للارهاب، عن العلاقات القوية  بين نظام الحمدين ونظام المرشد علي خامنئي في ايران، عبر  فتح أبواب الدوحة أمام الحرس الثوري الإيراني.

وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، 5 يونيو2017، بسبب دعمها للإرهاب، سارعت قطر إلى الارتماء في حضن إيران وتركيا، واللتان تشكلان منذ عقود خطرا متربصا بمنطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عموما ضمن طموحات التمدد المحكومة بالمطامع التوسعية والأجندات الإيديولوجية.

وتشير التحركات القطرية في المنطقة، منذ انكشاف أجندتها إثر إعلان المقاطعة من قبل الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، إلى عمق العلاقات مع إيران وميليشياتها.

مع بداية الأزمة الخليجية، فتحت إيران مجالها الجوي أمام عبور الطائرات من وإلى قطر، وجهزت موانئها البحرية –خصوصًا ميناء بوشهر- من أجل استعادة العلاقات التجارية مع قطر إلى وضعها الطبيعي.

من جانبه فتحت قطر حدودها البحرية لحرس الحدود الإيراني ليتحرك بشكل متحرر من أي قيود، بعد توقيع نظامي الحمدين وولاية الفقيه مذكرة تفاهم حدودية بينهما، أغسطس 2019.

كذلك أعلنت قطر على لسان عبدالعزيز المهندي، رئيس إدارة أمن السواحل القطرية، تدشين ميناء خاص بالسفن الإيرانية، فضلا عن تقديمها خدمات مالية للتجار الإيرانيين داخل أراضيها رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

ومنحت قطر وجودا عسكريا للحرس الثوري الايراني وفتح البلاد امام الاستخبارات الايرانية، وفي ديسمبر 2019، ناقش قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، حسين خانزادي، مع نظيره القطري تجديد التفاهمات العسكرية بين البلدين، في دلالة صارخة على عمق التعاون أمنيا وعسكريا بين الدوحة وطهران رغم تهديدات الأخيرة لأمن دول الجوار.

وذكرت وكالة أنباء فارس الناطقة بلسان الحرس الثوري الإيراني، أن اللقاء تضمن ترحيبا قطريا بتواجد قطع بحرية عسكرية إيرانية داخل موانئ الدوحة.

وكذلك دعوة ضباط قطريين لزيارة جامعة القيادة والأركان التابعة للجيش الإيراني "دافوس"، إضافة إلى الاستفادة مما وصفتها بقدرات إيران العسكرية التدريبية العالية، على حد تعبيرها.

لا ينسى المتابع الخليجي والعربي ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي في افتتاح أعمال الدورة الـ 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، في سبتمبر من العام 2017 حين استفز المريخي الحضور بالقول إن إيران دولة شريفة، في الوقت الذي كانت فيه إيران تدعم ميليشيا الحوثي التي تستهدف صواريخها مكة المكرمة، بينما تنتشر الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق وبقية المناطق الأخرى.

كذلك كشف عبد الله سهرابى  فى مقابلة مع موقع "مشرق نيوز" الإيرانى، عن تغلغل إيران فى المراكز الحيوية والإدارات داخل قطر، قائلا إن "إيران تعد أحد أكبر المؤثرين فى القطاعات المختلفة داخل قطر من بينها قطاعات الخدمات الفنية والهندسية كالموارد البشرية"، كما كشف السفير عن جلب قطر للطيارين الإيرانيين للعمل على خطوط الطيران القطرية، قائلا إن "الدوحة تمنح مرتبات مناسبة وتمنحهم التدريبات الحديثة وميدان العمل".

كذلك أشارت المعارضة القطرية إلى أن سلطات البلاد قد سمحت بدخول عناصرّ من حزب الله اللبناني من خلال قدوم لبنانيين إلى البلاد من دون تأشيرات سابقة، وذلك كله من أجل الاندماج مع قوات الحرس الثوري الإيراني في الدوحة لمساعدة النظام. وأضافت هذه التقارير أن الجيش القطري يستعد لدمج هؤلاء المقاتلين من حزب الله والحرس الثوري داخله، وهو ما أعلن عنه من قِبل المعارضة في وقت لاحق من قولها إن العديد من الإيرانيين يدخلون إلى قطر بجوازات سفر باكستانية غير إيرانية.

كذلك تحدثت مجلة "فوربس" الأمريكية عن رغبة الحرس الثوري في المشاركة بشركاته للبنى التحتية، مثل شركة "خاتم الأنبياء" الشهيرة، في الأعمال الإنشائية الخاصة بتنظيم مونديال كأس العالم في 2022 بقطر.

 و أشارت المجلة إلى أن إيران، وخلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر تميم بن حمد في شهر أغسطس 2018، أعنت عن رغبتها في الحصول على أسهم في أعمال البنى التحتية في المنشآت التي ستشهد فعاليات كأس العالم لعام 2022، مشيراً إلى أن شركات بلاده "على استعداد كامل" للمشاركة في هذه الأعمال الإنشائية.

وتعوّل طهران على دور قطري للتوسط لها أمام المجتمع الدولي وفتح قنوات اتصال، وكشفت  تقارير غربية أن روحاني طالب الشيخ تميم بتوسط قطر مع الدول الغربية لإيقاف الحملة المتصاعدة ومساعدة إيران بدفع التعويضات عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، كنوع من رد الجميل لطهران على موقفها المساند لها في أزمتها مع دول المقاطعة.

وتوجت العلاقات القطرية الايرانية بزيارة تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر طهران وأجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، يناير 2020.

وكانت وكالة الانباء القطرية قد نقلت عن الأمير تميم قوله في 24 مايو2017، "لا حكمة في عداء العرب لايران". وأدى ذلك إلى رد فعل غاضب من الرياض وأبو ظبي، الأمر الذي ردت عليه قطر بادعائها أنه قد تم اختراق موقع وكالة أنبائها الرسمية وأن التقرير كان كاذباً. وقد قوبل هذا العذر بالارتياب والشك من قبل السعودية والإمارات، اللتان حجبتا المواقع القطرية، وهو الأمر الذي فعلته مصر والبحرين.

زيارة تميم الرسمية الأولى إلى العاصمة الإيرانية طهران، جاءت بعد أيام قليلة من مقتل قائد فيلق القدس الذراع الخارجي لمليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إثر غارة نفذتها طائرة أمريكية مسيرة استهدفت موكبه قرب مطار بغداد بالعراق لتضع نهاية لرأس حربة إرهاب إيران.

الزيارة التي اشارت وسائل اعلام مختلفة، إلى تقديم قطر3 مليارات دولار إلى إيران كفدية بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وتداول رواد موقع "تويتر" تصريحًا للقيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، حسن عباسي، يقول فيه، إن إيران حصلت على 3 مليارات دولار من قطر بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

كذلك أثارت منصة تابعة لقناة قطرية رئيسية حالة من الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أذاعت فيديو ترويجيا عن حلقة تتناول شخصية قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي أدار ميليشيات بلاده الإرهابية في المنطقة العربيةـ قبل مقتله في غارة أمريكية ببغداد في يناير الماضي.

وقال الاعلامي العراقي سفيان السامرائي، في تغريدة له على "تويتر": "قناة الجزيرة منبر الإسلام السياسي الإرهابي. كم من شباب الوطن العربي قتلتم ودمرتم مستقبل من تبقى منهم؟، وبعد أن تحولتم إلى منبر لتجنيد هذه العصابات اليوم تروجون وتطبلون لأكبر مجرم وقاتل شرد الملايين بسبب فيلق القدس الإجرامي الذي يقوده".

كذلك قال الناشط السياسي السوري محمد صبرا: "الجزيرة بودكاست تحولت لمجرد فرع من فروع الإعلام الحربي لميليشيا الحرس الثوري الإرهابية، بتمجيدها للمجرم الإرهابي قاسم سليماني قاتل الأطفال في سوريا والعراق".

وتابع: "هو سقوط إنساني وأخلاقي قبل أن يكون سقوطا إعلاميا.. ‏سليماني مجرم وتمجيده بهذه استهتار بدماء الشهداء السوريين".

وسلط "المركز الدولي لدراسات السلام" الإيراني الناطق بالفارسية، في تقرير له  تحت عنوان "العلاقات الإيرانية القطرية في الماضي والحاضر"، الضوء على علاقات طهران بقطر من خلال مجلس التعاون، جاء فيه "وكانت قطر محايدة طوال الحرب العراقية الإيرانية رغم بعض مواقفها السياسية في إطار مجلس التعاون ونتيجة لضغوط سعودية، حيث كانت تزود نظام صدام حسين ببعض المساعدات المالية والدعائية ولكن بعد غزو العراق للكويت انقطعت الصلات في أغسطس بين دول المنطقة والعراق، ومن جهة أخرى تطورت العلاقات بين قطر وإيران".

ويؤكد الموقع أن "قطر تعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة التي أيدت في عام 1990 تنفيذ اتفاقية الجزائر بين إيران والعراق".

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ميشيغان محمد أيوب، في مقالة له على مجلة إنترست، أن إيران هي المستفيد الأكبر من الأزمة الخليجية، لأنها ساعدت على إحراز نصر دبلوماسي لها من خلال محاولات تطبيع العلاقات مع الدول الخليجية، التي بدأت مع قطر.

وأوضح الكاتب أيضًا أن تقارب إيران مع قطر، يأتي على إثر تحسن العلاقات بين إيران وتركيا؛ فبعد أن توافقت الرؤية الإيرانية مع الرؤية التركية فيما يتعلق بنظام بشار الأسد، تحسنت العلاقة القطرية الإيرانية، بشكل سيؤثر بالضرورة على رؤية قطر للأزمة السورية، بسبب تحالفها الجديد مع إيران.

 

 

 

شارك