رغم مرور 3 سنوات على مقاطعتها.. قطر تتمسك بسياساتها التخريبية

السبت 06/يونيو/2020 - 11:04 ص
طباعة رغم مرور 3 سنوات فاطمة عبدالغني
 
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن الخليج "لا يمكن أن يعود لما كان عليه قبل أزمة قطر"، وأضاف في تغريدة على حسابه في "تويتر" أن دخول تلك الأزمة ذكراها الثالثة لا يستحق التعليق، وأكد قرقاش أن أسباب الأزمة معروفة والحل كذلك معروف وسيأتي في أوانه، مشيرًا إلى أن النصيحة الأفضل هي تجاهل وتجاوز التصعيد والعمل للمستقبل،  
ففي مثل هذا اليوم وتحديدًا في 5 يونيو 2017 قررت دول الرباعي العربي مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر، عقب ثبوت تورطها في دعم الجماعات الإرهابية، وإيواء عناصرها في محاولة للنيل من الأمن القومي العربي وزعزعة استقراراه، وبعد مرور ثلاث سنوات مازالت الدوحة تتمسك بسياساتها الدعمة للإرهاب والمؤججة للصراعات في المنطقة.
قرار المقاطعة العربية جاء بعد سنوات من تكشف مخططات وأجندات قطر التخريبية في المنطقة العربية، ودعمها للإرهاب بكافة أشكاله وصوره البغيضة، فسعيًا وراء حلم زعامة واهية كانت الدوحة الداعم الأول لتنظيم الإخوان الإرهابي لبث الفوضى والعنف في مصر في محاولة فاشلة لضرب مؤسساتها وتدمير مخططاتها التنموية، بل وإحداث وقيعة بين أبناء الوطن الواحدة، لكن مصر كانت لها بالمرصاد وكشفت جميع مخططاتها وقطعت أذرعها في كل مكان.
بصمات تخريبية تركها النظام القطري من الخليج إلى المحيط، فقد عانت دول الخليج العربي من التحركات القطرية التخريبية منذ عام 2014، حيث قامت الدوحة بتسخير كل إمكانياتها للتدخل في شؤون دول الخليج كما قامت بخيانة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وذلك بالتعاون مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
 أما البصمات الدموية بدول الربيع العربي فحدث ولا حرج، فمن مصر لسوريا والعراق وصولاً لليمن وليبيا، لم تدخر قطر الجهد لدعم التنظيمات الإرهابية بكل صورها وبكافة أشكالها بالعدة والعتاد عمدًا، لإسقاط تلك الدول وبسط نفوذ واهم لدويلة مازالت تتلمس خطواتها على الخريطة العالمية.
ولم يكتفي النظام القطري بالدعم اللوجيستي للتنظيمات الإرهابية، بل كرست أبواقها الإعلامية المشبوهة وعلى رأسها فضائية "الجزيرة" لترويج الأكاذيب والتشكيك بالثوابت، ضاربة عرض الحائط بنداءات وقرارات المجتمع الدولي وتنديداته المتلاحقة بالانتهاكات القطرية.
فكالعادة أبواق الدوحة الإعلامية منصات متاحة في أي وقت للتحريض والفتنة وقد أطل منها أخطر المتطرفين والمطلوبين على قوائم الإرهاب الدولية، ولا جديد سموم الفتنة تنفث وعهود تنكث والتزامات تنقض، ولا يبدو في النهاية أنّ قطر بصدد النجاح في وضع استراتيجية متماسكة للخروج من الأزمة، بل على العكس فمازالت مصرة على التمسك بسياستها التخريبية متجاهلة حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها جراء تعجرفها ومكابرتها.
وبحسب تقرير لموقع المعارضة القطرية "قطريليكس" لاحقت الخسائر الدوحة طيلة الثلاثة أعوام الماضية في ظل مقاطعة دول الرباعي العربي لقطر، واستغلت كل من تركيا وإيران المقاطعة العربية للدوحة لاستنزاف مواردها، بالإضافة إلى عدم نجاح قطر في الحصول على دعم وتأييد سياسي على الصعيد الدولي، فيما تكبد تنظيم الحمدين خسائر مفجعة منذ إعلان دول الرباعي العربي نتيجة دعم وتمويل نظام تميم للإرهاب، حيث ارتفعت الديون الخارجية لقطر لأكثر من 25%، فضلاً عن ارتفاع إجمالي الدين العامّ إلى أكثر من نصف تريليون ريال، ودفعت هذه الخسائر النظام القطري للارتماء في أحضان كل من تركيا وإيران، فدعم تميم الليرة التركية بأكثر من 25 مليار دولار أي ما يعادل نصف ميزانية الدوحة لهذا العام.
ولم تقتصر خسائر قطر من المقاطعة العربية على الجانب الاقتصادي فقط، بل انعكست تلك الخسائر على الصعيد السياسي، حيث تعيش الدوحة حالة من العزلة الإقليمية المتصاعدة، ما وضح جلياً في عدم التمثيل السياسي للدوحة عربياً وعالمياً، فقد غاب تميم بن حمد عن العديد من القمم العربية والدولية، وزادت المقاطعة العربية من صعوبات تواصل الدوحة مع الأطراف الأخرى، كما قلصت من عوامل الاستثمار الخارجي، خاصةً أن أغلب مستثمريها كانوا من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث انخفضت الودائع بقيمة تبلغ 40 مليار دولار من الودائع الخاصة. 
وقد فشل نظام تميم في الحصول على دعم وتأييد سياسي، خاصةً من الدول الغربية، وهو فشل دبلوماسي يُضاف إلى قوائم فشل النظام القطري، ما جعل تنظيم الحمدين يغدق مليارات الدولارات على شركات العلاقات العامة الأوروبية والأميركية من أجل تبييض سمعته من الاتهامات المتلاحقة بدعم الإرهاب، فيدفع أكثر من 30 مليون دولار شهرياً لتحسين صورته والترويج لأجندته المشبوهة، ولكن لم تنجح تلك الحملات المضللة، فتستمر الدول الغربية في انتقاد دعم قطر للإرهاب والجماعات المسلحة والمتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.

شارك