مقتل "دروكدال" زعيم القاعدة في المغرب الاسلامي.. استراتيجية فرنسا في مواجهة الارهاب تؤتي ثمارها
السبت 06/يونيو/2020 - 11:53 ص
طباعة
علي رجب
في خطوة تؤكد على نجاح الاستراتيجية الفرنسية في مواجهة الارهاب بمنطقة الساحل والصحراء، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسيّة فلورنس بارلي الجمعة 5 يونيو 2020، أنّ القوّات الفرنسيّة قتلت زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الجزائريّ عبد المالك دروكدال المعروف أيضا باسم أبو مصعب عبد الودود.
وقُتل "دروكدال" الخميس 4 يونيو2020، في بلدة تساليت بشمال مالي. وقالت بارلي إنّ "العديد من المقرّبين" من دروكدال تمّ أيضاً "تحييدهم".
دروكدال احد أبرز الارهابيي في شمال أفريقيا وكان أحد أولئك الذين شاركوا في سيطرة الإسلاميين المتشددين على شمال مالي قبل أن يصدهم تدخل عسكري فرنسي في عام 2013 ويشتتهم في منطقة الساحل.
وأدرج عبد المالك دروكدال، هو أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (QDe.014) الذي كان يعرف سابقا باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد تولى قيادة الجماعة السلفية في منتصف عام 2004، عبد المالك دروكدال، المعروف أيضا باسم أبو مصعب عبد الودود، هو أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (QDe.014) الذي كان يعرف سابقا باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد تولى قيادة الجماعة السلفية في منتصف عام 2004، في القائمة في 27 أغسطس 2007، عملا بالفقرتين 1 و 12 من القرار 1735 (2006)، باعتباره مرتبطا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (QDe.014)، وذلك ”لمشاركته في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها [هذا الكيان]، أو معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعما له؛ أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها“.
ويعتقد أن دروكدال كان يختبئ في جبال شمال الجزائر. ويعمل التنظيم في شمال مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر.
وقالت بارلي إن القوات الفرنسية، التي يبلغ قوامها نحو 5200 في المنطقة، اعتقلت أيضا في 19 مايو محمد المرابط، وهو مقاتل وصفته بأنه مخضرم في المنطقة وعضو في تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
ويرى مراقبون ان مقتل ""دروكدال"، واعتقال محمد المرابط، يشكل نجاح قوى لاستراتيجية فرنسا في مواجهة الارهاب والجماعات المتشددة في منطقة الساحل والصحراء، والتي تعد ابرز المناطق التي ينتشر فها خلايا تنظيم القاعدة الارهابي وكذلك تنظيم داعش بالاضافة الى الجماعات المحلية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وعلى رأسها "جماعة نصرة الاسلام والمسلمين" بقيادة أغ غالي.
وهناك العديد من الجماعات الإرهابية التي تنشط في الساحل والصحراء، فهناك جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" والتي تشكلت في مارس 2017 من 4 جماعات إرهابية ومتشددة، تحت لواء تنظيم القاعدة وهي تضم "إمارة منطقة الصحراء، والمرابطون، وأنصار الدين، وكتائب ماسينا" ويبلغ عددها نحو 10 آلاف إرهابي.
وكذلك هناك تنظيمات موالية لـ"داعش" بالإضافة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والجماعات المسلحة "الصغيرة " على الحدود الليبية مع مصر شرقا، وحتى العاصمة الموريتانية "نواكشوط" على ساحل المحيط الأطلسي غربا، وصولا إلى طرابلس الليبية شمالا وحتى العاصمة النيجيرية "أبوجا" جنوبا.
كذلك أشارت تقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في 2009، إلى أن السجائر المهربة عبر هذه الطرق تمثّل نحو 60 في المائة من سوق التبغ الليبية (أو 240 مليون دولار من العائدات على مستوى التجزئة) و18 في المائة من السوق الجزائرية (أو 228 مليون دولار).
وأدت فرنسا دورًا رياديًا في منطقة الساحل من أجل كبح تقدّم المجموعات الإرهابية وذلك بفضل حضورها في المنطقة منذ عام 2013 عبر عملية سيرفال في مالي. وتقدّم القوات الفرنسية التابعة عملية برخان التي تضم زهاء 4500 جنديا، دعمًا جوهريًا لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد) في سعيها إلى محاربة الإرهاب.
وتشمل مهام القوة المشتركة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر في الأراضي التابعة لبلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، وتُعدُّ الإنجازات التي حققتها هذه القوة المشتركة منذ إنشائها إنجازات هامة ولا سيّما بفضل الدعم الدولي. ونُفّذت عدّة عمليات وجرى تنسيق بعضها مع عملية بارخان التي تزوّدها بالدعم الضروري.
وكذلك عملية "برخان 2"، من أجل كبح جماح التهديد الإرهابي، في إطار وحدة أوروبية مشتركة تدعى "تاكوبا"، بغية مواكبة القوات المسلحة المالية.
في حديثها المطول مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، كانت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، تشير إلى أن فرنسا تقود جهوداً أوروبية لتشكيل قوة عسكرية لمحاربة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في منطقة الساحل الأفريقي، وأن هناك خطوات جديدة في الطريق تهدف إلى تعزيز المعركة ضد العناصر الإرهابية هناك، وإن طال زمن الصراع أو المواجهة.