صرخة المعارضة.. تركيا خرابة تحت حكم أردوغان
السبت 06/يونيو/2020 - 02:14 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل معاناة تركيا من الركود الاقتصادي منذ 10 سنوات، بات الاقتصاد على وشك الانهيار مجدداً واصبحت خيارات الرئيس رجب طيب أردوغان معدومة مع فشله الذريع في معالجة الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
وفي مارس الماضي، كشف الرئيس التركي النقاب عن خطة لإنعاش الاقتصاد وأعلن رفعاً تدريجياً للقيود في مايو ويونيو الجاري لتحفيز الاقتصاد "الهش"، إلا أن الخبراء الاقتصاديين يتوقعون ركوداً مؤلماً ويتحدث بعضهم حتى عن لجوء تركيا إلى صندوق النقد الدولي، الأمر الذي لطالما رفضه أردوغان.
في هذا السياق، قال رئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، منتقدًا السياسات الاقتصادية لحكومة حزب العدالة والتنمية، إن تركيا تقترب من أزمة اقتصادية مشابهة لما عايشتها في مطلع الألفية الثانية.
وخلال مؤتمر صحفي، أشار كرم الله أوغلو إلى الأزمة الاقتصادية التي وقعت في عام 2001 في ظل الحكومة الائتلافية التي ضمت حزب الحركة القومية وحزب الوطن الأم والحزب اليساري الديمقراطي، مفيدا أن الوضع الحالي يشير إلى أن حكومة أردوغان ستخلف اقتصادا منهارا بنفس الظروف التي تسلمت بها الحكم في عام 2002 منهم.
وأضاف كرم الله أوغلو أن الوضع الراهن يعكس فقدان السلطة الحكومة قدرتها على حل المشكلات، قائلا: “وعلى وجه الخصوص فقدت حساسيتها بشأن حل مشكلة الاقتصاد وأصابها الشلل. وفي الوقت الذي يتوجب فيه تدخل فوري في الاقتصاد تعمل على تحريك القروض وتقديم بعض الإمكانيات بطريقة ستدعم جهات وشركات محددة فقط”.
وأضاف ومن الظاهر أن حزم الدعم المعلنة فشلت في منع الأزمة التي تشهدها تركيا اليوم بل على العكس ستثقل كاهل الشعب. لا يمكن أن يتواصل هذا الوضع أكثر من هذا. إن الوضع الحالي يشير إلى أن السلطة الحاكمة ستخلف اقتصادًا خاويًا مع حزب الحركة القومية على النحو الذي تسلتمه في عام 2002 من شريكه الحالي حزب الحركة القومية”.
ووفق بيانات هيئة الإحصاء التركية ارتفعت معدلات التضخم إلى 11.4 بالمئة خلال شهر مايو الماضي، بعد أن سجل التضخم في أبريل الماضي 10.94% على أساس سنوي، في انخفاض طفيف عن ما كان عليه في مارس الذي سجل فيه 11.8 في المئة.
وفي ظل ازمة كورونا، خسر البنك المركزي التركي نحو 20 مليار دولار أمريكي منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وسط ندرة للموارد التي كانت تعتمد عليها الحكومة بشكل أساسي.
فيما، شن رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داوود أوغلو هجوما عنيفا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أوغلو، في فيديو نشرته قناة تركيا الآن، التابعة للمعارضة التركية، إن أردوغان انفصل عن شعبه ولا يرى غير قصره، مضيفا أن النظام الاقتصادي الحالي ليس لديه علم عن الأسواق، وسيذكره التاريخ بعدم كفاءته.
وأكد أوغلو أن النظام نسي أساس العدل، ويظن أن العدالة تنشأ في القصر.
ومنذ أيام قليلة، شن داود أوغلو، هجوما شرسا على رفيقه السابق أردوغان وحزبه، قائلاً إن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم سينهار ويختفي من الساحة السياسية قريباً بعد أن فقد شعبيته بسبب ممارساته التي قضت على الحريات والعدالة وقادت إلى الاستبداد، وأفقدت تركيا اعتبارها على الساحة الدولية.
وأضاف داود أوغلو، أحد مؤسسي ورئيس العدالة والتنمية السابق أنه لن يكون هناك شيء في تركيا اسمه حزب العدالة والتنمية في المستقبل.
كما قال رئيس حكومة تركيا الأسبق إن تركيا أصبحت تعاني من مشاكل في الحريات والعدالة، لافتا إلى أن العصابات خرجت من السجون وبقي الصحافيون داخلها (في إشارة إلى الإفراج عن سجناء خطرين وزعماء مافيا بموجب قانون العفو عن السجناء الذي أقره البرلمان بطلب من الحكومة في إبريل الماضي، في إطار تدابير مواجهة فيروس كورونا واستثناء الصحافيين والسجناء السياسيين ومعارضي أردوغان من العفو، وزادت معدلات الفقر".
وتشهد الليرة انهيارًا أمام العملات الأجنبية؛ إذ سجل الدولار الأمريكي 7 ليرة خلال تعاملات الشهر الماضي، ثم تراجع مرة أخرى إلى 6.80 ليرة مع بداية تعاملات الأسبوع الجاري.
وكثّفت الخزانة التركية معدلات اقتراضها لمواجهة الضائقة المالية التي تواجهها، فخلال الشهر الماضي اقترضت الخزانة من السوق المحلي 60 مليار ليرة، وخلال الاثني عشر شهرا الأخيرة ارتفع العجز النقدي لتركيا إلى 150 مليار ليرة.
ويبلغ إجمالي ديون تركيا الخارجية 1.4 تريليون ليرة تركية ( 225.8 مليار دولار) حتى نهاية فبراير/ شباط الماضي.
وقال صندوق النقد الدولي في تقريره النصف سنوي بشأن آفاق الاقتصاد العالمي إن الاقتصاد التركي قد ينكمش بنسبة 5 في المائة هذا العام.
وأكد صندوق النقد الدولي أن الانخفاض في الناتج الاقتصادي للبلاد سيصاحبه زيادة في البطالة، متوقعا معدل بطالة يبلغ 17.2 في المائة بحلول نهاية عام 2020.
وفقد الأتراك الثقة في أردوغان الذي لطالما تغنى بالازدهار، رغم مؤشرات الاقتصاد الذي بعتبر "نقطة ضعف" هذا النظام منذ سنوات، وفق قول سونر كاجابتاي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بسبب نمو ضعيف (0,9% عام 2019) ومعدّل بطالة مرتفع (13,6% في فبراير) وتضخّم هائل (10,97% في أبريل).
وبسبب هذه الأرقام السيئة تكبّد إردوغان نكسة مدوية في الانتخابات البلدية العام الماضي، وخسر إسطنبول وأنقرة.