مليشيا الحوثيين حولت كورونا لسلاح لقتل السجناء والمصابين
الإثنين 08/يونيو/2020 - 11:42 ص
طباعة
روبير الفارس
حولت مليشيا إيران في اليمن وباء كورونا الي سلاح قاتل تستخدمه بلا رحمة ضد المصابين به حتي إذا كانوا من أعضائها حيث كشفت مصادر مطلعة عن إقامة مليشيا الحوثي مراكز حجر سرية للمقاتلين الحوثيين المصابين بفيروس كورونا، وقتل معظمهم بأبر سامة.
وأفادت المصادر في تصريحات صحفية أن المليشيا أنشأت مراكز سرية في صنعاء وذمار، لوضع المقاتلين الحوثيين الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس.
وأضافت أنه تم نقل مصابين حوثيين بكورونا من جبهات البيضاء وشمال الضالع إلى مدينة ذمار, كما تم نقل مشتبهين آخرين من جبهة صرواح في مأرب إلى صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا دربت فرقا للتخلص من المصابين بابر سامة بحجة عدم نقل الفيروس وفي سياق متصل طالبت منظمات حقوقية محلية بتدخل عاجل للتسريع بإنقاذ آلاف المختطفين في سجون ميليشيات الحوثي في ظل تفشي وباء كورونا الذي اجتاح السجون “على مرأى ومسمع من قيادة الميليشيات”.
وقال بيان مشترك لـ”المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين” ولـ”رابطة أمهات المختطفين” ولـ”لجنة أهالي الأسرى والمختطفين”: “تابعنا بقلق شديد وأسف بالغ تفشي وباء كورونا المستجد في سجون الميليشيات الحوثية والتي تكتظ بالعشرات من الأسرى والمختطفين بل بالمئات أحياناً في ظروف صحية صعبة بالغة التعقيد”.
وأوضح البيان أن الأوضاع المزرية في السجون الحوثية، حيث يحتجز الأسرى والمختطفون منذ سنوات في أماكن تفتقد لأدنى مقومات العيش، والمعاملة السيئة والتعذيب ضاعفت من تفشي الفيروس “بصورة مفزعة”، محمّلاً جماعة الحوثي مسؤولية سلامة المختطفين في سجونها. وشدد البيان على ضرورة الإفراج عن المختطفين.
كما دعا البيان لطرح ملف الأسرى على طاولات الأمم المتحدة ولرفعه لمبعوثها الخاص مارتين غريفثس ولإيلائه الأهمية الأولى في مفاوضات السلام القادمة.
وكانت “رابطة أمهات المختطفين اليمنيين” قد كشفت في وقت سابق عن وجود حالات اشتباه بفيروس كورونا المستجد بين المختطفين في إحدى سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية بالعاصمة صنعاء.
وأفادت المصادر بأن الوباء تفشى في ثلاثة معتقلات رئيسية في صنعاء تضم مئات المعتقلين السياسيين، وهي السجن السياسي واحتياطي السجن المركزي وسجن هبره الذي توفي مديره الارهابي الحوثي عبدالملك القاره بعد إصابته بالفيروس.
ويقبع نحو 10 آلاف مختطف مدني، بينهم 12 صحافياً في سجون ميليشيات الحوثي، بحسب تقارير حقوقية. وقد تم اختطاف هؤلاء إما من مقار أعمالهم أو من منازلهم. وتعمل الميليشيا على مقايضتهم للإفراج عن أسراها الذين يتم القبض عليهم في جبهات القتال كما
حذر أطباء، مؤخرا، من "بروتوكول علاجي " نصحت مليشيا الحوثي مرضى كورونا باستخدامه في منازلهم، مؤكدين أن أدوية تضمنها البروتوكول قاتلة ولا تستخدم إلا في غرف العناية المركزة بالمستشفيات وتحت إشراف طبي كامل.
وفيما وعد وزير صحة المليشيا قبل أيام باكتشاف أطبائه علاجا لكورونا، استهجن أطباء، على صفحات تواصل اجتماعي، بروتوكول أعده وهاج المقطري مستشار وزير صحة المليشيا، منادين بوقف ما وصفوها بالجريمة والاستخفاف بحياة اليمنيين.
وفند الطبيب اليمني حسين الويسي، بعض بنود البروتوكول الحوثي مشيرا إلى أنه سرد ملاحظاته كأمثلة فقط على ما اعتبرها "فضائح علمية وجرائم أخلاقية وألغام تتربص بمن يدوس عليها".
وسرد تفنيداته بالقول إن البند السادس من البروتوكول نصح المرضى في المنازل باستخدام دواء اسمه "لينزوليد"، وأشار الويسي إلى أن هذا الدواء هو خط الدفاع الأخير ضد أخطر بكتيريا على الإطلاق اسمها "ستافيلوكوكس أورياس".
وقال إن الأطباء يتعاملون مع "لينزوليد" بحذر شديد. مضيفا "وهاج وضع هذا الدواء في أيدي عامة الناس وصرح لهم استخدامه هكذا بكل بساطة في المنزل وبدون أي فحوصات تثبت الحاجة إلى استخدامه".
وأردف "وهاج يحطم خط الدفاع الأخير ضد بكتيريا قاتلة يعتبر كوفيد 19 مجرد مزحة سخيفة عندما تقارنه بها".
وتابع الويسي بأن البند السابع في البروتوكول الحوثي يتضمن عقاري "هيدروكورتيزون" و"ميثايل بريدنيزولون" منوها إلى أن وظيفتهما إيقاف عمل الجهاز المناعي "وتستخدم بحذر شديد في العناية المركزة في حالات محدودة وبإشراف حثيث من استشاريي العناية والأمراض المعدية".
وواصل، بأن البند الثامن نصح بدواء "فلوكونازول" المضاد للفطريات التي تصل إلى الدم.
ونبه إلى أن وصول الفطريات إلى الدم لا يحصل إلا عند انهيار الجهاز المناعي للمريض بشكل كامل.
وأضاف أن العقار لا يستخدم سوى بإثبات وجود فطريات في الدم عن طريق الفحص المخبري، وبإشراف استشاريي الأمراض المعدية. حسب الويسي.
طبيب آخر اعتبر العقارات الموصوفة في البروتوكول العلاجي الحوثي بالمنازل "أخطاء طبية قاتلة".
وأكد استشاري أمراض القلب الدكتور شانع علي أن هذا النوع من الأدوية لا يتجرأ الأطباء في وصفها للمرضى في غرف العناية المركزة بالمشافي بدون "أي مراقبة ومتابعة مباشرة من فريق طبي متكامل".
وقال "ألا يوجد رجل رشيد يوقف هذا الإجرام والاستخفاف بحياة المواطنين"
واختتم بقوله إنه عبر مسيرته العلمية لم يشهد الوسط الطبي اليمني "حماقات وجرأة على حياة المريض مثلما يقوم به مستشار لوزير الصحة في صنعاء".
وتأتي هذه الوصفات الحوثية المميتة، لمرضى كورنا في منازلهم، بعد عجز المستشفيات والأقسام المخصصة للتعامل مع الفيروس المستجد عن استقبال حالات جديدة، ما يؤكد، كما يرى مهتمون، التصاعد الكبير في أعداد المصابين بمناطق سيطرة المليشيا الحوثية الموالية لإيران، رغم محاولاتها التستر على البيانات الخاصة بالجائحة.