أردوغان يواصل ابتزاز المجتمع الدولي ويعلن استمرار دعمه لميليشيات الوفاق
الأربعاء 10/يونيو/2020 - 01:11 ص
طباعة
أميرة الشريف
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدي القرارات والمطالب الدولية التي تدعوه لوقف التدخل في الشأن الليبي كما يواصل ابتزاز المجتمع الدولي بتصريحاته، حيث أعلن أردوغان إنه سيستمر في دعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج في طرابلس عسكريا.
يأتي ذلك رغم المبادرة المصرية "إعلان القاهرة"، التي تم الإعلان عنها للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية، وحازت على دعم دولي واسع.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي، إن "الدعم سيستمر لحكومة الوفاق على جميع الأصعدة.. بما في ذلك عسكريا، سنبذل قصارى جهدنا لدعمها".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي، بعد يوم من اعترافه بدور بلاده في المعارك الدائرة في ليبيا، حين أكد أن عمليات السيطرة على مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية مستمرة، على حد تعبيره.
واعتبر أردوغان، خلال لقاء صحفي مع إحدى القنوات التركية، أن العمليات العسكرية في مدينة سرت ومحيطها "حساسة" لوجود آبار النفط هناك.
وأبرم أردوغان والسراج، في نوفمبر الماضي مذكرتي تفاهم، إحداهما بشأن ترسيم الحدود والأخرى أمنية تتيح إرسال قوات تركية إلى ليبيا.
وبعد التوقيع، بدأ أردوغان بإرسال مرتزقة من سوريا إلى ليبيا لدعم ميليشيات السراج في معارك ضد الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى الأسلحة والخبراء العسكريين.
ولقيت المذكرتان رفضا إقليميا ودوليا لكونهما تتجاوزان صلاحيات السراج، كما أن الاتفاق البحري ينتهك قانون البحار وذلك بسبب عدم وجود حدود بحرية بين الدولتين.
واتهم المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الميليشيات المدعومة من تركيا بارتكاب جرائم حرب في ليبيا.
وأكد المسماري، أن الميليشيات رفضت إعلان القاهرة رغم الدعم الدولي للمبادرة، مشيرا إلى أن الجيش يتعهد بمحاربة التنظيمات الإرهابية.
كما أكد على أن تركيا تستغل عضويتها في حلف الناتو لاحتلال ليبيا، داعيا الحلف إلي التصدي للممارسات التركية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن، السبت الماضي، عن مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لحل الصراع في ليبيا، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في القاهرة، إن "المبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين 8 يونيو".
وأوضح السيسي أن المبادرة تشدد على ضرورة "إلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، بجانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف".
كما تهدف المبادرة إلى ضمان "تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد".
ورحبت القوى الدولية الفاعلة بالمبادرة المصرية، حيث أبدت كل من الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا وجامعة الدول العربية وعدد كبير من دول المنطقة دعمها للمبادرة الرامية إلى وقف الصراع والعودة إلى التفاوض السياسي.
في سياق متصل، حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، جميع أطراف الصراع في ليبيا على وقف العمليات العسكرية على الفور والانخراط بفاعلية في مفاوضات سلام.
ودعا بوريل في بيان مشترك مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أطراف الصراع الليبي إلى الموافقة سريعا على وقف إطلاق النار، وسحب القوات الأجنبية، والمرتزقة، والعتاد العسكري.
وجاءت دعوة الاتحاد الأوروبي بعد ساعات من تحذير الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، من أن شبح سيناريو الحرب في سوريا يخيم على ليبيا.
وشدد زكي على أن الدعوة للحوار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا هي صلب الموقف العربي الموجود في قرارات الجامعة العربية.
وأشار إلى أن الأزمة الليبية يجب أن يكون لها حل "ليبي-ليبي" أيضا بمساعدة كل داعمي ليبيا واستقرارها وخاصة الدول العربية والقوى الدولية التي تهدف لاستقرار ليبيا.
وحذر حسام زكي، من أن شبح الحرب في سوريا يخيم على ليبيا، لأن هناك تركيا التي تنشط ميدانيا على الأراضي الليبية أكثر من الأطراف الدولية الأخرى وتسعى أنقرة لترجمة التقدم الميداني لواقع سياسي، وهو أمر خطير جدا، وفق وصفه.
وأشار إلى أن التدخل التركي في الشأن العربي تمادى بشكل غير مقبول، مبرزا أن كل اتفاقات تركيا في ليبيا مسار خلاف، وأن التدخل التركي في ليبيا وسوريا والعراق، أصبح أمرا مقلقا ويضر الدول العربية.
إلي ذلك، حذر مصدر دبلوماسي فرنسي من التدخل التركي في ليبيا، مشيرا إلى أن الخطر الذي تمثله التدخلات التركية بات على أبواب أوروبا.
وقال المصدر إن أوروبا تشعر بالقلق جراء التفاهمات التركية الروسية في ليبيا مشيرا أن هذه التفاهمات لا تصب في صالح استقرار أوروبا.
وتقاتل قوات الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين للسيطرة على مدينة سرت، في وقت صرح فيه الرئيس التركي أن "مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة".
وكان كشف الجيش الوطني الليبي، عن جرائم حرب ارتكبتها ميليشيات الوفاق الموالية لتركيا في ليبيا.
وجدد الجيش الوطني عهده بالحفاظ على وحدة ليبيا والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في كل البلاد وهدد باستخدام قوة جوية مفرطة ضد العصابات الإجرامية بطرابلس.
وطالب الجيش الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب وأعمال انتقامية وثأرية في الأصابعة وترهونة.