خسائر مالية تضرب الشبكة القطرية الرياضية فى مقتل
ضربت الأزمة المالية قنوات بين سبورت القطرية فى مقتل، وبدأت فى
تسريح أكثر من 40% من موظفيها ما بين مذيع ومحلل وكوادر إدارية، لتجد الشبكة
الأبرز فى الشرق الأوسط لنقل مباريات كرة القدم وعدد من البطولات العالمية فى
مختلف الألعاب عاجزة عن دفع رواتب العاملين، بل أنها عاجزة عن تسديد التزاماتها
المالية للاتحادات الرياضية الأوروبية.
الأزمة بدأت بنهاية عام 2019 حينما تأثرت قطر بمشكلات المقاطعة
العربية، وحصار الرقابة الدولية من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم
"فيفا"، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، من حيث متابعة
مصادر دخل الشبكة، ونادي باريس سان جيرمان المملوك لناصر الخليفي، فى ظل اتهامات
للنادي الفرنسي بخرق قواعد اللعب النظيف، والتلاعب فى عقود الرعاية والدخل الخاص
بالنادى.
تفاقمت الأزمة مع تفشي جائحة كورونا وتوقف البطولات الرياضية حول
العالم، وبالتالى توقفت الاعلانات وبث المباريات، وهو ما ضاعف من الأزمة، حتى قامت
القناة بتسريح عدد كبير من الموظفين، وعدم القدرة على تحمل رواتبهم.
الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما وجدت القناة نفسها فى مشكلة أكبر،
من خلال عدم قدرتها على سد الأقساط المخصصة للبطولات الرياضية للدوريات العالمية،
ومخاطبة عدد من روابط الدوريات فى إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، انجلترا، إسبانيا
بتقليص المبالغ المفترض تسليمها، باعتبار أن البطولات كانت متوقفة خلال الفترة
الماضية ، وكان الرد الصادم من إيطاليا،
ورفض الاخلال بهذه الاتفاقات، مما ترتب عليه من الشبكة من بث اى مباراة بالدوري
الإيطالي أو استغلال أى حقوق سابقة ما لم يتم الوفاء بالالتزامات المالية
المطلوبة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لم تقم فيه الشبكة بتعويض المشتركين خلال
الفترة الماضية، وقامت بتحصيل كل حقوقها المالية والاشتراكات دون تعويض مشتركيها
او تقديم بدائل عن عدم بث أى مباريات جديدة.
ومن
الشخصيات التى تستعد للرحيل عن الشبكة القطرية كل من الأخضر بريش "مقدم استديوهات تحليلية"، خالد
الغول "معلق"، خالد ياسين "مقدم استديوهات تحليلية"، جمال
الشريف "محلل تحكيمي"، اليساندرو التوبيلي "محلل"، معز
بوليحة "مقدم نشرات إخبارية ومقدم استديوهات تحليلية،
آنيا الأفندي "مقدمة نشرات إخبارية"، خولة
بن لشهب "مقدمة نشرات إخبارية"، نزار الأكحل "مقدم نشرات إخبارية"، ماجد
الشجعي "مقدم نشرات إخبارية"، حسام الحاج علي "محلل"، رمضان
صقر "معد برامج".
كما زادت
التوقعات برحيل المذيع الأشهر بالبشكة القطرية وهو التونسي عصام الشوالي، الذي
كانت لديه مطالب مادية لتجديد تعاقده مع القناة من قبل أزمة كورونا، حتى جاءت
الجائحة وعجزت معها الشبكة من الاستجابة لمطالبه، لتخسر واحد من أكثر المذيعين
شعبية وحضور.
المرحلة
المقبلة هى الأصعب للشبكة القطرية، خاصة وأنها تعمل على ترويج برامج وفيديوهات
لمونديال 2022، وهو ما يضع كل هذه الجهود فى مهب الريح.
وسبق أن
حاولت الشبكة القطرية فى استمالة عدد من الوجوه الاعلامية فى مونديال روسيا 2018
للدعاية للمونديال القطري، ولكن تم رفض هذه العروض، بل قبلت هذه الشخصيات عروضا من
دبي وأبوظبي، وأصبحت مقرا دائما لهم، ومن أبرز هذه الوجوه الروسية فيكتوريا لوبيريفا، سفيرة كأس العالم
2018.
الفترة المقبلة قد تجد الشبكة القطرية نفسها فى أزمة كبري، نتيجة
اتهامات بالفساد لرئيسها ناصر الخليفي فى قضايا منظورة أمام المحاكم السويسرية،
ورقابة مالية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم " يويفا" ضد عمليات الشراء
والبيع فى باريس سان جيرمان، إلى جانب تاجيل دورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020،
وكأس الأمم الأوروبية يورو 2020، كذلك من المنتظر استكمال مباريات دورى الأبطال
للأندية عبر دورة مصغرة، وبالتالى حرمان الشبكة فى جمع كثيرا من الموارد المالية
عمقت من مشاكلها، وصعدت من أزمة الفساد والخلافات الداخلية.