مع عودة بعض مرتزقة أردوغان إلى بلادهم... تركيا تواصل إرسال المزيد منهم إلى ليبيا

السبت 20/يونيو/2020 - 01:41 ص
طباعة مع عودة بعض مرتزقة فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي تخطى فيه عدد قتلى المرتزقة والقوات الموالية لتركيا فى ليبيا عتبات الـ400 قتيل بينهم 30 من الأطفال، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عناده ومكابرته بإرسال المزيد من المرتزقة من الفصائل السورية الموالية له، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
وبدوره يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان مواكبة عملية النقل تلك، حيث أفاد المرصد أنه جرى نقل دفعات جديدة خلال الأيام القليلة الفائتة، بالتزامن مع عودة مئات المقاتلين منهم إلى سوريا.
 ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن العائدين قد حصلوا على مستحقاتهم المالية بشكل كامل عقب التقدمات الأخيرة لقوات حكومة الوفاق.
وبذلك ترتفع أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، إلى نحو 14,700 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 2600 إلى سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند.
يذكر أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 14 – والـ 18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، كما أن هناك 400 مرتزق اتخذوا من الذهاب إلى ليبيا ذريعة للوصول إلى أوربا، وقد دخلوا أوروبا بطرق غير شرعية عبر إيطاليا.
وفي سياق متصل، جرى توثيق مقتل 14 مقاتل من حملة الجنسية السورية خلال المعارك إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 417 مقاتل بينهم 30 طفل دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.
ومن جانبه قال سعيد امغيب، عضو مجلس النواب الليبي، إن الحقيقة التي يجب أن يعلمها  كل الشعب الليبي وخاصة سكان مدينة طرابلس هي أن المرتزقة السوريين والإرهابيين الذين جلبهم أردوغان لن يرجعهم إلى تركيا ولا إلى سوريا مرة أخرى.
وأوضح امغيب، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن أردوغان قصد التخلص منهم والزج بهم في قتال الجيش، ويبدو أن الاتفاق كان مع فايز السراج بعد انتهاء الحرب أن يوفر لهم السكن والمرتب ومن يريد منهم الهجرة يوفر له ذلك، متابعا: "من الصعب في الوقت الحاضر- في وجهة نظري- رجوع سكان المناطق التي يتواجد فيها المرتزقة".
وعلى صعيد متصل، ندد خبراء أمميون بانخراط تركيا في عمليات تجنيد ونقل المرتزقة السوريين للمشاركة في الأعمال العدائية لدعم حكومة الوفاق في ليبيا، حيث تم تجنيد هؤلاء المرتزقة من الفصائل المسلحة السورية المتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا، كما تم إرسال آلاف السوريين منهم أطفال أقل من ١٨ عاما إلى ليبيا عبر تركيا خلال الشهور الأخيرة.
وحذر فريق الأمم المتحدة العامل المعني بمسألة استخدام المرتزقة، في بيان صدر الأربعاء 17 يونيو، من أن "الاعتماد على الجهات الفاعلة الأجنبية يسهم في تصعيد النزاع في ليبيا وتقويض احتمالات التوصل إلى حل سلمي، ويلقي بتداعيات مأساوية على السكان المحليين"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأعرب الفريق عن "القلق إزاء استخدام المرتزقة في القتال في ليبيا، ما يمثل خرقا لحظر الأسلحة والمرتزقة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي، وانتهاكا للاتفاقية الدولية لاستخدام المرتزقة وتمويلهم وتدريبهم التي وقعت عليها ليبيا، مطالبين أطراف النزاع الليبي بالتوقف عن تلك الانتهاكات".
كما أعرب عن "القلق إزاء الاستغلال الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال الذين يأتون من وضع اجتماعي واقتصادي شديد الضعف"، مشيرا إلى أن "استخدام المرتزقة أكثر إثارة للقلق في ظل جائحة فيروس كورونا الحالي، ويُظهر تجاهلا تاما لصحة وسلامة السكان المدنيين في ليبيا غير المستعدين أصلا لمواجهة هذه الأزمة الصحية".
وفي السياق ذاته، نشرت شبكة "بي بي سي" الإخبارية العالمية، تقريرًا كشفت فيه أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستغل السوريين كوقود للحرب في ليبيا بهدف الاستيلاء على بترول وغاز ليبيا ومقدراتها الاقتصادية.
وقالت شبكة "بي بي سي" في تقريرها، إن هناك دورا متعاظما يلعبه المقاتلون السوريون في الحرب الليبية، والذي بدأ مع التدخل العسكري التركي في ليبيا دعما لحكومة السراج.
ووفقا للتقرير فإنه عندما لاحت لتركيا فرصة إقامة موطئ قدم لها في ليبيا أواخر العام الماضي، استغلت هذه الظروف ونشطت عبر الفصائل العسكرية السورية الموالية لها وشخصيات من المعارضة السورية لتجنيد آلاف المقاتلين السوريين للقتال في ليبيا عبر تقديم اغراءات مالية كبيرة لهم.
كما انضم إلى هؤلاء شبان سوريون يعيشون في تركيا بسبب الأوضاع المزرية التي يعيشونها هناك، لافتا إلى أن معظم التقديرات إلى أن عدد المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا حتى الآن يتجاوز عشرة آلاف مقاتل.

شارك