تحت غطاء تركي.. أطفال دور الأيتام يقاتلون في ليبيا مقابل أموال طائلة
السبت 20/يونيو/2020 - 04:00 ص
طباعة
أميرة الشريف
اتهم المركز الليبي لحقوق الإنسان حكومة الوفاق والميليشيات التي تقاتل معها، إضافة إلى القوات التركية، باستهداف المراهقين والقصّر في دور الأيتام والتغرير بهم مقابل الأموال.
و لا زالت ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال في ليبيا مستمرة، حيث قال المركز الليبي لحقوق الإنسان إن تجنيد الأطفال من قبل فصائل الوفاق وتركيا في ليبيا منتشر بشكل كبير، لا سيما في مصراتة حيث يتم إغراء القصَّر واستدراجهم للقتال مقابل رواتب أسبوعية تصل حتى 1000 دينار ليبي (200 دولار).
وقال المركز إن الأطفال المستهدفين من دور رعاية الأيتام ويتم الزج بهم على الجبهات دون أي تدريب.
وذكر المركز بعض حالات تجنيد الأطفال الموثقة في ليبيا، ومنها: متين فتحي الغرياري - مواليد 2004، قُتل أثناء القتال مع ميليشيات "ثوار طرابلس".
أسامة فرج التكروني - مواليد 2003، قتل في مواجهات مع الجيش الليبي على محور عين زارة.
قدري محمد السويعي - مواليد 2004، توفي متأثرا بإصابة في المعارك.
معاذ الطالب المصراتي، "ميليشيات محجوب" - مجلس مصراتة العسكري.
طارق محمد بن راشد - مواليد 2003
ميليشيا "كتيبة الصمود"، أصيب خلال قتاله ضد الجيش الليبي مع الميليشيات التركية.
هذا بالإضافة إلى حالات أخرى عديدة لتجنيد الأطفال تم توثيقها أيضا.
وفي منتصف مايو الماضي، جاء في تقرير "منظمة سوريون من أجل الحرية والعدالة"، أن هناك شهادات لمصادر المنظمة على الأرض في سوريا وليبيا وتفاصيل حول عملية تجنيد مراهقين سوريين التي تتم عبر إصدار وثائق هوية مزورة ومعلومات مفبركة عن تاريخ ومكان ميلادهم، وبالتالي يتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية لما يعرف بالجيش الوطني السوري، كما ذكر التقرير أن بعض الأطفال استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة.
ونقلت المنظمة السورية التي تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، عن أحد مصادرها وهو مدني في منطقة درع الفرات التي تحتلها تركيا شمال سوريا، قوله إن أحد قادة فرقة المعتصم جاء لمتجره مع ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً قالوا لي إنهم سيذهبون إلى ليبيا بموافقة عائلاتهم، وكانوا سعداء للغاية بالحصول على راتب قدره 3000 دولار حسب الوعود التي تلقوها من قادتهم، مضيفا أن هؤلاء الأطفال يتلقون تدريبات في معسكر أنشأته فرقة المعتصم في مجموعات من 25 شخصًا، وقيل لهم إن بإمكانهم الاتصال بعائلاتهم من ليبيا والعودة إلى منازلهم في غضون ثلاثة أشهر بكمية كبيرة من الأموال .
ونقل التقرير أيضًا عن أحد عناصر فرقة السلطان مراد الموالية بشدة لتركيا قوله إن أحد المرتزقة التابعين لفرقته في العاصمة طرابلس في الوقت الحالي أكد له وجود ما لا يقل عن خمسة أطفال دون سن الـ18 يقاتلون ضمن مجموعته، فيما أشارت المنظمة إلى أن دفعةً جديدة من الأطفال المجندين حديثاً يتم تجهيزهم لإرسالهم إلى ليبيا نقلاً عن مصدر للمنظمة في مدينة مارع شمال سوريا كان شاهداً على تجهيز عدد من الأطفال لنقلهم إلى ليبيا .
وتستمر انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين المحلية والدولية مع استمرار تدفق المرتزقة الأجانب الى ليبيا دعماً للأطراف المتصارعة في حرب بالوكالة لم تقم بشيء سوى تهديد حياة الشعب الليبي وزيادة معاناته وأزماته.
في سياق متصل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلي أن حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا بلغت 279 مقاتلا بينهم 13 طفلا دون سن الـ 18، والقتلى من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
الجدير بالذكر أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين الـ 16 – والـ 18 غالبيتهم من فرقة السلطان مراد، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
يذكر أن تركيا بدأت منذ شهر أكتوبر من العام الماضي إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي، حيث تجاوز عددهم 8000 مقاتل، فضلاً عن آلاف ممن يتلقون التدريب حالياً وينتظرون إلحاقهم بجبهات القتال المختلفة في ليبيا، وفق المرصد السوري.