"الذئاب الرمادية".. ذراع أردوغان يخترق ثاني أكبر أحزاب النمسا
الجمعة 03/يوليو/2020 - 01:31 ص
طباعة
أميرة الشريف
كشف موقع "فوخين بليك" النمساوي، في تقرير له، عن اختراق تنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، ذراع رجب طيب أردوغان، والإخوان الإرهابية، للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب البلاد.
وقال التقرير إن هناك علاقات وثيقة بين الحزب النمساوي وتنظيم الذئاب الرمادية منذ ما يقرب من عقد.
ومنذ عدة أيام، هاجمت مجموعة من تنظيم الذئاب الرمادية القومي المتطرف، مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تُندد بالفاشية، في فيينا، مما أدى لاندلاع اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وأحداث شغب واسعة، أصيب خلالها عدد من رجال الشرطة.
وتابع الموقع، من حيث المبدأ، يتعلق الأمر دائمًا بالتصويت، على وجه الخصوص، لم يكن كل من حزب الشعب الحاكم، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، جيدين في جذب تصويت النمساويين من أصل تركي، ولذلك، كان هناك محاولات للحزبين للتقرب من النمساويين من أصل تركي"، ضاربة مثال بصورة ظهرت للمستشار الحالي وزعيم حزب الشعب سبستيان كورتس، مع مجموعة من الشباب التركي يؤدون تحية الذئاب الرمادية.
وأضاف، يبدو أن العلاقات بين الذئاب الرمادية والحزب الاشتراكي الديمقراطي أقوى بكثير"، مضيفا: "التنظيم التركي يبارك على سبيل المثال، الفعاليات التي ينظمها الحزب النمساوي المتطرف".
وذكر الموقع أن هناك صورة كبيرة لزعيمة الاشتراكي الديمقراطي، ريندي فاجنر، معلقة في مقر الذئاب الرمادية في مدينة لينز النمساوية.
ووفق الموقع، وثق صحفيون زيارات قام بها سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمقرات الذئاب الرمادية في النمسا في 2019.
وأضاف الموقع أنه فيما يتعلق بالإخوان، يتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدعم الجماعة التي لا تقل تطرفا عن الذئاب الرمادية، ومنح ممثليها مناصب في الحزب".
وأشار التقرير إلي أن عمر الراوي، يملك اتصالات وثيقة مع الإخوان، وفي نفس الوقت يشغل عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعضوية برلمان مدينة فيينا".
وتعتبر "الذئاب الرمادية" منظمة قومية تركية متطرفة مرتبطة بداعش، وتسمى أيضا الشباب المثالى، تجد تصنيفها بين الأروقة الدولية كمنظمة إرهابية، والمثير أنها ذراع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يُغازلها ويرفع شاراتها فى المؤتمرات الدولية، ويلوح بها مهددًا خصومه التاريخيين من الأكراد، وتأسست فى أنقرة على يد ألب أرسلان جيليك، خلال ستينيات القرن الماضى.
ويصف الباحثون هذه المنظمة بأنها "نصف مليون متطرف وإرهابى فى خدمة أردوغان"، حيث سعى الرئيس التركى للدمج بين أوهام الخلافة الإسلامية التى أطل بها على المنطقة منذ سنوات، بحلم القوميين والأتراك المتطرفين فى السيطرة على العالم، والعودة بتركيا إلى زمن السلطنة والولاة والجباية العثمانية.
وكانت جماعة "الذئاب الرمادية" الطليعة التركية فى التعاون مع "داعش" والفصائل الإرهابية داخل سوريا لاحتلال شرق الفرات والتنكيل بأكراد عفرين.
وبدأت "الذئاب الرمادية" منذ أكثر من 50 عامًا، حيث بدأت كمنظمة وطنية تنتمى لليمين المتطرف وتُكافح ضد تيار اليسار، حيث بدأت فى العام 1968 العمل خارج نطاق جامعة أنقرة كنادى شبابى متعصب، لتؤسس فروعًا لها فى كل الجامعات الأخرى، والتى بلغت أكثر من 1700 فرع.
وجاءت تسمية الجماعة الإرهابية المتطرفة من أسطورة "الذئب الرمادى"، والتى تُغذى فكرة تاريخ أسطورى للأتراك، وتقول إنه عندما عاشت قبائلهم فى وسط آسيا وتعرضت لهجوم من قبيلة معادية أبادت جميع الأتراك، باستثناء طفل واحد، عاش فى الغابة يرضع من ذئبة عطفت عليه حتى كبر، واستطاع أن يعيد لقومه مجدهم.
وارتكبت "الذئاب الرمادية" جرائم دولية ومحلية مشينة، ففى عام 1978 ارتكبت جريمتها التاريخية داخل أروقة جامعة "إسطنبول"، عندما أعدمت 14 طالبًا يساريًا داخل الجامعة بدم بارد.
وشاركت فى العمليات القتالية بجمهورية "الشيشان" جنوب روسيا، بالإضافة إلى تنظيم كيفية نقل الأسلحة داخل المنطقة.
ومن بين أبرز أنصارها السابقين كان محمد على أغا، الذى حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى فى 1982.
وركزت الجماعة المتطرفة جرائمها فى الاغتيال ضد المثقفين اليساريين والأكاديميين، منهم من تولوا منصب النائب العام، وتعذيب العديد من أنصار اليساريين والمتعاطفين وقتلهم.
كان مؤسسها ألب أرسلان جيليك، قائدًا للمجموعة المسلحة التى أطلقت النار على طيارى المقاتلة الروسية "سو-24" التى أسقطتها تركيا بزعم اختراقها المجال الجوى للبلاد.
ويملك التنظيم المتطرف 18 ألف عضو في الأراضي الألمانية، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته 3 أضعاف حزب "إن بي دي"، أخطر حزب نازي في ألمانيا.
ويعد تنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، حليفًا استراتيجيًا مهمًا لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.