بعد التعنت التركي.. المواجهات العسكرية في ليبيا بات وشيكا
الأربعاء 15/يوليو/2020 - 02:09 ص
طباعة
أميرة الشريف
سلطت وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية الضوء حول احتمالية الصدام العسكري الذي بات وشيكا بين مصر وتركيا، وقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 20 يونيو الماضي من أنّ تقدّم قوات حكومة الوفاق الوطني، المدعومة عسكريا من تركيا، لتحرير سرت والجفرة من أيدي قوات حفتر، قد يدفع بلاده الى التدخّل العسكري المباشر في ليبيا.
ووجه السيسي رسالة للجيش المصري قال فيها: "الجيش المصري من أقوي جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد .. يحمي ولا يهدد .. يؤمن ولا يعتدي .. تلك هي عقيدتنا وثوابتنا التي لا تتغير .. كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا وإذا تطلب الأمر خارج حدودنا".
وتحت عنوان خطر المواجهة بين تركيا ومصر يزداد، كتب إيليا بولونسكي في "فوينيه أوبزرينيه"، حول استمرار الحشود العسكرية والتجهيز البري والبحري لمعركة ليبيا الحاسمة ما يزيد من احتمالات مواجهة مسلحة بين تركيا ومصر.
ووفق تقارير إعلامية فإن تركيا لا تنفي إمكانية إرسال منظومة الصواريخ بعيدة المدي إس-400 إلي ليبيا، في الوقت الذي تصر مصر علي الدفاع عن أمنها القومي وعن ثروات ومقدرات الشعب المصري بالمنطقة الغربية وهكذا يغدو خطر حدوث المواجهة العسكرية ملموسا أكثر من ذي قبل.
وفيما، أعلنت تركيا أنها لن تتراجع عن مهاجمة سرت والجفرة، بعد أن شُنت غارات جوية على قاعدة الوطية الجوية، وأدت إلى تدمير منظومة صاروخية تركية مضادة للطائرات.
ويقول الكاتب إيليا، إن أمر آخر هو أن يدخل الجيش المصري القتال في ليبيا فمصر، تبقي قواتها في جاهزية قتالية كاملة، ما يدل على تصميمها على الانخراط في الصراع الليبي في حال أقدمت حكومة الوفاق والقوات التركية على خطوات فاعلة.
كما أعلنت وزارة الدفاع المصرية عن إجراء مناورات "الحسم 2020"، البرية والبحرية، والغرض الرئيس منها "القضاء على المرتزقة والإرهابيين على الحدود الليبية".
ووصف الرئيس السيسي في وقت سابق، مدينتي سرت والجفرة، اللتين تبعدان نحو ألف كيلومتر تقريبا عن حدود مصر مع ليبيا، بأنهما "خط أحمر"، لن تسمح مصر لقوات حكومة الوفاق تجاوزه.
من جانبها، رفضت تركيا أي احتمال لوقف وشيك لإطلاق النار في ليبيا، وقالت إن أي اتفاق يشمل خطوط القتال القائمة حاليا "لن يفيد" حكومة الوفاق.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في تصريحات تليفزيونية إنه "لا بد لحكومة الوفاق الوطني من السيطرة على مدينة سرت الساحلية والقاعدة الجوية في الجفرة قبل أن توافق على وقف لإطلاق النار".
وفي سياق متصل، تساءلت عدة صحف عربية، هل تتدخل مصر عسكرياً في ليبيا؟ ويري مراقبون أن تصريحات السيسي تحمل رسائل للداخل والخارج، فهي تطمئن الرأي العام المصري على قواته المسلحة باعتبارها درع الوطن وحمايته، وتبعث برسالة إلى الخارج مفادها أن مصر لن تسمح لأحد أن يعبث بأمنها القومي سواء فيما يتعلق بما يجري في ليبيا أو أزمة سد النهضة".
وأبرزت صحيفة الخليج الإماراتية العوامل الخمسة التي تناولها خطاب السيسي والتي تدفع مصر للتدخل في ليبيا، مشيرة في عنوان رئيس لها: "الإمارات: نقف إلى جانب مصر في حماية أمنها".
وأبرزت جريدة "العنوان" الليبية تأييد قبائل وشخصيات عامة وسياسية ليبية لتصريحات الرئيس السيسي.
ونقلت عن عارف النايض، رئيس تكتل إحياء ليبيا، قوله إنه بهذا الخطاب "جاء الرد العربي المصري حازماً مزلزلاً، على إشارة السلطان العثماني الواهم بأنامله الآثمة إلى خريطة ليبيا الأبية، بكل غطرسة واستكبار واستفزاز".
وأضاف النايض: "القبائل الليبية الشريفة كلها مُرحبة بكلمته الوافية والشافية والكافية، وستتوالى البيانات والمواقف المرحبة من كل أنحاء ليبيا بإذن الله".
ونقلت جريدة "الموقف الليبي" نص بيان تأييد مجلس مشايخ وأعيان ترهونة للرئيس المصري، جاء فيه "أن تدخل مصر في الشأن الليبي هو تدخل مشروع وفق معاهدة الدفاع العربي المشترك، ووفق ما شهده التاريخ الليبي المصري من الوقوف صفا واحدا ضد العدو الأجنبي عبر التاريخ، سواء في جهاد الليبيين ضد الطليان، أو ما قدمته ليبيا من دعم قوي لشقيقتها مصر في حرب أكتوبر".
ودفع تعنت التركي وتزايد أطماعها في السيطرة على سرت والحقول النفطية، متجاهلة الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار، البرلمان الليبي إلى طلب تدخل عسكري مصري يضع حدا لتلك الأطماع، حيث أجاز مجلس النواب في شرقي ليبيا، المؤيّد للمشير خليفة حفتر، لمصر التدخّل عسكرياً في ليبيا "لحماية الأمن القومي" للبلدين.
وقال البرلمان، ومقرّه طبرق في بيان رسمي إن "للقوات المسلّحة المصرية التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أنّ هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا."
ودعا البيان إلى "تضافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر المُحتلّ الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويُحقّق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة."
ووصف البيان مصر بأنها "عمق استراتيجي لليبيا على كافة الأصعدة، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على مرّ التاريخ".
واعتبر الوجود العسكري التركي في ليبيا "احتلالا" يشكل "تهديد مباشرا " لليبيا ودول الجوار.
وقال موقع "بوبليكو" الإسبانى الإخبارى، إن مصر تستعد وتتخذ كل الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب داخل ليبيا، مؤكداً أن مصر قادرة على "النزاع المسلح" مع تركيا لحماية أمنها وأمن الليبيين.
وأشار الموقع فى تقرير له، إلى أن مصر تقوم بمناورات عسكرية كبيرة بالقرب من الحدود الليبية فى الأيام الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن مصر لديها من القدرات ما يمكنها من إنهاء النزاع بما يحفظ أمنها القومى.
وأضاف الموقع أن التحركات المصرية فى ليبيا تحظى بدعم دولى واسع، خاصة من كلاً من روسيا وفرنسا بخلاف الدعم العربي، في وقت تقف فيه تركيا بمفردها دون أي دعم دولي لتحركاتها المعادية.
وسلط تقرير الموقع الأسبانى الضوء على التحركات الأوروبية الرافضة للغزو التركي للأراضي الليبية، موضحاً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحشد دعم الاتحاد الأوروبي ضد تركيا، بهدف إعطاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "درساً نهائياً".
وأضاف الموقع أن فرنسا ومصر لديهما "تنسيق عالى المستوي"، في الملف الليبي ويتابعون عن كثب تحركات تركيا، بخلاف ما تتمتع به القاهرة من ثقة ونفوذ لدى غالبية مكونات ومؤسسات الدولة الليبية.
وتعتبر تركيا وجودها العسكري في ليبيا شرعيا مستندة إلى اتفاق رسمي بينها بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دوليا. ويقول المسؤولون الأتراك أنهم يتفهمون دواعي الأمن القومي المصري ولا يسعون إلى تهديده.
وفي ظل التأييد الإيطالى الفرنسي لموقف مصر، و تجهيزهما لبدء مناورات مشتركة، فإن تركيا قد تكون أقدمت على خطوة منفردة قد تكلفها الكثير من الخسائر.