"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الخميس 16/يوليو/2020 - 09:57 ص
طباعة
إعداد أميرة الشريف
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 16 يوليو 2020.
البيان تسلط الضوء على انتصارات القوات الجنوبية في الضالع
حررت القوات المشتركة مواقع جديدة في محافظة الضالع فيما تصدت لتصعيد ميليشيا الحوثي وسط مدينة الحديدة وقتلت أكثر من 26 من عناصر هذه الميليشيا.
وقالت مصادر عسكرية القوات المشتركة هاجمت مواقع ميليشيا الحوثي في شمال المحافظة وحررت مواقع مهمة في هذه الجبهة، بينها مرتفعات الهوى، وقرن الليث، شمال مديرية قعطبة.
وحسب المصدر فقد تمكنت القوات المشتركة مسنودة بقوة من الحزام الأمني من تحرير مواقع استراتيجية في قطاع حبيل العبدي، بينها تبه الهوى وقرن الليث، فيما لا تزال الاشتباكات في قرية العبدي مستمرة.
من جهته ذكر المركز الإعلامي لمحور الضالع، أن 298 من عناصر ميليشيا الحوثي لقوا مصرعهم خلال المواجهات الدائرة في المحافظة خلال الشهر الماضي.
وفي الحديدة تصدت القوات المشتركة لتصعيد جديد لميليشيا الحوثي في خطوط التماس وسط مدينة الحديدة وفي المديريات الواقعة جنوبها حيث قتل أكثر من 26 من الميليشيا.
وتحدثت مصادر لـ«البيان» عن نشوب خلافات حادة بين قيادات ميليشيا الحوثي ومرافقي الجرحى المتواجدين، بعد أن شاهدوا العنصرية في اختيار من يعيش ومن يموت حتى تدخل المدعو أبو هادي الكحلاني القيادي البارز في ميليشيا الحوثي وأحمد البشري وكيل أول محافظة الحديدة المعينين من قبل ميليشيا الحوثي لفض الاشتباك.
سياسياً، أكدت الأمم المتحدة أنها لم تصمت تجاه انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مشيرة إلى أنها شجبت مراراً الهجمات على المملكة العربية السعودية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة - خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي الليلة الماضية، في تعليقه على استمرار إطلاق ميليشيا الحوثي الصواريخ الباليستية على المدنيين بالمملكة العربية السعودية والمدن اليمنية، وانتهاكها المتواصل لإعلان وقف إطلاق النار وموقف الأمم المتحدة في هذا الصدد: «لا أعتقد أننا صمتنا ولقد شجبنا مراراً هذا النوع من الهجمات».
وأشار إلى أن مبعوث الأمين العام لليمن مارتن غريفيث قد عقد جلسات إحاطة منتظمة لمجلس الأمن، وإحاطات إعلامية من العاملين في المجال الإنساني، وقيدوا عدة إحاطات للمجلس.. وأضاف: «كان تركيزنا الأساسي على حماية المدنيين، والمبعوث الأممي غريفيث والأمم المتحدة ككل لا تتخلى عن السعي لوقف إطلاق النار الشامل».
صحيفة دولية تسلط الضوء على تصعيد الحوثيين وأزمات إيران
في وقت تتعرض فيه مدن إيرانية لتفجيرات غامضة على مدار الأسبوعين الماضيين تستهدف منشآت حساسة فيها، حاولت الميليشيا الحوثية استهداف السعودية، عبر 4 صواريخ باليستية، و7 طائرات مسيرة (مفخخة)، تم اعتراضها وتدميرها بالكامل.
ويرى مراقبون أنه ليس من الغريب أن تلجأ إيران إلى تصعيد دموي عبر أدواتها في المنطقة، لا سيما قبل الانتخابات الأميركية، من أجل الضغط على المجتمع الدولي، وحفظاً لماء وجه النظام الذي يعيش أسوأ أيامه.
وتمكنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، فجر أمس، من تدمير 4 صواريخ باليستية، و8 طائرات مسيرة (مفخخة)، أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً باتجاه المناطق الآهلة بالمدنيين في السعودية، ولم تسجل أي خسائر مادية أو بشرية.
وقال كبير الباحثين في «مركز الخليج»، الدكتور هشام الغنام: «نلاحظ عند كل انتكاسة أو صفعة تتلقاها إيران القيام باعتداء يثير صخباً، في محاولة من طهران لصرف الأنظار عن آثار الضغط الذي تتلقاه، والذي يهدف في الأساس لتغيير سلوكها العدواني تجاه جيرانها والعالم، ولذلك على المجتمع الدولي أن ينتبه لهذه الحيلة، وأن يربط الأحداث بعضها ببعض، وألا يتعامى عن حقيقة أن الأزمة اليمنية بها طرف إقليمي لا يريد لها أن تنتهي، وهذا الطرف هو إيران».
الاستهداف الحوثي الأخير للمدنيين يرفع عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيا الحوثية باتجاه السعودية إلى 322 صاروخاً منذ بداية النزاع اليمني، كما يرفع عدد الطائرات المسيرة (المفخخة) إلى 379 طائرة.
وأضاف الغنام: «ليس مستغرباً أن تقوم إيران بتصعيد دموي عن طريق هذه الميليشيات التي تستهدف المدنيين، خاصة قبل الانتخابات الأميركية، للضغط على المجتمع الدولي، وحفظاً لماء وجه النظام الذي يعيش أسوأ أيامه قاطبة. هكذا، يجب النظر إلى الصراع في اليمن الذي هو امتداد للمشكلة الإيرانية، ونتاج طبيعي للعقلية الإجرامية التي تحكم إيران».
ومن جانبه، أكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن قوات التحالف المشتركة تمكنت، فجر أمس، من اعتراض وتدمير صاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيا الحوثية الإرهابية باتجاه المملكة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة.
وأضاف، في بيان: «كما تمكنت القوات المشتركة للتحالف من اعتراض وتدمير عدد 6 طائرات من دون طيار (مفخخة) أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه المملكة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقه متعمدة».
وبعد نحو ساعة على الإعلان الأول، صرح العقيد المالكي بأن قوات التحالف المشتركة اعترضت ودمرت طائرة من دون طيار مفخخة أخرى أطلقتها الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً من صنعاء باتجاه السعودية، قبل أن يعلن في السادسة من صباح أمس عن تمكن الدفاعات الجوية الملكية السعودية من اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار (مفخخة) أطلقتها الميليشيا الحوثية من صنعاء باتجاه المملكة.
ولفت المالكي إلى أن الميليشيا الحوثية الإرهابية تتعمد التصعيد العدائي الإرهابي، باستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل المدني ودول جوار اليمن، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، إذ تمكنت القوات المشتركة للتحالف، فجر أمس، من اعتراض وتدمير 8 طائرات من دون طيار، وعدد 4 صواريخ باليستية، في محاولات فاشلة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، مبيناً كفاءة القوات المشتركة للتحالف في التصدي لهذه الهجمات الإرهابية الوحشية ضد المدنيين والأعيان المدنية.
وشدد على أن «قيادة القوات المشتركة للتحالف تطبق وتتخذ الإجراءات الضرورية كافة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وتتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لوقف هذه الأعمال الإرهابية والمحاولات الفاشلة، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
تزايد التحذيرات من وقوع كارثة .. هل ترفع راية الاستسلام لجائحة كورونا باليمن ؟
بدأت التحذيرات من وقوع كارثة في اليمن جرّاء انتشار وباء كورونا تتحوّل إلى حقيقة واقعة في ظل اقتراب المنظومة الهشة المكلّفة بمواجهة الجائحة من الانهيار.
وتلقّت تلك المنظومة ضربة قاصمة في نواتها الصلبة الممثلة في كادرها البشري الذي لم يعد يستطيع إنجاز مهامّه بسبب ضعف الوسائل وانعدامها في بعض الأحيان ما اضطرّ أعدادا من العاملين في القطاع الصحي إلى ترك مواقع عملهم بسبب عدم توفّر وسائل حمايتهم من الوباء.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، أن العديد من العاملين الصحيين في اليمن، تركوا وظائفهم خشية إصابتهم بفايروس كورونا، ما أدى إلى إضعاف النظام الصحي الهش.
وقالت المنظمة الإنسانية الدولية في تقرير لها “ترك العديد من العاملين في مجال الصحة وظائفهم بسبب ارتفاع احتمال إصابتهم بالعدوى خلال عملهم، ما أدى إلى إضعاف نظام الرعاية الصحية الهش أصلا”.
وأوضحت المنظمة أنّ “خطر إصابة العاملين الصحيين بكورونا باليمن، أثار مخاوف شديدة بشأن سلامتهم، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى ترك وظائفهم والبقاء في منازلهم، مما يجعل المستشفيات تعاني من نقص في العاملين”.
وشكت المنظمة من أنّ إمكانات فحص فايروس كورونا المستجد في اليمن “محدودة للغاية” وبالتالي فإن الفايروس ينتشر في جميع أنحاء البلاد “دون أن يتم تتبع الحالة الوبائية”.
وتابعت “بعد سنوات من الحرب، كان النظام الصحي يعاني من ضغط كبير بالفعل قبل انتشار الجائحة، والآن يبدو أن الناس قد فقدوا الثقة في النظام الصحي والعاملين الصحيين”. وحثّت كافة الدول على توفير موارد لليمن للمساعدة في حل الأزمة، مطالبة السلطات اليمنية بالسماح للناس بالوصول بشكل آمن إلى الرعاية الصحية والمساعدات.
وكانت نقابة الأطباء والصيادلة في اليمن قد أعلنت آخر الأسبوع الماضي وفاة 45 طبيبا بفايروس كورونا منذ بدء انتشار المرض في العاشر من أبريل الماضي.
وارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بفايروس كورونا في عموم اليمن حتى السبت الماضي إلى 1393 حالة منها 366 حالة وفاة. ولم يعلن الحوثيون بشكل رسمي سوى عن إصابة أربع حالات بالفايروس بينها حالة وفاة واحدة وحالتا تعافٍ.
وتحوم شكوك كبيرة في دقّة الأرقام المعلنة بشأن الجائحة في اليمن بالنظر إلى ضعف وسائل اكتشاف المرض بدءا من معدّات ومواد إجراء التحاليل، فضلا عن ضعف فرص الوصول إلى المراكز الطبية بسبب الحرب ومحدودية قدرة تلك المراكز على استقبال المصابين أو الراغبين في التشخيص.
وجاءت جائحة كورونا معطوفة على أزمات غذاء ودواء ووقود، جعلت جميعها اليمن إزاء أزمة إنسانية قد تكون الأسوأ في العالم منذ سنوات، حيث جدّدت الأمم المتحدة، السبت، تحذيرها من مجاعة في البلاد يمكن أن تحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة “ما لم يتم الحصول على تمويل فوري”.
وجاء ذلك في تغريدة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عبر حسابه على تويتر. وقال المكتب إنّه “دون تمويل عاجل، ستتوقف المساعدات المنقذة لملايين الأرواح باليمن في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يعرضهم لخطر المجاعة”.
وأضاف المكتب أنّ “هناك 20 مليون من أصل 30 مليون يمني يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي”، مشدّدا على وجوب “التحرك فورا لإنقاذ ملايين الأرواح في اليمن لأن الوضع لا يحتمل الانتظار”. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن تلقيها 558 مليون دولار فقط من أصل مليار و35 مليون دولار تعهد بها المانحون قبل نحو شهر من ذلك التاريخ لدعم الاستجابة الإنسانية باليمن.
كذلك لا تنفصل أزمة الوقود القائمة بحدّة في مناطق سيطرة المتمرّدين الحوثيين عن الأخطار الصحية المحدقة بسكان تلك المناطق كون الوقود ليس ضروريا فقط لطهي الطعام وتسيير وسائل النقل وتشغيل الورشات، بل هو ضروري أيضا لتوليد الكهرباء اللاّزمة لتشغيل المراكز الصحية والمستشفيات، كما أنّه أساسي في تشغيل منظومة الصرف الصحّي في المدن، وفي توفير المياه النظيفة إحدى أساسيات الوقاية من وباء كورونا.
وقال مدير منظمة أوكسفام في اليمن محسن صدّيقي في وقت سابق إنّ نقص الوقود الذي طال أمده قد يؤدي إلى تعريض الملايين في اليمن لخطر الإصابة بفايروس كورونا والأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا، لأن الوقود ضروري لتوفير المياه النظيفة. وجاء ذلك في وقت شكت فيه إدارة مستشفى الثروة في صنعاء من أنّ الكهرباء لم تعد تصل بشكل منتظم إلى المستشفى محذّرة من تضرّر قسمي العناية الفائقة وغسيل الكلى، ومن عدم تمكّن الأطباء والممرضين من الوصول بسهولة إلى مواقع عملهم، فضلا عن الارتفاع الهائل في أسعار المعدّات والمنتجات اللاّزمة لعمل أقسام المستشفى.
الحوثيون وراء اختفاء غاز الطبخ بإب
اتهم يمنيون الحوثيين بتوسيع سوقهم السوداء لبيع الوقود في صنعاء وبقية مناطق سيطرتهم، وبمضاعفة معاناة السكان في محافظة إب (170 كلم جنوب العاصمة) بإخفاء غاز الطهي منذ أسبوع، بحسب ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر محلية في المحافظة.
ورجحت المصادر أن قادة الجماعة الحوثية في محافظة إب يقفون وراء افتعال أزمة غاز جديدة، في مسعى جديد للتكسب من وراء رفع سعرها وبيعها في السوق السوداء.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الانعدام شبه الكلي للمشتقات النفطية في العاصمة وتضاعف معاناة السكان وتوقف الكثير من المنشآت والخدمات الحيوية، بما في ذلك آبار مياه الشرب.
وذكرت المصادر في محافظة إب أن قادة الجماعة المسؤولين عن توزيع أسطوانات الغاز المنزلي حرصوا منذ أكثر من أسبوع على افتعال الأزمة وعدم توزيع الأسطوانات على المديريات والأحياء، الأمر الذي دفع الكثير من العائلات إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على مبتغاهم وبأسعار مضاعفة.
ومع بروز أزمة انعدام غاز الطهي في إب بشكل مفاجئ، ما يوحي بأنها مفتعلة من قبل الجماعة، شكا مواطنون وسكان محليون في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي في مناطقهم.
وأكد السكان لـ«الشرق الأوسط» أن تلاعب الميليشيات وإخفاءها المتعمد لمادة الغاز أشغل أزمة جديدة في المحافظة وأوصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى أكثر من 10 آلاف ريال (الدولار حوالي 600 ريال).
إلى ذلك كشف عاملون بفرع الشركة اليمنية للغاز في إب عن قيام قادة الجماعة بإخفاء نحو 13 صهريجا كانت قد وصلت الأيام الماضية تباعا إلى إب وخصصت للمحافظة ومديرياتها وأريافها، ما تسبب في وقوع أزمة حادة.
وطبقا لمعلومات رسمية، تصل إلى إب يومياً 7 قاطرات من مادة الغاز المنزلي، منها 3 قاطرات حصة المحافظة المعتمدة من شركة صافر، وتقدم للوكيل بسعر 1700 ريال، ليقوم بتقديمها للمواطنين بسعر 2000 ريال، و4 قاطرات غاز تجارية تخصصها الشركة بالتوافق مع التجار للمناطق الريفية، لتباع تحت إشراف الشركة بسعر 2830 ريالاً للأسطوانة.
وتفيد المعلومات بأن فرع الشركة اليمنية للغاز يزود مدينة إب (مركز المحافظة) يومياً بكمية تتراوح بين 8 - 10 آلاف أسطوانة، بسعر 1700 ريال عبر الوكلاء، ليقوموا بالتوزيع وفق قاعدة بيانات معتمدة من المحافظة والمديريات، بقيمة 2000 ريال للمواطنين، لكن الجماعة وأتباعها عادوا من جديد لإضافة رسوم ومسميات متعددة إلى سعر المادة ليصل سعرها في الأخير إلى المستهلك بـ4500 ريال في الأيام العادية.
وعلى صلة بوقوف الانقلابيين الحوثيين وراء افتعال الأزمات المتعددة، وفيما يتعلق بأزمة المشتقات النفطية في صنعاء العاصمة وبقية مناطق سيطرة الميليشيات والتي تخطت أكثر من شهر، كشف عاملون في شركة النفط بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة التي تدير الشركة منعت أول من أمس ملاك أربع محطات بصنعاء من التزود بالوقود نتيجة رفضهم قبول مقطورات كانت صرفتها لهم قبل يومين وينقصها الكثير من مادة البنزين.
وأكد ملاك محطات بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن شركة النفط الخاضعة للحوثيين بالعاصمة زودت محطاتهم اليومين الماضيين بكميات منقوصة من البنزين، مشيرين إلى قيام قادة الجماعة بسرقة بقية الكميات.
وتحدث مالك محطة بصنعاء تحدث إلى «الشرق الأوسط» عن «ألاعيب وممارسات الميليشيات الحوثية وتعمد سوء إدارتها وتوزيعها للمشتقات النفطية». وقال «إن ميليشيا النفط بصنعاء لا تزال تضيق الخناق على ملاك المحطات من خلال شروط وقيود تعجيزية تطالبهم بتنفيذها عقب تزويدهم كل مرة بالمشتقات، والتي تلحق الضرر بهم من جهة وبالمستهلك الذي ينتظر أياما طويلة لتزويد سيارته بالوقود من جهة ثانية».
ومن بين تلك القيود التطفيشية، وفقا لمالك المحطة، إلزام الجماعة لملاك المحطات بتشغيل كل محطة لـ«مضخة بنزين» واحدة لتزويد العشرات إن لم تكن المئات من السيارات والمركبات المنتظرة منذ أيام للحصول على المشتقات، مع العلم أن أصغر محطة تحوي من 3 - 6 مضخات على الأقل، بالإضافة إلى تحويل الجماعة أوقات بيع المحطات للمحروقات إلى ما يشبه بنصف الدوام الرسمي، حيث تتوزع عملية البيع يوميا، وفق شروط الميليشيات، إلى 4 ساعات كفترة صباحية ومثلها للفترة المسائية.
وأكد مالك المحطة، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهدف الرئيسي من شروط الجماعة وتوجهاتها استمرار تضييق الخناق على المواطن وإجباره على مغادرة الطوابير أمام المحطات واللجوء إلى السوق السوداء لشراء حاجته من المشتقات حتى ولو بأسعار مرتفعة لتجني عبرها الجماعة مليارات الريالات.
ونتيجة استمرار أزمة الوقود في مدن تقع تحت سيطرة الجماعة، تحولت معظم شوارع العاصمة صنعاء إلى أسواق سوداء كبيرة لبيع المشتقات النفطية، وشهدت عبرها غالبية تلك المناطق بشكل علني أغرب سوق سوداء لتجارة وبيع هذه المادة، في الوقت الذي تتزاحم مئات السيارات في صفوف طويلة عند محطات الوقود الفارغة.
وتصطف قرب محطات الوقود الرسمية المغلقة ناقلات وشاحنات نفط كبيرة وسيارات مكشوفة محملة ببراميل مليئة بالبنزين والديزل تبيع أمام الملأ بأسعار خيالية، دون حسيب أو رقيب.
ويتهم مراقبون محليون الانقلابيين المدعومين إيرانيا بالوقوف وراء انعاش السوق السوداء لمشتقات الوقود. ويعتبرون أن الجماعة هي المسؤولة الوحيدة عن بروز تلك الأزمة الخانقة.
ويشير المراقبون إلى ازدهار السوق السوداء لتجارة المشتقات على يد الانقلابيين وفي زمن حكمهم وسيطرتهم كونهم من نهبوا وما زالوا مخزونات النفط الاستراتيجية وغيرها من شركة النفط في صنعاء ومدن أخرى وتسخير كميات كبيرة منها لصالحها بغية التكسب من جهة واستمرار حروبها العبثية ضد اليمنيين من جهة ثانية.
صحيفة: دورات التعبئة الحوثية تستنزف الموارد
«الالتحاق بالدورات الحوثية ذات الصبغة الطائفية شرط للترقية والحصول على وظيفة في الجهات التي تصرف رواتب شهرية بانتظام». هكذا تحدث أحمد وهو موظف متعاقد في صنعاء مضى على تخرجه عدة سنوات وأتت الحرب لتقفل أبواب المستقبل، لكنه الآن يعمل في دائرة تقع في أعلى السلم الإداري الخاضع للميليشيات الحوثية بعد أن التحق بتلك الدورات وظل مختفيا عن أسرته ما يزيد على شهر.
يقول والده لـ«الشرق الأوسط» إنه عارض ذهابه إلى منزل سري في صنعاء تجمع فيه ميليشيا الحوثي في الغالب الموظفين العموميين ومواطنين عاديين وتخضعهم لدورات في الفكر الطائفي، لكن ابنه رد عليه بأن هذا مستقبله ولن يستطيع البقاء في الوظيفة والحصول على ترقية إلا بهذه الطريقة، إذ أن صديقه وهو نجل قيادي في الميليشيا نصحه بذلك والتزم له بتحقيق أمنيته.
عاد الشاب أحمد والذي يتحدر من أسرة انتقلت من تعز للعيش في صنعاء بعد أربعة أسابيع من انقطاعه عن أسرته ولكن منطقه اختلف حيث أصبح يتبنى نفس مواقف الميليشيا حتى فيما يتصل بالجوانب العقائدية، وهو اليوم واحد من المحظوظين بوظيفة وراتب خلافا لآخرين أخذوا إلى جبهات القتال.
موظفون ومسؤولون في دوائر حكومية خاضعة للجماعة في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن إجبار الآلاف من الموظفين الحكوميين على الالتحاق بتلك الدورات، فيما أكد مصدران قريبان من أروقة حكم الجماعة أن عشرات الآلاف من الموظفين والمواطنين ذكورا وإناثا تم إلحاقهم بهذه الدورات، التي يتم إقامتها بشكل منتظم ومستمر منذ أربعة أعوام في منازل تم الاستيلاء عليها من خصوم ميليشيات الحوثي، وأخرى تخص قيادات في الجماعة وتم تحويلها إلى ما يشبه المعسكرات الداخلية.
هذه المنازل المنتشرة في صنعاء يشرف عليها عناصر متمرسون في الفكر الطائفي وفي التعبئة السياسية حيث تبدأ برامجها من قبل صلاة الفجر وتنتهي عقب صلاة العشاء، ولا توجد بيانات دقيقة لإجمالي المبالغ التي يتم إنفاقها عليها لكن أعداد الأشخاص الذين تم إلحاقهم بها يقدرون بعشرات الآلاف وهو ما يشير إلى أن مليارات الريالات بالعملة اليمنية من عائدات الضرائب والاتصالات وغيرها من موارد الدولة تذهب في الإنفاق على الجانبين العسكري والعقائدي للجماعة.
أحد الموظفين الذين التحقوا بهذه الدورات يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشرف الحوثيين في محافظته، أبلغه أن الدخول في هذه الدورة سيجعله محل ثقة وسيفتح له الباب لترقيته خاصة أنه موظف منذ سنوات عدة.
ويضيف «تم تجميع نحو 20 شخصا من هذه المحافظة ونقلوا إلى صنعاء، وهناك تم نقلهم إلى إحدى الفلل جنوب المدينة وطلب منهم ترك هواتفهم قبل أن يرحب بهم القائمون على تلك المنازل ويبلغوهم بالتعليمات الصارمة للدورة».
وطبقا لرواية الموظف الذي رمز لاسمه بـ«ن.ع» أبلغهم المسؤول الحوثي عن المكان أن عليهم النوم عند التاسعة مساء، لأنهم سوف ينهضون عند الرابعة فجرا حيث يلزم المشاركون بترديد أدعية معدة سلفا، ومن ثم يؤدون صلاة الفجر ويعقبها تمارين رياضية ثم الذهاب لتناول الفطور ويتلو ذلك برنامج مكثف من المحاضرات وأفلام خاصة بالتعبئة السياسية يعتقد أنها معدة من قبل عناصر في حزب الله اللبناني لأنها متقنة والمتحدثون فيها لا تظهر صورهم.
ويقول «عقب تناول الغداء وصلاة الظهر والعصر يمضغ الجميع نبتة «القات» وخلال الجلسة يتم إخضاعهم لسماع دروس طائفية من ضمنها محاضرات مسجلة لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، وكلها تحث على القتل وتمجيد الأفكار العقائدية للحوثيين، واستخدام تفسيرات خاصة بالموروث الديني تؤكد أحقية سلالته في الحكم. مع المبالغة في الحديث عن مؤامرة كونية تستهدف اليمن وتستهدف الميليشيات».
ومع أن الميليشيات تنفق منذ سنوات مليارات الريالات على هذه الدورات سواء من تكاليف نقل الآلاف من الموظفين من المحافظات والوجبات والملابس الرياضية والأثاث والمكافآت، وتواصل حرمان مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين بما فيهم المعلمون والعاملون في القطاع الصحي من رواتبهم الشهرية، إلا أن قيادات عليا في هذه الميليشيا جزمت أنها فشلت في تغيير عقيدة المجتمع أو الحصول على الولاء السياسي.
وفي هذا السياق كتب عضو ما تسمى «اللجنة الثورية» محمد المقالح مخاطبا جماعته قائلا «أدخلتم نصف الشعب دورات ثقافية وخسرتم حق القات ملايين الريالات والنتيجة صفر».
وأضاف «تبحثون عن الولاء في المكان الغلط وبدلا من تقديم خدمات للناس باسم الدولة والمواطنة اعتقدتم أن المشكلة في قلة الدين وسيتبين لكم أنها في كثرة الإكراه بالدين».
وفي الوقت الذي تستمر في الجماعة في حشد وتجنيد الآلاف من المقاتلين وإنفاق مليارات الريالات تحت مسمى المجهود الحربي، لجأت إلى ابتزاز الأسر والقبائل والتجار على حد سواء.
كما ألزمت الجماعة أسرا على إرسال مجندين للقتال في صفوفها وأسرا أخرى على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل شراء مقاتلين من مناطق أخرى، وفق ما قاله أحد الوجهاء في محافظة ذمار (جنوب صنعاء).
ويدفع الفقر والبطالة بعض الأسر في الأرياف تحديدا إلى تجنيد أبنائها طمعا في الراتب الشهري الذي تدفعه الميليشيا للملتحقين في الجبهات، إذ يقوم هؤلاء بإرسال رواتبهم لأسرهم بينما يكتفون هم بالوجبات التي توزعها الميليشيا والتي تشمل أيضا كمية من القات يوميا لجميع المقاتلين.