حلم أردوغان.. أهمية قاعدة الجفرة الاستراتيجة
الخميس 16/يوليو/2020 - 02:35 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الصراع الدائر الأن في ليبيا ومحاولات تركيا في السيطرة علي الأماكن الاستراتيجية التي لها أهميتها في تحقيق أمن مصر القومي، واستقرار ليبيا والليبيين، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن محور "سرت - الجفرة" في ليبيا، خط أحمر.
وتبعد مدينة سرت نحو ألف كيلومتر عن الحدود المصرية، وهي تنتصف المسافة بين طرابلس وبنغازي على الساحل الليبي، فتقع على بعد نحو 450 كيلومترا من العاصمة و600 كلم من بنغازي.
كما أنها تفتح الطريق للسيطرة على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي في الشرق الليبي، التي تضم أكبر مخزون للنفط في البلاد.
وتوجد فيها قواعد عسكرية مهمة مثل قاعدة القرضابية الجوية التي تبعد عن جنوب سرت 16 كيلومترا، وغير بعيد عنها تقع قاعدة الجفرة الجوية أيضا وهي من أكبر القواعد العسكرية الليبية.
وتشكل سرت غرفة عمليات رئيسة لقوات الجيش الليبي، وغرفة وصل بين مناطق شرق ليبيا وغربها. ويعد مطار وميناء المدينة من أهم المنافذ الرئيسية في ليبيا.
ويرى محللون أن خط سرت والجفرة يمثل بوابة السيطرة على منطقة الهلال النفطي التي تضم حقول النفط ومرافىء تصديره.
والهلال النفطي هو حوض نفطي يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ويمتد على طول 205 كلم من طبرق شرقا إلى السدرة غربا، ويعتبر أغنى مناطق البلاد بالنفط.
وتحتوي المنطقة الواقعة بين مدينتي سرت وبنغازي على نسبة 80% من احتياطي ليبيا من النفط والغاز المقدر حجمه بأكثر من 45 مليار برميل نفط، و52 تريليون قدم مكعب من الغاز.
ومن أكبر حقول النفط فيها السرير ومسلة والنافورة التي تنتج نحو 60% من النفط، كما تقع فيها أكبر مجمعات تكريره وموانئ تصديره إلى العالم.
أما قاعدة الجفرة الجوية فهي من أكبر القواعد الجوية في البلاد وتقع على بعد 300 كم جنوب سرت.
وتتميز القاعدة ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها مؤخراً وبإمكانها استقبال أحدث الطائرات المقاتلة، ولا يفصلها عن مدينة سرت سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلو متر. كما تضم القاعدة غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.
ووفق تقارير إعلامية، فإن تاريخ القاعدة يعود إلى أواخر ستينيات القرن الماضي وكانت في أوائل الثمانينيات تضم طائرات مقاتلة حديثة وقتها من بينها طائرات ميغ 25 وقاذفات توبوليف 22 إضافة إلى طائرات نقل عسكرية من طراز جي 222 الايطالية الصنع وطائرات نقل عسكرية روسية المنشأ من طراز انطونوف 26.
وتعرضت القاعدة للقصف الجوي من قبل القوات الفرنسية عام 2011 بموجب قرار مجلس الأمن الذي اجاز التدخل العسكري في ليبيا وبعدها بشهرين تعرضت القاعدة لغارات جوية مجدداً.
وتضم القاعدة عددا كبيراً من عنابر الطائرات والهنكارات إضافة الى مدرج من الاسمنت المسلح بطول 4 كليو مترات وبعرض ستين متراً.
ولا تزال بعض الطائرات التي تعود لحقبة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي متروكة في مرابضها مثل القاذفة تو-22.
وسيطرت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على الجفرة عام 2017 دون قتال يذكر وشرعت في تحديث القاعدة العسكرية الاستراتيجية وأقام فيها غرفة عمليات متقدمة لادارة العلميات العسكرية باتجاه العاصمة طرابلس قبل أن تنكفأ قواته عنها قبل اشهر قليلة.