منظمة "إيسنا".. التآمر الإخواني في أمريكا
الجمعة 17/يوليو/2020 - 10:19 ص
طباعة
أميرة الشريف
بدأ تواجد الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية، عقب تأسيسها في مصر بسنوات قليلة، وفي النصف الأول من ستينيات القرن الماضي تم تأسيس الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية، التي تعتبر فرع جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإحدى أهم أذرع وأدوات الجماعة للسيطرة على مقاليد الأمور في الولايات المتحدة وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي.
وبعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وانديانا وميتشيجان، فأسست رابطة شباب المسلمين في عام 1963.
وفي عام 1981 تحول إلى الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية "ISNA" التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية، والتي أسست جزئياً بدورها من قبل جماعة الإخوان، وتم تقديم الدعم لها من قبل قيادات التنظيم الدولي للإخوان وفي مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.
وتسيطر "إيسنا"، بالتعاون مع الأمانة العامة الإسلامية في أمريكا الشمالية، على 50 إلى 80 % من المساجد في أمريكا وكندا، هذه السيطرة تمنح المنظمة إمكانية سيطرة جماعة الإخوان سيطرة كاملة على دور العبادة وتوجهها في الشارع الأمريكي.
فقد اعتبرت المنظمة في مايو 1991، كواحدة من الجماعات الموالية في التفكير للجماعة وصديقة تشترك معها في هدف واحد هو تحويل أميركا إلى أمةٍ إسلامية، من خلال مذكرة صادرة عن الإخوان تتعلق بالهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية، تأسست الحركة بفضل النشطاء المسلمين، في البداية كانت تجمعات للنشطاء من الإسلاميين دون الانتماء لحركة منظمة.
الرعيل الأول من الإخوان في أمريكا الشمالية يتكون من فريق يتضمن مَنْ كان ينتمي لجماعة الإخوان في بلده، أو من المتدينين الذين كانت لهم أنشطة دينية مختلفة بصرف النظر عن توجهاتهم، وكانت هذه نقطة البداية أو التجمع الذي زرع بذرة الإخوان في أمريكا، قال زيد النعمان، أحد قادة الإخوان في حديث له في بداية الثمانينيات: "لقد كانت المرحلة الأولى هي مرحلة التجميع والحشد، وقد بدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدء الفاعلية الإسلامية في أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل، حيث بدأ تشكيل المتطوعين، ولكن بدون أي إطار تنظيمي، فهي إذن مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا في بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخرى أو ليس لهم أدنى انتماء فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق، وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان في أمريكا الشمالية".
وأضاف: "إن المرحلة الثانية بدأت بالطابع التنظيمي حيث تم عمل مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي، ما يسمى بمجلس التنسيق والذي أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدى فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات، لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست في إطار تنظيمي حتى الآن".
ثم تنامت هذه المجموعات لتفرز قادة لها، وبعد ذلك تم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات في غياب أعضاء المجموعة الأقل في السُّلَّم القيادي.
وعليه فقد تم إلحاق بعض الدول التي ليس لديها مجموعة ممثلة في مجلس التنسيق لتنضم إلى أقرب مجموعة في الدولة المجاورة لها كما كان الحال بالنسبة للعراق مع الأردن، وليبيا مع مصر، والأمثلة واردة.
ثم أضافت الجماعة في تلك المجموعات بعض إطاراتها الفكرية والهياكل التنظيمية التي أوجبت عليهم الانتماء للجماعة، وعليه فقد أمدتهم الجماعة بكل ما يحتاجونه من كتب ومواد دعائية ودعوية وغيرها مما ييسر لهم حمل فكرة الإخوان والصدع بها.
وفي هذه الأثناء اقترح الإخوان في أمريكا أن يستبدلوا مسمى حركة الإخوان المسلمين بمسمى الحركة الإسلامية؛ لتكون تابعة للحركة الإسلامية المنشقة في العراق.
ثم بدأ الإطار التنظيمي لهذه الجماعة الناشئة على الأراضي الأمريكية تحت شعار "الجماعة الثقافية"، وليس "الإخوان المسلمون".
ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين في أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعتهم تلك تحت مسمى الجماعة الثقافية، التي تهدف إلى حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستاراً وحفظاً لهم من الاعتقال والتضييق الأسري المتوقع إن هم هموا بإعلان هويتهم وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين.
قامت مجموعة من الطلاب ذات الانتماءات الإخوانية في أمريكا الشمالية بالتجمع والاحتشاد لتكوين هذا الاتحاد، ليكون ذا صبغة إخوانية هو الآخر، ثم تكون النشاطات التنظيمية محصورة في التجمعات والمؤتمرات العلنية والمعسكرات الطلابية الحاشدة.
وقد، كشفت أعمال المنظمة عن وجود صلات ظاهرة وأخرى خفية، تقيمها هذه المنظمة، مع جماعات إرهابية عدة، وسط صمت أو حتى تواطؤ أمريكي رسمي في بعض الأحيان، كما حدث أخيراً حين فتحت الحكومة الأمريكية المجال لإقامة حوار دبلوماسي مع الإخوان، ورفضها إعلانها جماعةً إرهابية، وهو الدور الذي لعبه قادة وأعضاء المنظمة من أجل دعم الإخوان عقب ثورة 30 يونيو؛ لأن هناك أعضاء بالمنظمة يمثلون مستشارين من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتقى العديد منهم.
هذا وقد قامت القوات المسلحة الأمريكية باختيار رجلي دين تابعين للإخوان المسلمين، ضمن برنامج تديره "إيسنا" الوثيقة الصلة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهما عبد الرشيد محمد، مدير خدمات العبادة والوكيل المصدق بـ"إيسنا"، الذي خدم في الجيش الأمريكي ما يزيد عن 15 عاماً، ومنجي ملك عبد المتعالي نويل الابن.
فقد أعدت "إيسنا" مؤتمراً إسلامياً سنوياً تلقى فيه خطبٌ لرجال دين في الجيش وفي أنظمة السجون الأمريكية ضمن برنامج "اختيار رجال الدين المسلمين في الجيش الأمريكي" أعدته قيادات البنتاجون في عام 1993.
وعقب توسع علاقات "إيسنا" بالجماعات الإرهابية والمنظمات الإسلامية ذات الفكر المتشدد، اعتبرت "إيسنا" في مايو 1991 واحدة من الجماعات الموالية في التفكير لجماعة الإخوان وتهدف إلى تدمير أمريكا، وذلك في مذكرة صادرة عن الإخوان المسلمين، بشأن الهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية.
كما تعتبرها وزارة العدل الأمريكية، "متآمرة" في جمع تمويلاتٍ لحركة حماس، فرع جماعة الإخوان في قطاع غزة.