الانتهاكات التركية شرقي المتوسط... تُصعّد الغضب الدولي ضد سياسات أردوغان
السبت 18/يوليو/2020 - 12:02 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
الغضب من التجاوزات التركية في المنطقة بلغ ذروته مع تحرك أنقرة في اتجاهات عدة مدفوعة بطموحات تتجاوز الخطوط الحمراء، تلك التجاوزات دفعت باليونان للتنديد بسياسات أنقرة شرقي المتوسط، معتبرة أنها تزيد التوتر في عموم المنطقة، ودعا رئيس الوزراء اليوناني الاتحاد الأوروبي لإعداد لائحة بعقوبات شديدة ضد تركيا.
الموقف اليوناني المندد بالتدخلات التركية لم يقتصر على الحكومة فقد اتهم رئيس اركان الجيش اليوناني كونستانتينوس فلوروس تركيا بأنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، واوضح المسئول العسكري اليوناني أن أنقرة تمثل تهديد لأثينا ودول أخرى، وشدد على أن قوات بلاده مستعدة للدفاع عن وحدة الأراضي اليونانية وحقوقها وسيادتها ضد أي تهديد، كما طالب بضرورة التنسيق بين دول شرق المتوسط للحفاظ على أمن المنطقة.
الاتهامات اليونانية تزامنت مع تأكيد مصدر حكومي يوناني، أن أثينا طالبت، خلال القمة الأوروبية المنعقدة الجمعة 17 يوليو، في بروكسل، بعقوبات صارمة رداً على انتهاكات تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان في شرق البحر المتوسط.
وبحسب ما نقلته صحيفة "يكاثيميريني" اليونانية عن مصدر في الحكومة اليونانية قوله إن رئيس الحكومة اليونانية، كيرياكيس ميتسوتاكيس، دعا خلال القمة إلى "اتخاذ عقوبات صارمة" ضد تركيا.
وأضاف المصدر أن رئيس الحكومة قال في مداخلة مقتضبة حول التوتر في شرق المتوسط: "لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت على انتهاك تركيا لسيادة دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي" في إشارة منه لليونان وقبرص.
بدورها قرعت قبرص أجراس الإنذار ضد الانتهاكات التركية وأكدت أن كل الدعوات الدبلوماسية لوقف السلوك التركي شرقي المتوسط قد فشلت ودعت نيقوسيا زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تحويل بيانات تضامنهم إلى أفعال كما طالبت قبرص بتمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد الجهات الضالعة في برنامج الحفر التركي في المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص وإعداد حزمة من الإجراءات الإضافية لفرضها على أنقرة.
وقال الرئيس القبرصي، نيكوس أنستسيادس: "يجب على الاتحاد الأوروبي اتخاذ عقوبات جماعية للرد على تركيا عندما تنتهك القانون الدولي وتهدد مصالح الاتحاد".
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم القمة، بارند ليتس، التي يرأسها شارل ميشيل، إن الرئيس القبرصي نيكوس أنستسيادس، ورئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس "قدما تقريراً مقتضباً عن التوتر مع تركيا" لنظرائهم الأوروبيين.
ويعقد قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة 17 يوليو في بروكسل أول قمة يحضرونها شخصياً منذ حوالي خمسة أشهر، هدفها التوصل إلى تفاهم على خطة إنعاش اقتصادي لا تحظى بالإجماع رغم الركود التاريخي الذي يهدد القارة.
يُذكر أن تركيا أعلنت، الخميس 16 يوليو، عن نقل سفينة التنقيب "يافوز" العاملة في المنطقة الاقتصادية القبرصية نحو جنوب مياه الجزيرة.
ونقلت مصادر مطلعة أن تركيا أطلقت برقية ملاحة بحرية "نافتيكس" تحمل الرقم 950/20، تُعلن فيها عن تنقل سفينة التنقيب "يافوز" إلى جنوب مياه قبرص للتنقيب عن الغاز خلال الفترة من 18 يوليو إلى 18 أغسطس. ولفتت تركيا إلى أن السفينة ستظل تعمل داخل المياه القبرصية.
الاستفزازات التركية جاءت رغم تحذير الاتحاد الأوروبي تركيا من انتهاك سيادة قبرص، في ظل استمرار عمليات التنقيب التركية عن الغاز قبالة سواحل الجزيرة.
يُذكر أن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، أكد خلال زيارة أجراها، أواخر الشهر الماضي، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، استمرت لمدة يومين، أن "عمليات التنقيب التركية غير شرعية، ويجب أن تتوقف".
كما سبق أن دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى التوقف عن عمليات الحفر والتنقيب، واحترام سيادة جزيرة قبرص وحقوقها السيادية، إلا أنها لم تستجب لتلك الدعوات.
وكان وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، أكد في كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أن "سلوك تركيا على الصعيد الإقليمي غير مقبول".
وحسب ما نقلت جريدة "يني تشاغ"، فقد طالب وزير الخارجية اليوناني، الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 15 يوليو، بفرض عقوبات اقتصادية علي تركيا بسبب عمليات التنقيب عن البترول في البحر المتوسط.
وأردف نيكوس، أنه يجب الاتحاد الأوروبي أن يضع عقوبات صارمة تجاه العمليات التي من المحتمل أن تشنها تركيا في الأيام المقبلة، قبالة جزر رودس وباكوس وكرييت.
ويرى المراقبون أن التطورات توحي بأن دول المنطقة توحدت في امتعاضها من السياسات التركية وباتت تطالب بقرارات وإجراءات رادعة.