قتل وتعذيب وتهجير.. تقرير حقوقي يرصد جرائم ميليشيات أردوغان في عفرين السورية
الأحد 19/يوليو/2020 - 12:41 ص
طباعة
علي رجب
واصل الاحتلال التركي وميليشياته جرائمهم بحق أهالي عفرين من قتلٍ واختطافٍ وتعذيبٍ، الذي يستهدف جميع المدنيين بما فيهم النساء والمسنين وبأبشع الطرق، إلى جانب فرض الإتاوات والفدى المالية على المدنيين رغم الحصار المفروض عليهم من جانب الاحتلال التركي عبر منع تصدير مزروعاتهم إلى عن طريقها من جهة، والغلاء الفاحش الذي أهلك المدنيين من جهةٍ أُخرى.
وذكر شبكة "نشطاء عفرينAAN " افتعال ميليشيات اردوغان الإرهابية الحرائق في المناطق الحرجية وأشجار الزيتون ليتمكنوا من بيع حطبها بكل سهولة، إضافةً إلى قطعها الأشجار. وذلك ضمن إطار السياسة الممنهجة للقضاء على الغطاء النباتي في عفرين بإشراف مباشر من الاحتلال التركي.
ورصد شبكة عفرين وقوع جرائم قتل وتعذيب و 44 حالة خطف لمواطنين عزل بينهم 4 نساء وطفل، و حرق نحو 9000 شجرة من أشجار الزيتون في 45 موقع، ونهب مواقع اثار عفرين.
وقامت الاستخبارات التركية وبرفقة الشرطة المدنية بمداهمة منزل المواطنة سيفين في حي الأشرفية بمركز مدينة عفرين واختطفت والدتها "ملك" وهي أرملة، وشقيقها الأصغر "محمد" البالغ من العمر15عاماً، واعتدت عليهما بشكل وحشي بالضرب وتوجيه السباب والشتائم.
ومن حالات تعذيب المواطنين والاعتداء عليهم بالضرب من قبل ميليشيات أردوغان الارهابية، حيث عرض أحد العناصر المسلحة لأكثر من مرة على المواطن "عبد القديم بن جلال إبراهيم" البالغ من العمر 50 عاماً الملقب قديم ( يعمل خياط ) من أهالي قرية "موسانكه" التابعة لمركز مدينة عفرين، كمية من الخيوط التي بحوزته بشكل مجاني، لكنه تردد بالذهاب إلى منزله كثيراً لمشاهدة الخيوط و بعد الإلحاح قام بتاريخ 15-7-2020 بالذهاب وبعد دخوله المنزل تعرض إلى الضرب بعدة لكمات وضربه بالآلة الحادة ( السكين ) لكنه تمكن من الفرار للخارج والتوجه نحو المشفى لتلقي العلاج ، و قام بتقديم شكوى لدى الشرطة المدنية بحق المعتدي الذي قبض عليه ليلاً و لا تزال القضية سارية باعتباره طريح الفراش حتى الآن .
كما تم الاعتداء على المواطن "علي مصطفى حسن" البالغ من العمر 48 عاماً من أهالي قرية "كوركان تحتاني" التابعة لناحية ماباتا ضرباً وإهانته أثناء قيامه برعي ماشيته ومن ثم طرده بعد سرقة وسلب أربعة من رؤوس الماشية ( كبش و خروف و غنمتين "2”) في الموقع المسمى " سر شكاتيه " تحضيراً للقيام بذبحها في الأيام القادمة واعتبارها أضحية العيد للتكفير عن ذنوبهم وذلك بتاريخ 15-7-2020 من قبل المستوطنين.
كما واصلت ميليشيات أردوغان الارهابية جرائم التهجير فقد أقدم ارهابيي لواء الوقاص التابع للاحتلال التركي على تحويل قرية "آنقله" التابعة لناحية شيه إلى سجن كبير لسكانها الأصليين الكُرد، حيث تقوم بتقييد تحركاتهم خارج القرية، ولا يسمح للداخلين إليها والخروج منها إلا بإذن خطي من مقر الفصيل في القرية.
كما طالب الفصيل من أهالي القرية الأصليين نيل موافقات خطية في حال رغبوا زيارة أحد أقربائهم في القرى الأخرى خارج الناحية، وتبلغ مدة الاذونات الخطية أسبوعاً واحداً فقط للبقاء خارج القرية.
كذلك قام ارهابيي جيش الأحفاد التي يتزعمها المدعو أبو سليمان التابعة للاحتلال التركي بفرض تقاليد دينية متطرفة على مَن تبقى من سكان قرية "حسن ديرا" الأصليين الكُرد، التابعة لناحية بلبله. والجدير ذكره ايضا ان الفصيل يستعبد أيضاً رجال القرية، وتستخدمهم قسراً في القيام أعمال السخرة دون أي رادع ديني أو أخلاقي.
كما قام ارهابيي لواء الشمال بالاستيلاء على مبنى المؤسسة العامة الكائنة بالقرب من مبنى أمن الدولة (سابقاً) وتحويلها إلى فرن آلي. ومنح الأراضي الواقعة ضمن مقر الشبيبة والملعب البلدي (سابقاً) من أجل إقامة مستوطنة داخل المدينة تحت مسمى " مجمع سكني " دون أي اعتراض من رئيس المجلس المحلي في مدينة عفرين وأعضاء المكتب الفني الخدمي.
كذلك أمرت الاستخبارات التركية وباقتراح مع المجلس المحلي المشكّل من قبل الاحتلال التركي، بتحويل ساحة نوروز التي كانت تقام فيها احتفالات عيد نوروز السنوية ( رأس السنة الكردية ) في قرية "افراز" التابعة لناحية ماباتا إلى مخيم، حيث بدأت الجرافات التركية بتسوية جزء من الساحة وذلك لتحويله إلى مخيم للمستوطنين المستقدمين من أرياف ادلب وحلب وريف دمشق وحمص.
كذلك تم فرض الاتاوى، فقد قامت العناصر المسلحة التابعة لارهابيي رجال الحرب (المكتب الاقتصادي) المسيطرين على قرية "خلالكا" التابعة لناحية بلبله بتاريخ 16-7-2020 على فرض الأتاوى والضرائب على الفلاحين الكُرد وتحصيلها بقوة السلاح دون ذكر الأسباب والتي قد تصل قيمها إلى مبلغ مالي قدره 300 ألف ليرة سورية.
كما قام ارهابيي السلطان مراد التابع للاحتلال التركيّ في قرى ناحية بلبله بإبلاغ المواطنين الذين أدوا واجب الدفاع الذاتيّ خلال فترة الإدارةِ الذاتيّة السابقة بذريعة تسوية أوضاعهم مقابل دفعِ فديةٍ ماليّةٍ وقدرها ٣٥٠٠٠٠ ألف ليرة سوريّة.
وقد تتكرر العملية بشكلٍ اعتباطي لمجرد الحصول على المال، ويجبر المسلحون، المختطفين الكُرد على دفعِ مبلغ (٥٠٠٠) ل. س عن كلّ ليلةٍ، بحجة أنّها أجور الإقامة والمأكل والمشرب طيلة فترة الاختطافِ، وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان – عفرين، وقد تم التحفظ على أسماء المختطفين للضرورة الأمنيّة.
كما أقدم المدعو عبدو أبو حسن مسؤول مقر ارهابيي السلطان مراد في قرية "قره كول" التابعة لناحية بلبله بتاريخ 12-7-2020 بسرقة محتويات منزل المواطنة "صديقة حنان" زوجة المرحوم حنان جابو من الأدوات الكهربائية و المنزلية و عدة تصليح و التمديدات الكهربائية العائدة لأحد أبنائها المهندس الإلكتروني هيثم جابو المقيم خارج عفرين و التي تقدر قيمتها بملايين الليرات السورية.
كذلك قامت المسلحة التابعة لارهابيي المجد المسيطرين على القرى التالية ( زركا _ قاسم _ جوبانلي _ كوران ) التابعة لناحية راجو منذ تاريخ 8-7-2020 على جني محصول السماق أمام مرآى الفلاحين من أهالي القرى بحجة تواجدها في أطراف الحقول و بأنها تابعة لحرم الأراضي الحراجية وكما يجنون محصول اللوز والجوز قبل النضوج بقوة السلاح وشحنها إلى سوق الهال في مدينة عفرين وبيعها لصالحهم الشخصي دون أي وجه حق بالرغم من مرورها عبر الحواجز العسكرية دون حسيب أو رقيب .
وأقدمت العناصر المسلحة التابعة لإرهابيي لواء السلطان محمد الفاتح بقيادة المدعو أبو أصطيف المسيطرين على قرية "كوركان فوقاني" التابعة لناحية ماباتا بتاريخ 9-7-2020 على جني محصول السماق العائدة ملكيتها لأهالي القرية بشكل أسراب بشرية وبيع المحصول المقدر بكمية طن واحد لصالحهم الشخصي، إضافة إلى منعهم الكُرد من تخزين المؤونة المنزلية من أرزاقهم.
كما قامت العناصر المسلحة التابعة لإرهابيي سمرقند المسيطر على قرية "روطا" والقرى المحيطة بسرقة محصول السماق العائدة ملكيتها للمواطنين الكُرد عشوائياً من الحقول وإرسالها للبيع في مدينة عفرين لتأمين لقمة عيشهم وعيش أطفالهم كما يدعون.
وفي وقت سابق أصدرت سبع منظمات حقوقية في سوريا بيانا مشتكرا رصد ضحايا اعتداءات قوات الاحتلال التركية وضحايا الانتهاكات المتعددة في سوريا، موضحا أنه :"مازلنا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وفي سياق عملنا برصد ومتابعة وتوثيق ونشر جميع الانتهاكات المرتكبة على الاراضي السورية , من القوات التركية المعتدية والمسلحين المتعاونين معها , في مناطق الشمال السوري في ادلب وريفها وفي ريف حلب وفي عفرين وريفها, وانتشار العمليات الإرهابية في دير الزور وريفها وريف حماه وريف حمص ودرعا وريفها, من قبل عناصر مسلحة تابعة لما يسمى ب"تنظيم الدولة الإسلامية – داعش" ومن قبل عناصر تنتمي الى عدة فصائل إرهابية منتشرة في مختلف المناطق , إضافة للانتهاكات المرتكبة من عدة أطراف حكومية وغير حكومية".
واضافت المنظامات الحقوقية السورية :"علاوة على ضحايا انفجارات الألغام المزروعة بمختلف المناطق والتفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيالات والتصفيات والقصف العشوائي بحق المدنيين العزل والاختفاءات القسرية, مما أدى الى ازدياد حالات التدمير والتخريب للعديد من المنشآت البنية التحية والخدمية والصحية ومحطات المياه والكهرباء والمراكز الصحية وحرق وتخريب الأراضي والمنازل والمحلات, وقد أدت هذه الاعتداءات الى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ".