البنتاجون يكشف عن أعداد المرتزقة فى ليبيا. وتحذيرات أوروبية لتركيا
كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن تواجد عدد من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى
ليبيا خلال الأشهر الماضية، وسط انشغال المجتمع الدولى بمواجهة جائحة كورونا، حيث
قدرت عددهم بـ 3500 و3800، وهو ما يثير علامات استفهام حول مخزى أنقرة من إرسال
هؤلاء المقاتلين، بالرغم من قرارات أممية واجتماع برلين بشأن وقف كل أشكال التسليح
فى ليبيا.
التقرير المعنى بعمليات مكافحة
الإرهاب في إفريقيا يكشف أيضا طبيعة "مكافآت" تركيا للمقاتلين، حيث دفعت
أموالا وعرضت الجنسية على آلاف المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات طرابلس المتشددة، كما أشار التقرير إلى أن تركيا أنقرة نشرت "عددا غير معروف"
من الجنود والمستشارين العسكريين الأتراك في ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام
الجاري.
يتزامن
مع نشر التقرير تحذيرات لعدد من الدول الأوروبية لتركيا بخصوص استمرار تسليح حكومة
الوفاق ودعم الأعمال العسكرية فى ليبيا بالرغم من اجتماع برلين الذى شدد على ضرورة
اتباع الحلول السياسية فى ليبيا، وعدم الاعتماد على الحلول العسكرية، مع التلويح
بفرض عقوبات عند الضرورة فى حال تجاهل هذه التحذيرات.
وأصدر كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بيانا مشتركا بعنوان ليبيا تواجه
"خطر تصعيد إقليمي متزايد".
وطالب زعماء الاتحاد الأوروبي الثلاثة بوقف فوري للقتال في الدولة الواقعة
في شمال إفريقيا ، بعد أن نشرت تركيا قوات لمساعدة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة
ضد حفتر ، واتهمت فرنسا أنقرة بخرق حظر الأسلحة.
ودعت ميركل وماكرون وكونتي "جميع الأطراف الليبية ومؤيديها الأجانب"
إلى إنهاء الاشتباكات ووقف الحشد العسكري، كما حثوا الحكومات الأجنبية غير المحددة
على "إنهاء تدخلها المتزايد والاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن
التابع للأمم المتحدة".
يأتى ذلك فى ظل تقارير تشير إلى أن تركيا قامت بنقل أكثر 2500 من عناصر تنظيم "داعش"، ممن
يحملون الجنسية التونسية إلى ليبيا، بأوامر من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأن
"الأتراك شرعوا في نقل دفعة جديدة من الإرهابيين، من غير السوريين، الموجودين
في مناطق الاحتلال التركي بسوريا إلى ليبيا، مثل مناطق درع الفرات، وكان
بين هؤلاء جنسيات من دول في شمال إفريقيا.
التقرير يرصد الصراع في ليبيا الغنية بالنفط وتحولها إلى حرب إقليمية
بالوكالة تغذيها القوى الأجنبية التي تضخ الأسلحة والمرتزقة في البلاد، ويرصد تزايد
وزارة الدفاع الأمريكية بشأن النفوذ المتزايد لروسيا في ليبيا ، فى ظل تواجد عناصر
تركية ومرتزقة سوريين بدعم أنقرة إلى جانب دعم مئات المرتزقة الروس حملة للسيطرة على
العاصمة طرابلس في غرب البلاد.
وعلى الرغم من التقارير واسعة النطاق عن صلات المقاتلين بالجماعات
الإرهابية والمتطرفة ، إلا أن التقرير يقول إن الجيش الأمريكي لم يجد دليلاً يشير إلى
أن المرتزقة ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف أو تنظيم القاعدة. وتقول إنها
كانت "محتملة للغاية" مدفوعة بحزم مالية سخية بدلاً من أيديولوجية أو سياسية.
أوضح التقرير أن عمليات الانتشار التركية من المحتمل أن تتزايد ، ونقل
عن القيادة الأمريكية الإفريقية إن 300 متمرد سوري مدعوم من تركيا هبطوا في ليبيا في
أوائل أبريل، إلى جانب نشر تركيا أيضًا "عددًا غير معروف" من الجنود الأتراك
خلال الأشهر الأولى من العام.
كما تعلق تركيا آمالها على زيادة نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط
لدعم حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ، بالرغم من تعارض تدخل أنقرة العسكري
المفتوح مع الدعم الخفي من المؤيدين الأجانب للقرارات الأممية فى هذا الشأن، ولكن
تمت الإشارة أيضا إلى أن روسيا جلبت مئات المرتزقة لدعم الجنرال خليفة حفتر ،وأن
هناك شركة عسكرية خاصة مرتبطة بالكرملين تعرف باسم "مجموعة واجنر" قدمت لأول
مرة قناصة ماهرين وطائرات مسلحة بدون طيار في الخريف الماضي ، مما تسبب في "خسائر
كبيرة" لقوات حكومة طرابلس التي تكافح لصد هجوم حفتر.
نوه التقرير إلى إنه ردا على دعم تركيا وإرسالها للمرتزقة السوريين ،
زادت "واجنر" انتشارها للمقاتلين الأجانب ، بما في ذلك السوريين ، مع تقديرات
تتراوح من 800 إلى 2500 مرتزق، وأن روسيا والحكومة السورية اتفقتا على إرسال 300 إلى
400 من متمردي المعارضة السابقين من قرية القنيطرة بجنوب غرب البلاد إلى ليبيا مقابل
راتب شهري وعفو من الرئيس بشار الأسد.
يذكر أنه فى مايو الماضي، سبق وأن اتهم البنتاجون روسيا بإرسال ما لا
يقل عن 14 طائرة حربية إلى قاعدة جوية مركزية في ليبيا ، زعمت أنها أعيد طلاؤها في
سوريا لإخفاء أصلها الروسي، في وقت سابق من هذا الأسبوع ، زعمت أن مرتزقة روس زرعوا
ألغامًا أرضية ومتفجرات أخرى مفخخة حول طرابلس أودت بحياة 52 شخصًا وجرحت 96 ، بمن
فيهم مدنيون وعمال إزالة الألغام ، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
من جانبه نفى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اتهامات وزارة الدفاع الأمريكية مصراً على "عدم تورط الجيش الروسي في أي عمليات
في ليبيا بأي شكل من الأشكال".
فى الوقت الذي يحشد فيه الطرفان المتحاربان الآن حول حواف سرت ، البوابة
الاستراتيجية للهلال النفطي الأوسط والشرقي في ليبيا ، حيث تدفق معظم إنتاج البلاد
البالغ 1.2 مليون برميل في اليوم قبل أن تغلق القبائل المتحالفة مع حفتر خطوط الأنابيب
في يناير للاحتجاج على التوزيع غير المتكافئ من عائدات النفط إلى الشرق المهملة منذ
وقت طويل