تمهيدًا لتدخل عسكري جديد.. تركيا تضع قواتها العسكرية تحت تصرف أذربيجان
الإثنين 20/يوليو/2020 - 12:38 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
التصعيد العسكري على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان بات يشكل خطرًا محدقًا لأهم خطوط نقل النفط والغاز إلى أوروبا، يأتي ذلك بعد ما جاء من تحذير أطلقته حكومة أذربيجان دقت من خلاله ناقوس الخطر، داعية الغرب بما فيه الولايات المتحدة إلى حماية صادرات الطاقة عبر بحر قزوين القريب من منطقة الاشتباكات بين البلدين.
وبحسب تقارير صحفية الاشتباكات بين اذربيجان وأرمينيا ليست بجديدة فهي اشتباكات متجددة لصراع متجدد بين الجارتين الواقعتين عند متفرق طرق رئيسي بين أوروبا وأسيا. صراع تطالب فيه أذربيجان الغنية بالنفط بأحقيتها في إقليم ناغورني-قره باغ، ذي الأغلبية الأرمنية، في حين تقول أرمينيا إن الإقليم يقع في نطاق سيادتها، الأمر الذي أشعل نزاعا بين الجارتين منذ استقلالهما عن الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ويخشى المراقبون من تطور الاشتباكات الحالية إلى حرب شاملة بين باكو ويريفان، خصوصًا بعدما عبرت تركيا عن استعدادها العلني لدعم أذربيجان عسكريًا، فأنقرة التي باتت تتدخل في كل صراعات المنطقة تقريبًا، يبدو أنها مدفوعة هنا بدوافع عدة تبدأ بعداء تاريخي لأرمينيا ولا تنتهي بمطامع فتح سوق جديدة لبيع السلاح التركي.
وهو الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان للتحذير من سعي أنقرة لفرض سيطرتها على دول عدة في محيطها الإقليمي. وصرح الوزير الأرميني "أن التحركات التركية لم تعد مفاجئة فأنقرة تعمل على فرض سيطرتها وزعزعة الاستقرار ليس في أرمينيا فقط بل في البلدان المجاورة كذلك، فهي تتدخل في مناطق عدة كشرق المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وقد امتدت سياساتها العثمانية إلى منطقتنا كذلك، وهي خطوة جيوسياسية خطيرة فمثل هذه الأفعال لا تسهم في إيجاد حل سلمي في المنطقة".
وهو الأمر الذي عبر عنه إسماعيل دمير، مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية بشكل علني قائلاً: "صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما!".
وقال دمير، الذي التقى مع نائب وزير الدفاع وقائد سلاح الجو الأذربيجاني رامز طاهروف في أنقرة، إن تركيا ستساعد في تحديث جيش أذربيجان.
من جانبه قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريحات له نقلتها عنه وكالة انباء الأناضول، إن أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان، وستغرق في مكائدها.
جاء ذلك في كلمة خلال استقباله قائد القوات الجوية الأذري رامز طاهروف في مقر وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة.
وأدان أكار بشدة ما سماها الهجمات التي نفذتها أرمينيا الأحد الفائت على منطقة توفوز الأذرية، والتي أسفرت عن مقتل 4 من جنود جيش أذربيجان.
وأوضح أن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الأذري إلهام علييف عقب الهجمات الأرمينية، وأن أنقرة تتابع عن كثب المستجدات الحاصلة على الحدود بين البلدين، وأكد أن تركيا تتقاسم آلام أذربيجان. تدعم باكو في رغبتها في استعادة ناغورني-قره باغ.
يشار إلى أنه تسود منذ عقود ضغينة راسخة بين أرمينيا وأذربيجان، الدولتان السوفياتيتان السابقتان الواقعتان في القوقاز، على خلفية نزاع حول الأراضي.
وتوجد منطقة ناغورني-قره باغ في محور العلاقات المتوترة بين يريفان وباكو. وقد ألحقت السلطات السوفياتية هذا الجيب الذي تسكنه أغلبية أرمينية بأذربيجان عام 1921، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من أرمينيا. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أمريكية فرنسية تحت اسم "مجموعة مينسك"، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة.
ويرى المراقبون أن المجتمع الدولي يشعر بقلق من تلك الاشتباكات وذلك إلى حد ما بسبب خطر حدوث عدم استقرار في جنوب القوقاز خاصة أنها المنطقة التي تمر عبرها خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
إضافة إلى تدخل تركيا على خط النزاع والذي جاء ليعكس دورها كدولة مثيرة للاضطرابات. فبدلا من اتباع سياسات التهدئة اتجهت للتصعيد والتلويح بالعمل العسكري في أكثر من مكان مما جعلها تبدو صانعة للاضطرابات الإقليمية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية. فيبدو أنها تكثف تحركاتها مؤخرا لتنفيذ سيناريو مماثل لما حدث في ليبيا تمهيدا لتوقيع اتفاق أمني مع أذربيجان يخول لها تدخلا عسكريا في النزاع الأذري الأرميني.