تركيا وقطر.. لقاء إرهابي يكشف عن المخطط المشبوه لثنائي الشر في ليبيا
الثلاثاء 21/يوليو/2020 - 03:15 ص
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت تركيا تكشف يوما بعد يوم عن أطماعها المشبوهة في ليبيا، من خلال تصريحات المسؤولين وكذلك التأكيدات علي التدخل العسكري في ليبيا، وفي لقاء أثار تساؤولات عدة بعد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى قطر، التي أعلن عنها الأحد، واستقباله من قبل الأمير تميم بن حمد.
ورجح مراقبون أن الأهداف الحقيقية لتلك الزيارة التي تمت في وقت حساس، كانت مرتبطة بالملف الليبي الذي يشهد تطورات متلاحقة على الصعيدين السياسي والعسكري.
ولفت موقع "ليبيا ريفيو" إلى أن زيارة خلوصي أكار المفاجئة إلى الدوحة جاءت بعد يوم واحد من إصدار وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تقريرا كشف أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 "مقاتل مدفوع الأجر" إلى لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، في إشارة إلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا.
وأكد التقرير الأميركي على انتهاكات النظام التركي المتعلقة بإيفاد المرتزقة السوريين في ليبيا، وهو أمر كان قد كشف عنه النقاب بالفعل عبر العديد من التقارير المحلية والدولية السابقة، لكن صدور تقرير البنتاغون في ذلك الوقت يمثل إحراجًا دوليًا لأنقرة في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية الرافضة للتدخل التركي في ليبيا.
وعلى مدى الأشهر الماضية، ومنذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل العسكري في ليبيا، نقلت تركيا آلاف المرتزقة السوريين إلى طرابلس لدعم ميليشيات الوفاق بمواجهة الجيش الوطني الليبي.
وأشارت تحليلات، بحسب "ليببا ريفيو"، إلى أن تقرير البنتاغون ربما دفع أكار إلى زيارة الدوحة ليلتقي بأمير قطر، وقد يكون كذلك وراء تحول في وجهة النظر التركية بشأن استخدام مرتزقة سوريين في الحرب الليبية، واستبدالهم بجنسيات أخرى.
وتستند تلك التحليلات بشأن التوجه المحتمل لاستخدام مرتزقة من جنسيات أخرى، وارتباطها بزيارة وزير الدفاع التركي، إلى حقيقة أن الدوحة كانت دائمًا قاعدة لتدريب مرتزقة صوماليين، ونقطة انطلاق لتوزيع هؤلاء صوب مناطق الصراع في الشرق الأوسط.
وفي أغسطس الماضي، كشف تقرير إعلامي أن عددا من ضباط المخابرات الصومالية تلقوا تدريبات في الدوحة، فيما اعتبره مراقبون تدخلا قطريا بالأجهزة الأمنية لدول القرن الإفريقي، بغرض استغلالهم في مناطق مختلفة من إفريقيا والشرق الأوسط.
وتدرس تركيا الآن خيارات أخرى، قد تشمل إرسال عدد من الضباط الصوماليين لدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، بحسب "ليبيا ريفيو".
وتعتمد تركيا في تنفيذ أهدافها في منطقة المتوسط على سياسة لي الذراع تجاه الدول التي تعارض أنشطتها غير القانونية باعتماد أكثر من ملف على غرار ملف اللاجئين، الذي عادة ما تعتمده أنقرة لتهديد الاتحاد الأوروبي عند انتقاده قرارات أردوغان.
ومن الواضح أن زيارة أكار إلى قطر تأتي في إطار تحركات تركيا لتعزيز دعهما للسراج وتثبيت تواجدها في ليبيا، في خطوة تعكس مطامع تركيا في توسيع نفوذها في منطقة المتوسط وعينها على ثروات المنطقة الغنية بالغاز والنفط.
ويسعى أردوغان بتحقيق أحلام واهية باستعادة أمجاد أجداده العثمانيين، للسيطرة على المنطقة عبر تثبيت حكم الإخوان في أكثر من بلد على غرار تدخله في سوريا وليبيا ومؤخرا في العراق ومحاولاته إيجاد قدم له في اليمن.
وفي إجماع دولي استنكر الجميع ممارسات تركيا المشبوهة في المنطقة العربية خاصة أنشطته الغير قانونية في ليبيا وانتهاكه السيادة الليبية وسط اتهامات بارتكاب تركيا جرائم حرب بحق المدنيين الليبيين.