تقرير يحذر العالم من خطط أردوغان التوسعية
الأربعاء 22/يوليو/2020 - 10:08 ص
طباعة
روبير الفارس
خطط أردوغان التوسعية تهدد باندلاع حروب وتشعل النيران في أكثر من دولة . لذلك علي العالم الإنتباه واليقظة أمام هذه المخططات الجهنمية وأكد الصحفي الروسي فيكتور سوكيركو في صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية بأن مطامع أردوغان في النفط الليبي دورا أساسيا في المعركة الكبرى المرتقبة بين مصر وتركيا في ليبيا، ومن ورائهما دول أخرى واضاف حتى وقت قريب، كان الصراع الداخلي في ليبيا، في الجوهر، حربا أهلية. وأما الآن، فهناك احتمال لتفاقم جديد مرتبط بتدخل تركيا في الصراع الليبي الداخلي، وقد أدخلت أنقرة قواتها إلى ليبيا، بناءً على طلب حكومة الوفاق الإخوانية فيما مصر تستعد، الآن، لتلبية طلب البرلمان الليبي تقديم الدعم العسكري. أي أن الحرب الليبية تحمل خطر التحول إلى صراع دولي، واضاف قائلا لفهم سبب الوجود العسكري التركي في ليبيا (حيث يمكن لأنقرة الآن أن تحتفظ بالسيطرة على قاعدة الوطية الجوية والقاعدة البحرية في ميناء مصراتة)، لا ينبغي الذهاب بعيداً. السبب، في النفط. فلدى ليبيا أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم. ونظرا لضعف طرفي النزاع الداخلي الليبي، يسعى جميع اللاعبين الرئيسيين في سوق النفط إلى ضمان حصتهم في إنتاج ومعالجة الهيدروكربونات الليبية. وتراهن أنقرة على نيل حصتها في شركات إنتاج النفط من الحقول البحرية في مياه ليبيا الحصرية، وعلى ضمان سفنها سلامة عمليات الحفر. ف ليبيا، التي كانت ذات يوم دولة غنية تحت حكم القذافي، ستبقى ممزقة وفي سياق متصل نشر مركز اورسيا للدراسات تقرير تحت عنوان
أطماع تركيا التوسعية والقفز فوق الجغرافية
كتبه الباحث
حسن مرهج وجاء فيه
مع بداية ما سُمي “ثورات الربيع العربي”، ظهرت مطامع تركيا لتقود هذه الثورات بصورة مبطنة، وذلك عبر دعم الإخوان المسلمين في سوريا ومصر وليبيا، خاصة أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يتخذ من الأيديولوجية منطلقاً لتوجهاته في المنطقة، معتمداً على جُزئيتي الاسلام السياسي والاخوان المسلمين، كل ذلك بلعب دوراً حاسماً في دعم تركيا لقوى الإسلام السياسي، في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة والنظام الدولي، حيث سعت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى الانفكاك التدريجي عن الشرق الأوسط، وهو ما أوحى بالحاجة إلى ملء هذا الفراغ.جراء التصدع الواضح في بنية النظام الإقليمي، وجدت تركيا ضالتها في تبني سياسة التوسع والقفز فوق الجغرافية، ولم تُعر اهتماماً للاتفاقيات الدولية القائمة بين الدول، واتجهت مباشرة نحو خرقٍ كاملٍ للمبادئ الدولية، مستغلةً المناخ السياسي العام في الشرق الأوسط، جراء جُملة من السياسات الأمريكية التي أسفرت في خواتيهما، إلى إحداث شرخ بين الدول، وغياب واضح لدور أممي ناظم لتلك التحولات الأساسية والجوهرية في المنطقة.من سوريا إلى العراق وصولاً إلى ليبيا، يبدو أن نمط التدخلات التركية في تلك البلدان، ينطلق من أبجديات العثمانية الجديدة، إذ لا يمكن فهم السياسة التركية في هذا الإطار، دون النظر إلى اتفاقية لوزان والتي تنتهي مفاعيلها في عام 2023، وبالتالي من الواضح أن تركيا ” حزب العدالة والتنمية” قد استثمرت بهدوء وتأنٍ، الوصول إلى مفاصل الحكم في تركيا، والسيطرة بالكامل على المؤسسات العسكرية والأمنية، بُغية توظيفهم في السياسات الخارجية، لكن المنعطف الذي سمح لـ تركيا أردوغان بالدخول إلى العالم العربي من البوابة العثمانية، كانت أحداث الربيع العربي، فتمكنت تركيا ومعها قطر من التواصل مع شبكات الإخوان المسلمين في عدد من العواصم العربية، التي شهدت انتفاضات ضد أنظمتها، حيث ربط الحلف القطري- التركي مع جماعات الإخوان في داخل تلك البلدان، وسُمح للمحور الإخواني باستيعاب “الثائرين” في سوريا، وكذا في ليبيا الذي يحاول أردوغان السيطرة عليها لتكون نقطة انطلاق نحو مصر، إذ يسعى أردوغان لإنشاء شبكة إخوانية وربطها بتنظيمات جهادية، هدفها الأول والأخير السيطرة على الجغرافية والعبث سياسياً وعسكرياً بها، في أطر إيديولوجية.في العراق، دخل النفوذ التركي الجديد إلى عمق العراق “السني” الذي كان يعاني أصلاً من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة، جراء الغزو الأمريكي للعراق، أما في لبنان فلعبت الحكومة التركية على وتر الناشطين السنة الإسلاميين بين طرابلس والضنية وعكار، وذلك عبر مؤسسات اقتصادية وتنموية وثقافية بقيادة الجماعة الإسلامية، وربطت أنقرة أيضاً بشكل غير حاد مع الشبكة الإخوانية القديمة داخل الأردن، وعبرها إلى غزة حيث استفادت التنظيمات الإسلاموية الموالية لأنقرة من وصول سفن المساعدات إلى حركة “حماس” لتلتقط جزءاً من الورقة الفلسطينية.في المقلب الأخر، وأكد الباحث في تقريره أنه من الواضح أن تركيا تسعي لمد ذراعها العثمانية إلى أرمينيا وأذربيجان، فقد ورطت تركيا نفسها في نزاع جديد من خلال الموقف الداعم لأذربيجان في ما يتعلق بالاشتباكات التي حدثت على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، حيث قالت أنقرة إن أرمينيا تعتمد نهجاً عدائياً، وهي بذلك توظف الخلاف التاريخي بشأن الاعتراف بإبادة الأرمن في إبداء موقفها من حادثة لا تمت لهذه القضية بأي صلة.لا ريب في أن سعي تركيا الى الدور والمكانة الإقليميين كان ولا يزال، مطمحاً ثابتاً، ولكنه كان يطفو أو ينغمر بحسب ظروف الحرب الباردة وعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن الوضع الإقليمي، وحينما تغيرت الظروف انفتحت أمام تركيا أبواب جديدة لصوغ توجه إقليمي يبرزها قوة رئيسة في مناطق نفوذها وعنصراً مؤثراً في منطقة الشرق الأوسط وما حولها، ولأن تركيا لا تستطيع أن تخوض في تنفيذ مشروعها العثماني، لأسباب عديدة من أهمها إن هذه المنطقة تخضع بشكل كبير لمشاريع وحدات دولية كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي وروسيا والهند والصين ومتنفذة كإسرائيل، لذا لجأت تركيا الى أسلوب الشراكات والتحالفات مع قوى أخرى لتحقيق مصالحها العليا، كما اعتمدت على تنظيمات جهادية كذراع عسكرية لـ تركيا للتوغل في عمق المنطقة سياسياً وعسكرياً وسوف تسقط كل اوهام أردوغان للسيطرة على العديد من دول العالم علي صخرة مصر التي أسقطت بالفعل اوهام العثمانية عندما أسقطت جماعة الإخوان الإرهابية في ثورة يونيو فطار عقل أردوغان