غضب أوروبي من فشل العملية "ايريني" واستمرار العناد التركي فى ليبيا
الأربعاء 22/يوليو/2020 - 02:15 ص
طباعة
هانى دانيال
الأزمة الليبية تزداد صعوبة وسط تصعيدات تركية، ومحاولات أوروبية لضبط النفس مع الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، إلا أن ذلك لم يمنع من ظهور العديد من الأصوات المعارضة للموقف الأوروبي الراهن، وعدم قدرته على وقف دخول الأسلحة إلى ليبيا، وهو الأمر التى تستغله تركيا لصالحها خلال الأسابيع الماضية.
خبراء يرون أن عملية الاتحاد الأوروبي الخاصة بمراقبة تزويد الفصائل المتصارعة فى ليبيا بالسلاح غير ناجحة، وأن العملية " إيريني" تنقصها الموارد اللازمة لتأدية الهدف منها، ويري محللون إن العملية العسكرية التي قام بها الاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط لوقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا بقيت مقيدة ومعوقة بسبب نقص التماسك السياسي والموارد.
ونشرت دورية "The National " تحليلا لها تشير إلى أن الكتلة المكونة من 27 عضوا مهمتها مراقبة الأجواء الجوية والبحرية في البحر المتوسط منذ مارس الماضي، باعتبارها حجر الزاوية في التكتيكات لفرض حظر ليبيا المفروض على الأسلحة منذ فترة طويلة من قبل الأمم المتحدة، إلا أن هذه العملية تعثرت في مراحلها المبكرة ، وبعد تدخل حاسم من جانب تركيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس في الأشهر الأخيرة ، أصبحت البلاد مليئة بالأسلحة والمرتزقة الأجانب أكثر من أي وقت مضى.
وفى تحليل للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ، حدد المحللون العوامل التي تمنع إيريني من كبح مد الأسلحة التي تدخل ليبيا وكذلك النطاق المحدود للبعثة في شكلها الحالي، والإشارة إلى أن التماسك السياسي المحدود للاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا أدى إلى إعاقة قدرته على لعب دور أكبر في محاولة إنهاء الصراع.
وتعد العملية " إيريني" أحد الالتزامات المركزية للاتحاد الأوروبي لفرض الاتفاقات التي أبرمتها القوى الدولية فى اجتماع برلين حول ليبيا الذى عقد فى يناير الماضي، واعتبر دعم حظر الأسلحة الذي فرضته الدولة في عام 2011 أحد الأساليب الرئيسية لتخفيف حدة التوترات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ويري محللون إنه على الرغم من السرعة التي تم بها إنشاء العملية ، إلا أنها عانت من الاقتتال الداخلي بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، فالعديد من البلدان لا تزال تفكر في ما ستساهم به، فبعد أن انضمت السفن اليونانية والفرنسية إلى العملية في نهاية مايو ، سحبت مالطا مشاركتها، وخلصت العملية على تواجد الفرقاطة اليونانية Spetsai وطائرة دورية بحرية ألمانية P-3C Orion وطائرة صغيرة للاستطلاع ، مقدمة من لوكسمبورج وبولندا، فى حين تم نشر المدمرة الفرنسية جان بارت والفرقاطة اليونانية هيدرا معًا لمدة أسبوعين فقط ، من 14 إلى 28 مايو.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تنتقد فيه حكومة الوفاق الليبية هذه العملية، وتراها داعمة للجيش الوطنى بقيادة الجنرال خليفة حفتر ، وتمنع وصول الأسلحة والمقاتلين الجدد إلى طرابلس.
وحتى الآن نجحت العملية "إيريني" فى مواجهة 100 سفينة فيما يتعلق بالانتهاك المشتبه فيه لحظر الأسلحة ، بينما لم يتم الإعلان عن ضبط أي أسلحة على الإطلاق، ويري محللون إنه لم يحاول الاتحاد الأوروبي فى إشراك قوات الناتو في خطط تعزيز المهمة غير فعالة بسبب تحرك تركيا لمنع أي مساعدة من هذا القبيل، باعتبارها عضو بالحلف.
وفى رد فعل على المحاولات التركية المستمرة لخرق الاتفاقيات والقرارات الأممية بخصوص ليبيا، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن التلويح باستخدام العقوبات لفرض الحظر، وجددت التزامها المستمر بالعملية "إيريني"، بالرغم من المخاوف الأوروبية من المشاكل المستمرة لطبيعة المهمة البحرية والجوية والتى يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى.
كما ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب مستجدات الوضع فى ليبيا، والمقترحات الأوروبية فى هذا الشأن.
وعلى صعيد آخر اهتم موقع Voice of America"صوت أمريكا" بتطورات الأوضاع فى ليبيا، وردود الفعل المصرية على التهديدات التركية فى الأراضي الليبية، والتنسيق بين القاهرة وواشنطن حول مستجدات الوضع الليبي، بعد اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ، وضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في ليبيا لمنع المزيد من تصعيد الصراع المستمر.
كما تمت الإشارة إلى موافقة مجلس النواب فى مصر بالإجماع على نشر أفراد القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود البلاد لحماية الأمن القومي المصري، والذى جاء بعد دعوة البرلمان الليبي لمصر بالتدخل عسكريا "إذا لزم الأمر" بسبب ما أسمته "التدخل السافر لتركيا في ليبيا وخرقها سيادة البلاد.
ونقلت عن المحللة الليبي آية برويلة ، المحاضرة الزائرة في كلية الدفاع الوطني اليونانية ، إن مصر تعتمد أيضا على القوات القبلية الليبية من جميع أنحاء البلاد للعب دور في حل الصراع المستمرن خاصة وأن مصر "تدرك أن الحياة السياسية والاجتماعية في ليبيا منظمة حول القبائل" التي تلعب دورا مهما فى الحياة السياسية والاجتماعية، والتنسيق معها ضرورى قبل الاقدام على أى خطوة .
كما رصد "صوت أمريكا" نشر حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول مؤخرا قبالة مدينة سرت لمراقبة أي تقدم محتمل من قبل قوات الميليشيا المدعومة من تركيا.
على الجانب الآخر نوه التقرير إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد التبون جدد موقف بلاده بالتوصل إلى حلول سياسية للصراع الليبي، وأنه على اتصال يومي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، والرئيس التونسي قيس سعيد ، ومع المسؤولين الأتراك عن طريق وسطاء خليجيين.
فى الوقت الذى تحذر فيه تقارير غربية من تركيا التى أرسلت "آلاف المقاتلين والمرتزقة لمحاربة قواته ، بما في ذلك مرتزقة من سوريا وتونس" لتغيير الوضع فى ليبيا لصالح حكومة الوفاق، واستغلال انشغال أوروبا بتداعيات أزمة كورونا، كذلك انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية المقبلة.