المستفز .. أردوغان الطائفي يدعو بابا الفاتيكان لزيارة ايا صوفيا
الخميس 23/يوليو/2020 - 08:28 ص
طباعة
روبير الفارس
في خطوة مستفز تكشف إصرار أردوغان، علي استفزاز المسيحيين دعا خليفة الإرهاب رئيس الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، لزيارة متحف «آيا صوفيا» خلال افتتاحه يوم 24 يوليو الجاري، بعد تحويله إلى مسجد
ووفقًا للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، فإن تركيا دعت الجميع إلى زيارة المسجد، بما في ذلك البابا فرانسيس. وادعت أن مسجد آيا صوفيا
الجدير بالذكر أن بابا الفاتيكان قد أدان، في وقت سابق، قرار تركيا بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، قائلًا: «أفكر في (آيا صوفيا) وأنا حزين للغاية».
وتبحث عدد من الكنائس حاليا اصدار قرارات بمنع السياحة الي تركيا ردا على قرار أردوغان الذي مازال يثير الجدل حيث كتب الباحث
عبد اللطيف حامد تقريرا بمجلة المصور تحت عنوان
آيا صوفيا..أردوغان كذاب أشر جاء فيه
توقفت خلال الأيام الأخيرة أمام قرار الطاغية أردوغان ومنظومة قضائه غير المستقلة بشأن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وما حدث حولها من ردود فعل غربا وشرقا، توافقت جميعا بدون تنسيق مدبر أو اتفاق مسبق على رفض تلك الخطوة غير المبررة، وبلا أى فائدة إلا إذا كان الهدف الخبيث هو زيادة وتيرة الصراعات المذهبية، والحرب الدينية لخدمة مخططاته الملعونة فى السيطرة على العواصم العربية بالتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها الممتدة بالخراب والدمار فى سوريا وليبيا وأخيرا تونس الخضراء، فهم خدام السلطان المغرور، وتحت أمر الخليفة الموهوم، أما عن سيادة الأوطان، وفضيلة الوطنية والانتماء، فلا وجود لها فى قاموسهم التآمرى، ولا وزن لها فى عقولهم الملوثة، ولا اعتبار لها فى قلوبهم الخربة، ولعلكم تذكرون ما قاله مرشدهم السابق مهدى عاطف «طز فى مصر» عندما سأل عن أهمية وقدسية الوطن.
وأعود إلى قصة آيا صوفيا لكنى لن أعيد وأزيد فى تفاصيلها الكثيرة، ومراحلها المتتالية من عام ٥٣٧ ميلادية إلى عام ١٤٥٣عندما حولها السلطان محمد الفاتح من كنيسة إلى مسجد على عكس هدى الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده، ومنهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه، مرورا بتحويلها إلى متحف بين عامى ١٩٣٠ – ١٩٣٥، لأنكم أكيد قرأتم فى تاريخ تلك الواقعة، بالصحف والمواقع الإخبارية، وعملاق مواقع البحث جوجل، ولن أضيع وقتكم فى تفاصيل هى فى الواقع ليست فى صلب الموضوع، ولا تمس كبد الحقيقة من وراء تلك المؤامرة الأردوغانية بهدف الضحك على العامة، وتصدير صورة كاذبة عن محاولاته لزيادة أعداد بيوت الله فى الأرض، وأن الهجوم عليه وحزبه الإخوانى العدالة والتنمية، وانتقاد قرارهما المريب هجمة شرسة ضد الإسلام والمسلمين، رغم أن السطو على كنيسة وتحويل مسارها إلى مسجد، أو الاستيلاء على مسجد وتغيير هويته إلى كنيسة، لن يعز الإسلام، ولن يعيب المسيحية، وجميع الأديان بريئة من هذا التطرف الدينى الأعمى، فما بالك بالغلو الدينى المصنوع والمدبر لأغرضا سياسية، إلى جانب أن جرائم نظام أردوغان المتلاحقة من سوريا إلى العراق، وليبيا، مع التخطيط خلال تلك الفترة لنشر الفوضى فى تونس، فى ربوع البلاد وليس المساجد والكنائس فقط، وفى حين يكاد يجفف ماء نهرى دجلة والفرات بسدوده التركية فإن نافورة الدم العربى فى تلك الدول لا تتوقف عن الضخ بغزارة بسبب مؤامرات النظام التركى بتواطؤ إخوانى مفضوح.
وقال عبد اللطيف
ما يهمنى فى هذا المقام هو التركيز على حقارة هذا البنى آدم ـ أردوغان - الذى يفتقد لأبسط معانى الرجولة والصدق مع النفس قبل الآخرين، وهنا قد يسأل سائل، وما العلاقة بين الأمرين، وضاعة أردوغان ومتحف أو مسجد آيا صوفيا، الرد ببساطة، وبعيدا عن أى تحميل للكلام أكثر من وجه كما يفعل هذا الكذاب الأشر، والسلطان المزعوم، فإنه قال بالإنجليزية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر:»أبواب آيا صوفيا ستكون، كما هو الحال فى جميع مساجدنا، مفتوحة للجميع، سواء كانت أجنبية أو محلية، مسلمة أو غير مسلمة؛ بمكانتها الجديدة، ستواصل آيا صوفيا، التراث المشترك للبشرية، احتضان الجميع بطريقة أكثر صدقًا وأصالة.».. طبعا التدوينة شارحة نفسها، ولا تحتاج إلى تنظير أو فلسفة، واضح أن أردوغان يتحسس ألفاظه، ويزن كلماته بميزان حساس حتى لا يغضب الدول الغربية، ولا المنظمات الدولية، يعنى وديع فى عباراته كالحمل، لكن سبحان مغير الأحوال، نجده يتحول إلى «عنتر شايل سيفه»، مرتديا ثوب الجهاد، ونرى الحمل الوديع على شكل ذئب مفترس خلال تدوينته باللغة العربية وعلى نفس الموقع، يا له من مخادع مكار، يتقن صناعة الأكاذيب كجماعته، ومنهجها التقية فى مصانعة الجماهير، والتظاهر بغير النية المبيتة من أجل استعطاف الناس، والتظاهر بالمظلومية للحصول على تأييدهم، هذا الشرير أردوغان قال بالعربية: إن تحويل المعلم التاريخى الشهير آيا صوفيا إلى مسجد، يعتبر «بعثا جديدًا قد تأخر»، و»بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى» و»إحياء آيا صوفيا هو بداية جديدة للمسلمين فى كافة أنحاء العالم من أجل الخروج من العصور المُظلمة.. وسلام مُرسل من أعماق قلوبنا إلى كافة المدن التى ترمز لحضارتنا بدءًا من بخارى وصولا إلى الأندلس».. كما صال وجال كذبا بقوله:»أفضل رد على الهجمات الشنيعة التى تستهدف قيمنا الرمزية فى كافة أنحاء المناطق الإسلامية، وأن بلاده «فاعلا وليست مفعولا به فى هذا الزمان والمكان»، ثم واصل المتاجرة بالدين؛ كعادة تنظيمه الإرهابى عندما قال «إن إعادة فتح آيا صوفيا، التى كانت كنيسة تعود إلى العصر الرومانى، كـ»جامع» بعد ٧٠ عامًا من عودة الأذان»بعث جديد قد تأخر».
واضاف عبد اللطيف قائلا
وفى رأى المتواضع العبارة الأخيرة فى سيمفونية الكذب والادعاء التركى الإخوانى على لسان أردوغان بشأن واقعة آيا صوفيا هى قوله»سنواصل المسيرة فى هذا الطريق بدون توقف أو كلل أو ملل، وبكل عزيمة وتضحية وإصرار حتى نصل إلى هدفنا المنشود»، لأنها اعتراف صريح بأن هذا المهووس يصر على تنفيذ مؤامراته فى السيطرة على العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، والدخول من بوابة العملاء والخونة عن طريق فروع جماعة الإخوان الإرهابية فى أى بلد كما حدث فى ليبيا مع الخائن السراج، وما يتم التخطيط له بليل فى تونس الآن؛ وسيكون وقود تلك المغامرات العسكرية، وحملات الاحتلال التركى، دغدغة المشاعر الدينية، واللعب على وتر الصراعات المذهبية؛ لتفتيت وحدة الشعوب فى مواجهة غزواته التتارية على غرار أجداده من السلاطين القتلة؛ والقادة الظلمة؛ الذين كانوا سببا رئيسيا فى تأخر العديد من المجتمعات الإسلامية والعربية عن ركب الحضارة والتقدم لمئات السنين؛ بعدما فرضوا علينا العزلة الثقافية والعلمية؛ أكثر من ٣٠٠ عام، ودخل المصريون فى مراحل متتابعة من التراجع فى كافة القطاعات من الاقتصاد إلى الزراعة والتصنيع وحتى الحرف اليدوية، وكلها شهادات موثقة بعشرات المجلدات والكتب عن تداعيات الحكم العثمانى فى مصر وغيرها من بلدان المنطقة العربية.
الخلاصة يا سادة، احذروا خبث هذه الحيلة من أردوغان ونظامه، بتوظيف بيوت الله فى معاركه العسكرية، ولا تنخدعوا فى موجات الدعم الإعلامى من قنوات الجماعة الإرهابية فى تركيا وقطر، سيجعلون من قضية متحف كاتدرائية آيا صوفيا «قميص عثمان» للمزايدة على الإسلام والمسلمين، للزج بالعواصم العربية فى أتون حرب دينية، ومن ليس معهم فى تلك الجريمة سيكون ضدهم، وسيشنون عليه جولات من الهجوم بالشائعات والأكاذيب المغرضة، فهم وأردوغان يعلمون أن مستوى الوعى السياسى والوطنى لدى شعوب المنطقة وخصوصا المصريين قادر على هزيمة مؤامراتهم ضد الوطن، فأوعز لهم الشيطان بالدخول إلى الجماهير من بوابة العقائد لإحداث ثغرة للنفاذ منها، أفسد الله عليهم تآمرهم وتدبيرهم.والله اعلم.