تركيا وتجنيد التركمان لخدماتها وتحويلهم لمرتزقة
الأربعاء 22/يوليو/2020 - 11:11 م
طباعة
حسام الحداد
تسعى الأقلية التركمانية في العراق إلى زيادة الدعم التركي لها ليصبح بنفس المستوى الموجود في سوريا، حيث تقوم أنقرة بتزويد المليشيات التركمانية، كفرقة السلطان مراد واللواء سليمان شاه، بالسلاح والتمويل، مقابل إرسال آلاف من المرتزقة منهم إلى ليبيا.
ومؤخرا كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأخ الأكبر للزعيم الجديد لتنظيم داعش الإرهابى، يقيم في تركيا ويمثل الجبهة التركمانية للعراق، وهو جزء من تحالف للتشكيلات التركمانية التي تأسست في عام 1995م بدعم من أنقرة.
وكان هشام الهاشمي، المتخصص في الحركة المتطرفة والذي اغتيل في بغداد مؤخرا، قدّر عائدات التنظيم الشهرية في العراق من الاستثمارات والضرائب التي تجمعها بنحو 7 ملايين دولار، وذلك على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بها في الأراضي والقوى البشرية، إلا أنها لا تزال قادرة على حل المشكلات المالية والقتالية، الأمر الذي يشكّل تهديدا للمنطقة.
ويوصف الرئيس الجديد لتنظيم داعش - بحسب مونت كارلو الدولية - بأنه الأكثر توحّشا وتسلطا وتشددا فالإرهابى "أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى"، الذى خلف أبو بكر البغدادي، كان مجهولا لدى المخابرات الأمريكية والعراقية قبل أن يقدّمه تنظيم داعش إلى العالم تحت اسم "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي".
اكتشفت أجهزة المخابرات الأمريكية أن "القرشى" لم يكن سوى الاسم الحركى لـ "أمير المولى"، الذي وضعته وزارة الخارجية الأمريكية في مارس الماضي على قائمة "الإرهابيين العالميين الأكثر تعقّبا"، فيما رصدت واشنطن مكافأة مضاعفة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات تتيح القبض عليه.
و"أمير المولى" يُدعى أيضا "عبد الله قرداش"، كما يُعرف باسم "حاجي عبد الله العفري"، ترددت معلومات انه تركماني-عراقي، من مواليد "قضاء تلعفر" غرب الموصل شمالي العراق، ويبلغ من العمر اليوم 44 عاما، وقد تخرّج من كلية الإمام الأعظم للعلوم الإسلامية بمدينة الموصل، وكان ضابطا في الجيش العراقي خلال فترة حكم صدام حسين، ولا توجد معلومات وافية عن توقيت وظروف انضمامه إلى تنظيم داعش.
كل هذه المعلومات وغيرها انما تؤكد ارتباط أردوغان بتنظيم داعش وانه يشمل هذا التنظيم بالرعاية الكاملة لأسباب ليست بالجديدة فقد استطاع التنظيم ان يستولى على البترول العراقي والسوري حال سيطرته على مناطق شاسعة في الدولتين وضخه للخليفة العثمانلي في أنقره، وقد أكدت تقارير عدة أن عملية نهب البترول العراقي والسوري الذي كانت تسيطر عليه "داعش"، يتجه إلى تركيا التي تشتري هذا النفط بأسعار بخسة من جماعات مسلحة وعصابات نهب تديرها، ومن ثم تقوم مافيات تركية منظمة داخل الأجهزة التركية والحزب الحاكم بعملية تكرير النفط السوري المنهوب وبيعه في السوق التركية بالسعر الرسمي، ما يدر ربحًا على هذه المافيا، بنسبة تصل إلى ألف بالمائة بعد احتساب حصة الجماعات التي تسيطر على حقول النفط والجماعات التي تسيطر على طرق نقله، حتى معبر أعزازو على الحدود التركية في شمال سوريا.
وهناك تقارير لكل من مؤسسة كارنيجى الأمريكية، والصندوق الوطني الأمريكي، تقول إن المناطق التي يوجد بها البترول في سوريا، ربما كانت تنتج بترولا بقيمة 50 مليون دولار شهريا على الأقل.
أما السبب الرئيس والذي نحن بصدده هو تحويل هذه الأقلية التركمانية إلى عناصر إرهابية تحت الطلب "مرتزقة"، ومرة يشعل بهم سوريا ثم يرسلهم بعد ذلك إلى ليبيا، وهناك أخبار حول إرسال عدد منهم إلى أزريبيجان. فلا شك ان الديكتاتور العثمانلي يحاول جاهدا استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية ووجد في جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي والذي على علاقة وطيدة بمعظم الجماعات الإرهابية هي وأمير قطر، ضالته لمساعدته في تحقيق هذا الوهم العثماني.