مستغلة جائحة كورونا.. فلول داعش باقية وتتمدد في العراق
الخميس 23/يوليو/2020 - 01:54 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل جائحة كورونا التي يشهدها العالم بأكمله، تستغل التنظيمات الإرهابية ما يحدث في العالم لتنفذ أهدافها ومخططاتها الدنيئة وعلي رأسهم تنظيم داعش الإرهابي الذي بات يضاعف من هجماته ضد القوات الأمنية في العراق ومرافق الدولة العراقية، مستغلا كذلك الانقسام السياسي في البلاد، وانسحاب قوات من التحالف الدولي.
وتزامنت هجمات داعش مع تصعيد الميليشيات الموالية لإيران ضد الدولة العراقية، سواء باستهداف المصالح الأميركية في البلاد، أو تنفيذ عمليات اغتيال أو اختطاف لشخصيات محلية وأجنبية معروفة.
ويرى مراقبون أن الحكومة العراقية تواجه تحديا مزدوجا بشأن هذه التهديدات الإرهابية، لكنها تحتاج أولا "للتعامل بحزم" مع الملف الأكثر إلحاحا، والمتمثل بالميليشيات الموالية لطهران، لتكون قادرة على كبح محاولات داعش العودة للعراق.
ووفق تقرير لموقع الحرة، يقول الخبير العراقي في الشؤون الأمنية، أحمد الشريفي، إن "الميلشيات تمثل تهديدا محليا خطيرا، مقابل التهديد الوافد المتمثل بتنظيم داعش".
ويضيف الشريفي أنه "لا يمكن للحكومة العراقية أن تواجه التحديات الوافدة، من دون القضاء على التهديدات المحلية، فمن دون إنهاء ملف الميليشيات سيكون القضاء على تنظيم داعش ضربا من الخيال".
ويتابع الشريفي، وهو طيار متقاعد في الجيش العراقي، "إما أن تحترم هذه الفصائل سيادة البلد ونظامه السياسي، أو تقوم الحكومة بتفعيل المؤسسات الرسمية، لتتمكن من إسكات هذا التهديد، عبر المواجهة والاشتباك المباشر من دون اللجوء إلى المجاملة."
ويشير الشريفي إلى أن "الصراع الحالي بين الحكومة والفصائل المسلحة سيكون له تأثيرات كبيرة جدا على الحرب ضد داعش، لا سيما أن الأعمال التي تقوم به الميليشيات لا تقتصر على التأثير العسكري أو الأمني، بل ترسل رسالة مفادها أن الدولة عاجزة عن مواجهة خطر الميليشيات".
ويرى الشريفي أن التعامل مع تصاعد هجمات تنظيم داعش يحتاج أيضا إلى تغيير طرق استهداف التنظيم.
ويضيف" أولا يجب تغيير الخطط الأمنية التقليدية المتمثلة بتنفيذ عمليات عسكرية تعتمد على الجهد البشري، وإبدالها بآليات جديدة تقتصر على الجهد الاستخباري والعمليات النوعية عبر الإنزال الجوي والاعتماد التقنيات المتطورة".
لكنه يرى أن قدرات العراق محدودة في هذا المجال، وبالتالي "لا زل البلد بحاجة للجهد الدولي"، مشددا أنه في حال "نجحت الأصوات التي تنادي بإخراج القوات الدولية من العراق، فإن الأمر ستكون له تداعيات خطيرة، على قدرات القوات العراقية التي تحارب داعش".
وتولى مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية في مايو الماضي خلفا لعادل عبد المهدي، الذي عمقت الجماعات العراقية المسلحة الموالية لإيران نفوذها في سياسة البلاد واقتصادها إبان فترة حكمه.
والأربعاء، قال نائب قائد قوة المهام المشتركة في العراق، كينيث إيكمان، إن التحالف الدولي مستمر في الضغط على داعش في العراق وسوريا.
وأكد التحالف الدولي أن العرافيين "يحتاجون إلى دعمنا في التخطيط والقوة الجوية"، مشيرا إلى استمراره في تقديم المشورة للقوات العراقية والضربات الجوية الدقيقة على مواقع داعش.
وأوضح التحالف الدولي أن تنظيم داعش يقوم بأنشطة محدودة ولا يسيطر على مناطق على الأرض.
وكشف تقييم لوزارة الدفاع الأميركية صدر العام الحالي، أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على الوصول للمعلومات الاستخباراتية واستخدامها بشكل كاف في الغارات ضد تنظيم داعش بمفردها، أو تنفيذ العمليات في مناطق وعرة دون مساعدة التحالف الدولي.
ولا يزال في العراق حوالي خمسة آلاف جندي أميركي أغلبهم لهم مهام استشارية.
وكان العراق أعلن "النصر" على التنظيم المتطرف نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام.
ويظل التنظيم الإرهابي وبقاياه تتمدد بقوة وقادرة على شن هجمات على القوات الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها.