بلسان المعارضة التركية... في ظل غياب الديمقراطية سياسات أردوغان وتحالفاته دمرت تركيا
الأحد 26/يوليو/2020 - 12:02 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
باتهامات مباشرة اختار زعيم المعارضة الأبرز في تركيا كمال كليتشدار أوغلو الهجوم على الرئيس رجب طيب أردوغان خلال افتتاحه مؤتمر حزب الشعب الجمهوري الـ37 السبت 25 يوليو
أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض لم يتوانى عن تحميل أردوغان وحكومته مسئولية ما وصفه بأكبر أزمة تاريخية واقتصادية في تاريخ تركيا وليس هذا الهجوم الأول لأوغلو ضد أردوغان وغالبًا لن يكون الأخير، فالزعيم المعارض يقود معركة حامية الوطيس ضد سياسات الرئيس التركي ونهجه في إدارة البلاد.
واللافت في تصريحات أوغلو الأخيرة انتقاده لسياسات أردوغان الخارجية وخصوصًا من ناحية العلاقات مع قطر وعن ذلك يقول الزعيم المعارض أن استقلال الاقتصاد التركي بات في خطر بسبب التحالف مع الدوحة.
ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، لتأميم الاستثمارات القطرية في تركيا، وتساءل: "لماذا نعمل نحن بينما قطر تجني الأموال والأرباح"، مشيراً إلى استثمارات الدوحة في منطقة قناة إسطنبول وشراء الحكومة القطرية لمصنع باليت الحربي.
وقال كمال كليتشدار أوغلو "نريد تأميم كل الاستثمارات التي تستغل حقوق المواطنين من خلال دمج القطاعين العام والخاص. فقد تم بيع مصنع باليت للدبابات لصالح قطر قبل دفع قرش واحد. والآن يعمل الجنود الأتراك في الجيش القطري. فالمصنع مصنعنا والعمال عمالنا ولكن الأموال لقطر".
وأضاف: "يجب على كل مواطن أن يحقق ويبحث عن حقه في هذه القضية. ويجب أن يتم محاسبة هذا النظام على كل قرش يصرفه".
ووصف أوغلو الديمقراطية أنها باتت حبرًا على ورق في تركيا إثر إخضاع سلطتي التشريع والقضاء إلى جانب الإعلام لوصاية رجل واحد في إشارة إلى أردوغان.
وصرح زعيم المعارضة أن الجمهورية التركية تمر بأسوأ أزمات في تاريخها على الإطلاق، والسبب في هذه الأزمات هو الحزب الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان "فهو المسؤول الوحيد عن حالة التعاسة التي يعيشها الموطنون".
كما ناشد كمال أوغلو، الشعب التركي، ألا ينسى مسيرة الدفاع وأهدافها السامية، وأن يساندوا المحامين دائمًا، قائلا إن تلك المسيرات لم تكن نهاية حركة المحامين بل هي بدايتهم. وعلى الجميع أن يساندهم في حركتهم ضد الظلم والتفريق الذي من الممكن أن يقع عليهم.
وتابع كمال أوغلو أن مؤسسات الدولة بأكملها تقع تحت سلطة رجل واحد، حتى السلطة التنفيذية والتشريعية، فالمتحكم الوحيد في الفترة الحالية هو القصر، فهو الذي يعطي التعليمات لسلطات الدولة. لذلك فإن استقلال الاقتصاد التركي قد وصل إلى مرحلة خطرة جدًا.
واتهم رئيس حزب الشعب القصر الحاكم بأنه يعمل بأوامر من رؤساء الدول الكبرى مثل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقال إن الأخير حينما أعطى أردوغان تعليمات بإطلاق سراح القس الأمريكي برونسون، فإنه مرر الأوامر لقضائه الخاص لتنفيذ الإفراج، وتابع: "لذلك من المضحك أن نتحدث عن الديمقراطية في مناخ مثل هذا".
وقال زعيم المعارضة إن تركيا أصبحت مجرد دولة تفعل ما تطلبه منها الدول ذات النفوذ، وقال لذلك فقدنا استقلالنا الاقتصادي والسياسي، وأضاف: "لقد استشهد 36 عسكريًا تركيًا في سوريا، وذهبت دماؤهم هباءً، وبدلًا من أن تعتذر الدولة التي فعلت ذلك، ذهب السيد أردوغان إلى أحضانهم مهرولًا، وبذلك فقدت تركيا اعتزازها بسياستها الخارجية. فقد أرسل ترامب رسالة مهينة لأردوغان بتاريخ 9 سبتمبر 2019 ولكن لم يرد الرئيس التركي عليها".
وتابع كمال كليتشدار أوغلو: "لم أر رئيسًا على مستوى العالم يقول إنه تعرض للخداع، ولكن رئيسنا الموقر يفعل ذلك طوال 18 عامًا يقول دائما إنه ضحية للخداع".
وكشف كمال أوغلو أن حزب الشعب يطمح لكتابة "دستور برلماني ديموقراطي قوي، يمكنه حل جميع أزماتنا، لذلك يجب التخلي عن نظام الوصاية المتبع في جميع الهيئات وتكون السلطة للدستور. دستور ينهي التحكم الرئاسي وانحرافاته. حيث لا يُخدع أحد، وتظل الأراضي التركية حرة لأبنائها فقط".
وأضاف: "يجب أن يضمن الدستور الجديد فصل السلطات، والقضاء على الوصاية السياسية المباشرة وغير المباشرة على القضاء. لا يمكن أن تدار الدولة بسياسة الرجل الواحد. وكل المواطنين لديهم حقوقهم في هذه الدولة؛ لذلك يجب أن ينظر لكل أزمات ومشاكل المواطنين بعين الاعتبار. وألا يكون للمحسوبية مكان في الأراضي التركية أبدًا. كما يجب أن يعلم كل المواطنين ما يتم في الدولة، حتى المستشفيات التي سيتم إنشاؤها يجب أن يعلم الجميع حجم ميزانيتها".
وبحسب مراقبين تأتي تلك الانتقادات اللاذعة لأردوغان وحكومته في ظل تصاعد التوتر السياسي بين الأحزاب المتنافسة وأزمة اقتصادية خانقة تشهدها تركيا وهي تدفع إلى التكهنات بالحديث عن انتخابات مبكرة كما يشاع في الأوساط التركية وإن كانت مستبعدة العام الحالي مع استمرار تفشي فيروس كورونا.
ويرى الخبراء أن الانتخابات سيستغلها أردوغان لإضعاف الأحزاب المعارضة وأي تحالفات قد تشكلها، فضلاً عن احتمالات تغيير الحكومة نظام التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى يتمكن أردوغان من تحقيق فوز فيها بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع في شعبيته.