قناة فرنسية : أردوغان يتاجر ب ايا صوفيا في الدعاية الانتخابية

الأحد 26/يوليو/2020 - 11:18 م
طباعة قناة فرنسية : أردوغان روبير الفارس
 
في إطار رصد ردود الفعل المستمرة حول استخدام خليفة الإرهاب أردوغان تحويل ايا صوفيا لمسجد كمحاولة لكسب الشعبية والدعاية الانتخابية المقبلة رصدت قناة فرانس ٢٤ 
اهتمام بعض  بحدث تحويل متحف آيا صوفيا في تركيا إلى مسجد.
وفي إطار ذلك
طالبت  مجلة المجلة الصادرة في لندن  في مقال لها بتكوين جبهة عربية لمجابهة ما أطلقت عليه "جنون تركيا الإقليمي" وإفشال مشروعها في المنطقة العربية.

مضيفة أن هذا النفوذ التركي ما كان لينجح بفضل المقومات والإمكانات التركية وإنما نتيجة الموقف العربي غير الموحد في مواجهة الأطماع التركية الإقليمية. فمن غير المقبول أن تتبنى بعض الدول مواقف محايدة أو متجاهلة لما تتبناها دول عربية أخرى في دعم الأطماع التركية على غرار الحالة القطرية و الليبية. تنهي المجلة أن مصر المدعومة عربيا تمثل اليوم رهانا مهما على مصير الوجود التركي في المنطقة.
أما مجلة ذا ويك فقالت  أن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد هو أكثر العلامات دلالة على تراجع الطابع العلماني لتركيا، وكأن أرودغان يخبر العالم أننا لم نعد علمانيين بعد الآن. وهي كذلك انعكاس لصعود الشعبوية والقومية الدينية في تركيا. هذه المعجزة المعمارية التي تمثل إرثا ثقافيا مشتركا يتجاوز الأديان، تغيرت اليوم وسينظر إلى معاملتها على أنها تراث لعقيدة معينة وكأنه إنكار لقيمتها التاريخية الشاملة وفقا للمجلة، التي تضيف أنها قد تكون أيضا خطوة سياسية من قبل أردوغان باستخدام الدين لتوطيد قاعدة دعمه الشعبوي لتأكيد النزعة القومية اليمنية والشوفينية الدينية كجزء من معركته ضد أعدائه العلمانيين. 
كما 
أشعل القرار التركي موجة كبيرة من الجدل على شبكات الإنترنت في العالم العربي. في صفحة ميديا قدمت أسبوعية القدس العربي لقارئها نماذج  لذلك حيث  كتب البعض أن أردوغان يدمر التراث التركي ويخلق فتنة بين الأديان من أجل حصد شعبية في الانتخابات المقبله وتحت عنوان دلالات افتتاح ايا صوفيا كتب الباحث
عمرو عبد المنعم مقالا مهما مما جاء فيه نستطيع ان نحدد دلالات ما قام به اردوغان  فى مسجد ايا صوفيا بالاتي :
 ــ قرار افتتاح المسجد والصلاة فيه لا نستطيع فصله عن الاحداث السياسية الفعلية (تركيا والصراع التركي السوري ــ  الوضع التركي الليبي ـ  الصراع التركي الكردي  ــ او المشاكل المتعلقة بالتراث الارمني التركي) . 
ـــ رفع السيف أثناء الخطبة تقليد قديم يعود إلى السلطان العثماني محمد الثاني، قبل فتحه القسطنطينية (اسطنبول)، عندما كانت إدرنة عاصمة للدولة العثمانية، ولكنه يحمل للعالم دلالات مختلفة اليوم.
ــ رفع السيف باليد اليمنى في التقليد العربي يكون للترهيب، فيما يرفعها باليسرى في حالة إعلانه السلام وبث الاطمئنان.
ــ الثلاث أهلة في الراية الخضراء، تدل على القارات الثلاث، وهي أوروبا وآسيا وإفريقيا، والراية الخضراء هي شعار جيش الخلافة العثماني ، واللون الأخضر يمثل هيمنة الإسلام على القارات الثلاث.
ــ إشهار رئيس الشؤون الدينية التركية على إرباش  السيف بهذه الطريقة يعد إعلان حرب في وجه العالم المسيحي من كنيستهم القديمة وهي اشارة إلي حرب عقائدية . واضاف  عمرو عبد المنعم قائلا 
ــ فتح  قضية  الصلاة في المسجد تعيدنا لصراع  الحضارات وهو ما وقعت فيه امريكا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر حينما استخدام جورج بوش لعبارة "حملة صليبية" وهنا طرحت بقوة مصطلحات صدام الحضارات والحروب العالمية الثلاثة . ــ للاسف  استخدمت  بعض الدول غير المسلمة هذه الدلالات  لمنافع شخصية وخلقت حالة من الضغط والارهاب والصراعات الاخرى في دول المسلمين من اجل الموارد، فقط شاهدنا ماذا حدث في افغانستان من قبل الولايات المتحدة وقوة الامم المتحدة مع المدنيين الابرياء؟ انظر امثلة كثيرة .. كشمير ما يفعله الجيش الهندي، انظر امثلة فلسطينية ما تفعله اسرائيل، انظر مثال بورما والتنكيل بالأقلية المسلمة، انظر مثال ايران وأدوارها الكارثية في سوريا والعراق والبلاد العربية.. لماذا يقتل الانسان  لماذا كل هذا الدم، الحرب، الصراعات كل هذا يدفع ثمنه المسلمون ويصبحون وقودها، برغم أن ديننا يكرس في الأساس للسلام وليس الحرب إلا لدفع المعتدي أو تمكين المسلمين في زمن ضعفهم.
ــ وقعت تيارات الإسلام السياسي فيما وقعت فيه سابقا من عنف وأردوا مجتمعاتهم المهالك بعد هدم متعصبين لتماثيل بوذا على يد أفراد حركة طالبان في عام 2001م والتي  لفتت الأنظار الدولية إلى وادي باميان، وهو ما فعله التنظيمات المتشددة التي أيدت احداث الحادي عشر من سبتمبر وكان في المقابل هناك رفض قاطع من معظم المسلمين المتعقلين. 
ــ الافتتاح بهذه الطريقة  جاء لإعلان سيطرة أردوغان واسقاط سياسي واضح علي المساجد الكيري التي تحت سيطرة أعداء المسلمين ومنهم الهندوس في الهند و الصهيونية في القدس الشريف. 
ــ اردوغان  في هذ ا الإعلان يستكمل مشروعه المعروف بــ " العثمانية الجديدة"  والذي يقوده  معه شخصيات حزبية تركية مثل أكمل الدين إحسان أوغلو ، وياسين اقطاي وغيرهم لاستعادة احلام المجد العثماني القديمة، والجهود البطولية القديمة  للسيطرة على العالم الاسلامي والعربي التي حاول ان يغازل بها صبية الحركات الإسلامية ويحول ايا صوفيا  الى مسجد بهذه البساطة . 
ــ أردوغان بعد  فشله في دخول الاتحاد الاوروبي و تتدني الليرة التركية، والازمة التي لحقت به في جائحة كرونا،  يركز الان على هذا العمل البطولي تجاه قلب العالم الاسلامي العربي ويدغدغ مشاعر المسلمين وقد ظهر وهو يرتدي غطاء رأس "الطاقية الشبيكة" وغير المعهودة في القومية التركية غير ارتداء القلنسوة التركية او غطاء الراس التركي المزكش وهو نوع من "السلفنة التركية"  او مغازلة السلفية الخليجية والسعودية . وقال عمرو عبد المنعم
ــ ارجع فتح المسجد وحمل السيف إلي الأذهان خطبة ابو بكر البغدادي في الجامع الأموي في دمشق  2014م وتنصيب نفسه خليفة  واعلان الحرب علي العالم " بعثت بين يدي الساعة بالسيف"  وهو ما اسقط البغدادي في اقل من ست سنوات صريعا . 
ـــ لن يقبل العالم أن يطمس معلم تاريخي بقي له  فترة كبيرة في تاريخ المنطقة كان من الممكن ان يستطيع فيه المسلمين ان يثبتوا تحضرهم عندما يتحكمون في ادوار العبادة والاماكن التاريخية والمقدسة . 
ــ كان من الممكن ان يكون أيا صوفيا مكانا رائعا ليعرف الأتراك تاريخهم، إسلامي ومسيحي، ثم يعود كل منهم لممارسة العبادة والصلاة وكل الأنشطة الدينية الروحية في دور العبادة. 
ــ اعادة البناء التاريخي الى وظيفته الاصلية كان امرا هاما ، وفقا لقواعد التراث ولكن اعتقد ان الحكومة التركية لم تقدم القضية بهذه الطريقة والصراع التاريخي لا يزال له دور، والحقيقة ان هذا الصرح التاريخي لعب دورًا في الهوية الجماعية لتركيا ومن هنا كشف عن استغلال الدين في السياسية الحزبية . 
ــ إن المتأمل للتراث الثقافي الارمني (ارمينيا التاريخية) يجد حجم الكارثة التي فعلتها تركيا بانتهاكاتها   "مذابح أرمينيا التاريخية"  وهو ما يبرره الأتراك باندماجهم ــ  أي الارمن ــ  في تنظيمات سرية مع أعداء الامبراطورية العثمانية"  روسيا " للقيام بحركات انقلابية في تركيا ، وهو هو نفس ما تفعله تركيا الان في مصر من دعم كامل لجماعة الإخوان المسلمين ودعم تنظيماتهم السرية وحركاتهم العنيفة لإسقاط  الدولة المصرية . 
ــ هذا البناء سيظل يستخدمه الاتراك كثيرا لإرضاء جوعهم السياسي، واللعب بعواطف الشعوب او الاديان او الكيانات السياسية بما يحقق أهداف ومصالح تركيا الداخلية والخارجية. 
ــ يحاول أردوغان« تتريك الإسلام » في بلاده ونشره كنموذج، أو ما تفضل به د. كمال حبيب في كتابه القيم "الدين والدولة في تركيا صراع الإسلام والعلمانية" ما وصفه بــ " الدين المدني"  أي تطويع  قيم  الدين  لعملية دنيوية تمارس من خلال السلوك في المجال الاجتماعي والسياسي ، وهذا ما يدافع عنه مفتو اردوغان، ويطبل له اتباعه من الإخوان علي قنواتهم ،  وينكره اتباعه علي الدولة المصرية عندما تمارسه مثل هاذ النوع من الإسلام المدني الديمقراطي . 
 اخيرا 
اردوغان ليس خليفة للمسلمين وتركيا ليست هي ارض الميعاد

شارك