الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الإثنين 27/يوليو/2020 - 12:50 ص
طباعة
اعداد: حسام الحداد
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 27 يوليو 2020.
البوابة نيوز: الأردن ينهي سطوة الإخوان.. الجماعة الإرهابية تدخل نفق "النسيان" بعد حلها بحكم قضائي..
أدخل قضاء محكمة التمييز الأردنية، بحل جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، بما يفقدها شخصيتيها القانونية والاعتبارية، لعدم تصويب أوضاعها القانونية، نفق النسيان، بعد أن تهاوت في معقل جديد لها، لم يكن قادتها يتصوروا أن يفقدوه بهذه السهولة.
الأردن ينهي سطوة
الحكم الذي أصدرته المحكمة المذكورة، وهي أعلى هيئة قضائية في المملكة الأردنية الهاشمية، جاء بناء على دعوى رفعتها جماعة الإخوان نفسها، أمام دائرة الأراضي والمساحة، تطالب إبطال نقل ملكية أراضيها وعقاراتها إلى "جمعية الإخوان المسلمين"، وهي جمعية أنشئت في 2015، بواسطة منشقين عن الجماعة الأم، وهي جمعية مرخصة، لكنها غير ممثلة في البرلمان، ولا تتبع نهجا معارضا للمملكة، فما تأثير هذا الحكم على مستقبل الجماعة ليس بالأردن وحده، وإنما في المنطقة العربية بأسرها؟
رد الجماعة
رد فعل جماعة الإخوان على الحكم جاء في المرة الأولى على لسان الشيخ حمزة منصور رئيس مجلس الشورى، وهو أعلى هيئاتها، الذي علق بقوله إن الجماعة عنصر مهم لتعزيز الأمن والوحدة الوطنية، وحلها لن يكون في مصلحة الوطن، الأمر الذي اعتبره البعض، تهديدا مبطنا للسلطات الأردنية.
مجلس شورى الجماعة، الذي يضم 55 عضوا، بخلاف رئيسه، تجاهل الحكم تماما، وأجرى انتخاباته التي فاز فيها عبد الحميد الذنيبات، بمنصب المراقب العام بالتزكية، وهي ولايته الثانية التي تستمر 4 سنوات.
الأردن ينهي سطوةأما الناطق الرسمي للجماعة معاذ الخوالدة، فتعمد أن يُبقي الأمر في إطار السجال القانوني، قائلا إن هذا الحكم غير قطعي، كما أشار إلى أن الفريق القانوني للجماعة، مجتمع من أجل تقديم الدفوعات والأوراق القانونية للاستئناف على الحكم.
وأضاف: "الجماعة لن تذوب لمجرد صدور قرار إداري بحلها، نحن نمارس أعمالنا في مقرات بديلة مستأجرة، في ظل أننا جماعة مرخصة منذ عام 1946، بموافقة من رئاسة الوزراء، وعدلنا وضعنا القانوني عام 1953، من جمعية إلى جماعة وبموافقة من رئاسة الوزراء أيضا، ومنذ ذلك الحين، نمارس أدوارنا بمختلف المجالات السياسية والدعوية والتربوية والقانونية، ووصلنا لمجلس النواب والأعيان، ولنا وزراء في حكومات مختلفة، وسُمح لها بالتملك طوال تلك السنوات".
وشدد الخوالدة على أن الجماعة ليست خارجة عن القانون، ومستعدة لتطوير الوضع القانوني لها ضمن صيغة يمكن الاتفاق عليها، على حد وصفه، مدعيا أن الجانب الرسمي موصد الأبواب.
تاريخ العلاقة
العلاقة بين جماعة الإخوان، والسلطات الأردنية متأزمة منذ وقت طويل، ولا سيما بعد أن منحت السلطات ترخيصا لجمعية أطلق عليها "الإخوان المسلمين"، عام 2015، وهو ما اعتبرته الجماعة محاولة لشق صفها من قبل السلطات.
وتشكل الجماعة عبر ذراعها السياسية حزب "جبهة العمل الإسلامي"، القوة المعارضة الرئيسة في البلاد، والتي توترت علاقتها مع النظام خلال فترة ما يعرف بالربيع العربي ـ عام 2011 ـ الذي شهد انتعاشا للتيار الإسلامي، وشعور قادة الجماعة بأنهم يستطيعون أن يفرضوا آراءهم على الدولة، وهو ما واجهته السلطات حينها بالرفض القاطع.
نفق النسيان
الأردن ينهي سطوةويرى طه على، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن حكم القضاء الأردني بحل جماعة الإخوان، يشير إلى أنها بدأت تدخل نفق النسيان، في واحد من معاقلها المهمة بالمنطقة، بعد أن سقطت في معظم الدول التي كانت تتمتع بالقوة فيها، وعلى رأسها مصر، والسودان.
وأشار إلى أن الجماعة لم يعد لها وجود مؤثر إلا في تونس، التي يبدو أن شعبها بدأ أيضا مسيرة التخلص من نفوذها، وإسقاطها من فوق عرش السياسة.
وأوضح " على " أن جماعة الإخوان لم يعد لها مستقبل بين الشعوب العربية، بعد أن انكشفت جرائمها وخيانتها لدولها، خاصة بعدما جرى منها في مصر، وما يجري حاليا في ليبيا.
وأشار إلى أن قرار حل الجماعة في الأردن، يضاعف من عزلتها بالمنطقة، لا سيما بعد أن فقدت وجودها كاملا تقريبا معظم دول المنطقة، ولم يبق لها سوى تركيا، التي سرعان ما ستضحي بها إذا أطاحت الانتخابات المقبلة بأردوغان، أو تغيرت بوصلة مصالحه، في اتجاه يناقض أهداف الجماعة.
باحث: جماعة الإخوان لم يعد لها تمثيل يذكر في الدول العربية
قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دلالات حل جماعة الإخوان عديدة أولا أن المشروع التركي التوسعي الاستعماري الذي يقوم مقام التنظيم الدولي للإخوان حاليًا لا تدعمه أداة سياسية ذات اعتبار ممثلة في حضور حزبي يعبر عن شريحة واسعة من العرب بالدول العربية فهذا الحضور انهار تماما ولم يعد له تمثيل يذكر سواء في مصر أو الأردن أو السودان وحتى في تونس هناك تراجع كبير وانهيار لشعبية حركة النهضة وهناك توقعات بأن يلحق الإخوان بتونس بنظرائهم في الاردن ومصر.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن اعتماد المشروع التركي التوسعي في المنطقة العربية الآن ليس على تصعيد الإخوان للسلطة عبر عملية سياسية والمشاركة في الانتخابات كما كان في الماضي بعد ما عرف بالربيع العربي إنما من خلال السلاح والعنف والإرهاب والحروب المباشرة والحروب بالوكالة ليس فقط بانخراط جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة في العنف المسلح وفي الانضواء ضمن جيوش أردوغان المحتلة الغازية إنما بالاعتماد على كل التكفيريين المسلحين وعلى المرتزقة المأجورين لفرض هذا الواقع بالقوة الجبرية المسلحة كما يتوهمون.
وأشار، إلى أن جماعة الإخوان فشلوا في تنفيذ مخططهم عن طريق الأحزاب الإخوانية التي ثبت فشلها وانقلبت عليها الشعوب العربية بعدما عرفت حقيقتها وحقيقة خدمتها لمشروع تركيا وقطر في المنطقة لجأت للقوة المسلحة عبر تسليح جماعة الإخوان والتعاون مع التكفيريين من داعش والقاعدة
اخبار اليوم: الديهي يكشف عن مخطط الإخوان لدخول البرلمان المقبل
قال الإعلامي نشأت الديهي، إن هناك معلومات نشرت بصحيفة "عربي 21" الناطقة بلسان الإخوان، تُشير إلى أن بعض الأحزاب الإسلامية المعارضة داخل مصر تعتزم خوض انتخابات مجلس النواب المُقبلة على المقاعد الفردية في عدد من المحافظات المصرية المختلفة، دون رفع شعاراتهم الحزبية أو الإسلامية.
وأضاف "الديهي"، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، اليوم الأحد، أن أحزاب البناء والتنمية، والوطن، والوسط، بصدد الدفع بعدد من المرشحين في الانتخابات القادمة بمحافظات سوهاج، وأسيوط، والمنيا، وقنا، والفيوم، والسويس، والجيزة.
وتابع، أن حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية في مصر، من بين قياداته عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، وشقيقه عبود الزمر، قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مؤكدًا أن الإخوان يطلوا برؤوسهم مرة اخرى، وهناك محاولة لإنتاج طابور خامس إخواني يدخل لمجلس النواب متخفيًا ومختبأ".
ولفت إلى أن حزب البناء والتنمية تم حله ولا يحق لأحد الترشح من خلاله إلا حال استقالته من الحزب، منوهًا بأن الطابور الخامس الإخواني يبحث عن شرعية مزيفة، محذرًا الناخب المصري من محاولة عودة الطابور الخامس متخفيًا وإعادة انتاج نظام إخواني تكفيري يكره الناس في الدين.
صدى البلد: بعد صفعات الأردن وتونس.. خبير: جماعة الإخوان المسلمين تنتهى من الشرق الأوسط فى هذه الحالة
قال منير أديب، الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين شارفت على الانتهاء فى المنطقة بعد جملة القرارات والتحركات التى صدرت مؤخرًا فى الأردن وتونس، مشددًا على ضرورة تحرك بعض الدول الأخري التى بها عناصر إخوانية متغلغلة فى مفاصل الدولة على حذو دولة الإمارات العربية كتجربة رائدة فى المنطقة استطاعت أن تتخلص منهم.
وأوضح "أديب"، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد"، أن إنتهاء مشروع الإخوان فى منطقة الشرق الأوسط اقترب بعد فشلهم فى الوصول لسدة الحكم فى مصر والسودان والمغرب، وفشلهم فى تونس يعنى سقوط ورقة مهمة من أوراق التنظيم، ما يمهد لتراجع مشروع الإخوان فى المنطقة العربية من خلال تفكيك أفكار التنظيم.
ولفت إلى أن قرار محكمة التمييز الأردنية الذى صدر مؤخرًا باعتبار جماعة الإخوان المسلمين منحلة حكمًا وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية الذى صدر جاء متأخرًا، خاصة أن الوضع القانونى للتنظيم لم يقنن، وأعطى ملك الأردن فرصة لهم لتقنين أوضاعهم إلا أنه قوبل الطلب بالرفض حتى لا ينكشف حقيقة العمل السري لهم، لذلك جاء قرار المحكمة قاطع لمراوغاتها وأعمالها المشبوهة فى الخفاء.
ودعا الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، إلى الاقتداء بتجربة الإمارات العربية المتحدة فى تسعينيات القرن الماضى فى القضاء على دابر الجماعات التنظيمية، حيث تم تعقب التنظيم بشكل قانونى وتم فرض رقابة شديدة وصارمة على أنشطة التنظيم، خصوصا أنها تعمل خارج إطار القانون ومن هنا كانت التجربة الحقيقة للخلاص منهم وفق القانون، فقضت على التنظيم فكريا قبل أن تلاحقه أمنيا وعسكريا.
وقرر النائب العام في العاصمة الأردنية عمّان الدكتور حسن العبد اللات، السبت، كف يد أعضاء مجلس نقابة المعلمين وأعضاء الهيئة المركزية وهيئات الفروع وإداراتها ووقف النقابة عن العمل وإغلاق مقراتها لمدة سنتين.
كما قرر إصدار مذكرات إحضار بحق المشتكى عليهم أعضاء مجلس النقابة ليصار إلى عرضهم على المدعي العام المختص لاستجوابهم عن الجرائم المسندة إليهم.
ويأتي القرار في أعقاب تداول تقارير عن تحريض النقابة التي كانت تأسست العام 2011، وهي الأكبر في الأردن وتضم نحو 200 ألف عضو، وسط اتهامات بسيطرة تنظيم الإخوان المسلمين على قراراتها، والدفع للتحريض المستمر ضد الحكومة وقراراتها.
وكان الباحث الدستوري الأردني بشير المومني أوضح أن «نقابة المعلمين ارتكبت مخالفات عدة، من بينها التدخل في الشأن السياسي، وتحريض الشارع وسط ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية متوترة، ما يتيح للدولة حلّها قانونيًّا ودستوريًّا».
قضايا جزائية
وكان النائب العام، أعلن في وقت سابق بأنه وعلى ضوء نظر النيابة العامة في عدد من القضايا الجزائية التحقيقية بحق مجلس نقابة المعلمين وهي:
أولًا: القضية التحقيقية المتعلقة بالتجاوزات المالية المنظورة لدى مدعي عام هيئة النزاهة ومكافحة الفساد.
ثانيًا: القضية التحقيقية والمنظورة لدى مدعي عام عمان والمتعلقة بالقرارات الصادرة عن مجلس النقابة والتي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي واشتملت على إجراءات تحريضية.
ثالثًا: القضية التحقيقية المتعلقة بالفيديوهات الصادرة عن نائب النقيب والتي تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنظورة لدى مدعي عام عمان.
وقرر النائب العام في العاصمة، مخاطبة وزير التربية والتعليم لإجراء المقتضى القانوني فيما يتعلق بتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أعمال النقابة إداريًا وماليًا.
كما قرر نائب عام عمان، منع النشر والتداول والتعليق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كافة بهذه القضايا المنظورة باستثناء الجهة الرسمية المصرح لها بذلك.
وأصدرت محكمة التمييز في الأردن قرارًا حاسمًا في القضية التمييزية رقم 2013/2020، الأربعاء الماضى، يقضي باعتبار جماعة الإخوان المسلمين منحلة حكمًا وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية، وذلك لعدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية وفقًا للقوانين الأردنية.
جاء هذا القرار الحاسم في الدعوى التي رفعتها الجماعة المنحلة على دائرة الأراضي والمساحة وعلى جمعية جماعة الإخوان المسلمين في طلب إبطال نقل ملكية الأراضي والعقارات للجماعة القانونية التي صوبت أوضاعها عام 2015.
كما يعتبر هذا القرار الأحدث لمحكمة التمييز الذي استندت فيه لقرار الهيئة العامة للمحكمة والذي قضى بحل الجماعة لعدم تصويب أوضاعها القانونية.
وبموجب الحكم الأخير، فإن جمعية الإخوان المسلمين التي تم ترخيصها في 2015، ليست خلفًا قانونيًا لجماعة الإخوان المسلمين.
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين فرع الأردن تأسست عام 1945، بالتنسيق مع الجماعة الأم في مصر.
عكاظ: الجبري.. مهندس تأهيل الإخوان
في التاريخ المصري مر الإخوان المسلمون بثلاثة رؤساء بعد الحكم الملكي، حاولوا اغتيال الرؤساء الثلاثة، جربوا ذلك مع جمال عبدالناصر في حادثة المنشية، فنجا من الموت وحاربهم وشردهم فهربوا إلى الخليج بحثاً عن السلامة، وهرباً من بطش عبدالناصر.
ثم نجحوا في اغتيال الرئيس السادات، بالرغم من أنه قربهم ودعمهم ضرباً للناصريين، ثم حاولوا مجدداً مع الرئيس محمد حسني مبارك، في أديس أبابا والتي أشارت التحقيقات المصرية إلى دور للرئيس السوداني الإخواني عمر حسن البشير.
في سوريا أيضاً قاتلهم حافظ الأسد في حماة 1982، وهربوا من سوريا ومجدداً كان الملجأ الرئيسي دول الخليج، دول الخليج احتضنتهم ووفرت لهم المعيشة الكريمة وفرص العمل، فكان أن تغلغلوا في عدة قطاعات أبرزها التعليم، لتكون لهم فرصة غسل العقول وتمرير مؤلفات وقناعات حسن البنا وسيد قطب عبر المناهج الدراسية.
وبطبيعة تنظيمات الإسلام السياسي والتي ورثت تجارب عدة تنظيمات سرية، عملت على التخفي تحت أقنعة عديدة، ووجود قيادات معلنة وقيادات في الظل، تتمدد كلما وجدت الفرصة لذلك مواتية، وتنكمش كلما وجدت الريح تهب ضدها، وهي اليوم في الخليج تندس وتتحين الفرصة المناسبة، كما فعلت ذلك في مصر 80 عاماً حتى أتت بمحمد مرسي.
أحداث الحادي عشر من سبتمبر هزت العالم والمسلمين والعرب تحديداً، بالرغم من أن مقدماتها كانت ظاهرة، عبر استهداف القاعدة للمصالح الأمريكية، عبر استهداف السفارة في نيروبي ودار السلام، واستهداف المدمرة الأمريكية كول من اليمن.
واختلفت ردات الفعل بعد هذه الحادثه، فإيران مثلا بدأت برنامجها النووي في 2002 لاعتقادها أن وجود سلاح ردع، سيمنع أن يحصل في إيران ما حصل في أفغانستان ولاحقاً في العراق، النظام السوري من ناحيته باشر تصدير الإرهابيين إلى العراق، حتى تصبح مهمة واشنطن مكلفة ولا يقدم على إسقاط النظام السوري.
السعودية من جهتها قامت بحملة كبيرة للقضاء على الإرهاب، على المستوى الفكري والتمويلي والعسكري، وتعرضت على إثر ذلك لعدة عمليات إرهابية، وعلى العكس كان الإرهابيون يجدون من إيران وقطر واليمن وسوريا، ممراً آمنا وأهدافاً مستبعدة من قائمة الإرهاب.
وفي خضم الحرب على الإرهاب، وجد الإخوان المسلمون فرصتهم ليصدروا للغرب فكرة أنهم يمثلون الإسلام المعتدل، صاحب الشعبية في الشارع، ويجب أن يُمكنوا ليصلوا للحاكمية، ولديهم ميزة إضافية وهي قدرتهم على فتح قنوات خلفية مع التنظيمات الإرهابية، مما يحمي المصالح الغربية، ويسمح بتقديم الفدى وإخراج الأسرى بكل سلاسة عبر الأموال القطرية.
وتلقت هذه الرسالة بسذاجة إدارة بوش الابن، فوصلت حماس إلى البرلمان الفلسطيني، وأقيمت أول انتخابات رئاسية في مصر تحمل أكثر من مرشح بعد تعديل المادة 76 من الدستور، وكان أبرز المرشحين المنافسين لمبارك، هو أيمن نور رئيس حزب الغد، والمتواجد في تركيا وضمن كل المسيرات التي تطلبها وتمولها قطر ضد مصر والسعودية.
سعد الجبري وجدها فرصه ليقفز من ملف مكافحة الإرهاب، ليحوله ملف إعادة تأهيل الإخوان، وبالتالي أصبح لهم المنابر التلفزيونية، وجلسات الحوار الوطني، والحديث عن الانفتاح والوسطية، ثم ركبوا موجة شبكات التواصل، وبدأوا يستهدفون الجمهور غير الملتزم لتوسيع دائرة التأثير، على طريقة جمع الأصوات الانتخابية.
ومع انطلاق شرارة الربيع العربي، سال لعابهم وظنوا أن الثمرة أينعت للقطاف، وبدأوا بدور تنظيري في مصر وتونس، ومحاولة إقناع الساعدي القذافي بالانقلاب على والده وتشكيل حكومة من الإخوان، وصولاً لمحاولة إسقاط الأنظمة الخليجية.
تكسرت على درع السعودية رماحهم، وتكشف مخططهم الذي كانت تعمل عليه وتموله قطر، وما أكثر المعلومات والتسجيلات عن ذلك والتي أصبحت متاحة للجميع اليوم، وهذا التنظيم لا يستغرب منه القذارة، ولا يجب تصديق وهم الأخلاقيات، فالأخبار عن الاغتصابات والعلاقات المحرمة لا تنقطع عن عناصر الإخوان خاصة في أوروبا.
مع كل ما ذكرته wsj عن فساد الجبري المالي، والسوس الفكري الذي حاول من خلاله نخر المجتمع، يتضح أولاً حجم المعركة التي تخوضها المملكة للتخلص من إرث يعود إلى الستينات وهجرة الإخوان للمملكة، وتتضح أهمية قرارات مثل فصل أمن الدولة عن وزارة الداخلية في ضمان تدفق المعلومات الأمنية لصانع القرار دون حجاب.
لن تكون المعركة سهلة تبعاً لتغلغل التنظيم في عدة مؤسسات، وتلون عناصره كما تفعل الحراب، ووجود دول إقليمية عدوة وداعمة لكل ما من شأنه الإخلال بأمن المملكة، ولكن الإرادة السياسية حاضرة بقوة، والوعي الوطني كبير بخطورة تلك الوجوه التي كانت توزع الابتسامات على الشاشات، والأخطر الممكنون من أمثال الجبري.