الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الثلاثاء 28/يوليو/2020 - 12:46 ص
طباعة
اعداد: حسام الحداد
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 28 يوليو 2020.
اليوم السابع: صحيفة ألمانية: قطر مولت جمعيات الإخوان بـ 72 مليون يورو فى البلاد
كشفت صحيفة ألمانية في تقرير لها تورط قطر في تمويل مراكز دينية وجمعيات تتبع تنظيم الإخوان في ألمانيا لتنفيذ أجندته ونشر أفكاره، وفق ما نشرت "سكاى نيوز".
وقالت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية إن جمعية "قطر الخيرية" تتولى تنفيذ مخططات نشر فكر وأجندات تنظيم الإخوان، معللة ذلك بعدد من الوثائق.
ووفق الصحيفة الألمانية فقد موّلت قطر نحو 140 مسجدا ومركزا يتبعون الإخوان، بنحو 72 مليون يورو
ودعمت الدوحة أيضا عبر "قطر الخيرية" مركزا دينيا تابعا لجمعية في مدينة شتوتغارت الألمانية، تتبنى فكر الإخوان.
وبلغت قيمة المشروع الإجمالية مليونا و300 ألف يورو.
وتتضمن مكتبة مسجد تلك الجمعية كتبا ليوسف القرضاوي، يدعو فيها إلى غزو أوروبا من خلال الدعوة إلى الإسلام.
ووفق وثائق فرنسية، اطلعت عليها الصحيفة الألمانية، فقد استثمرت "قطر الخيرية" أكثر من 5 ملايين يورو في أربعة مشاريع، بحلول نهاية عام 2016.
ووزعت على الشكل التالي: 96 ألف يورو صرفت في منتدى ميونيخ للإسلام – 400 ألف يورو في مسجد دار السلام في برلين - 300 ألف يورو لمسجدٍ في بلدة ألمانية – 4 ملايين و400 ألف يورو إلى مركز ديني آخر في برلين.
تونس.. سيناريوهات صعبة أمام الإخوان بعد تكليف المشيشي بتشكيل الحكومة
لم يتوقف الجدل في تونس منذ إعلان الرئيس قيس سعيد، عن تكليف وزير الداخلية هشام المشيشي، بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة إلياس الفخفاخ، خاصة وأن المشيشي لم يكن من بين الأسماء التي رشحتها الأحزاب والكتل البرلمانية إلى الرئيس، ليشكل اختياره مفاجأة لم تكن متوقعة.
هشام المشيشي الذي شغل لفترة قصيرة منصب مستشار قانوني لدى قيس سعيد، والذي لا ينتمي إلى أي حزب ويعرف أكثر بأنه "تكنوقراط"، يحمل تكوينا قانونيا وإداريا، قال خلال مراسم تكليفه: "سأعمل جاهدا على تكوين حكومة تستجيب لتطلعات كل التونسيين، وتعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة التي طال انتظارهم لها."
وفيما رحبت أغلب الأحزاب الممثلة في البرلمان باختيار المشيشي لتشكيل الحكومة الجديدة، انتظرت حركة النهضة يومين كاملين لتقدم موقفها من التكليف.
واليوم الإثنين، نقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر مطلع بالمكتب التنفيذي للنهضة، قوله إن "الحركة تتمنى النجاح للمشيشي في مهمته"، مضيفا أن الحركة تريد تشكيل "حكومة وحدة وطنية سياسية".
غير أن الموقف الرسمي للحركة وإن بدا دبلوماسيا، فإنه لا يعكس مواقف أنصارها وحلفائها، الذين شنوا هجوما واسعا على الرئيس التونسي على وسائل التواصل الاجتماعي.
في المقابل انتقد "ائتلاف الكرامة"، التشكيل السياسي الإسلامي المقرب من حركة النهضة، بشدة سياسة سعيد واختيار للمشيشي.
وقال رئيس الإئتلاف، سيف مخلوف، عبر صفحته في فيسبوك: "مصير الاستشارات الورقية بخصوص رئيس الحكومة كان في سلة مهملات القصر"، معتبرا أن "رئيس الجمهورية تحّول إلى عبء حقيقي على الانتقال الديمقراطي في تونس، وينكر فعليا الدستور والنواب والأحزاب"
ويرى الكاتب والباحث التونسي، هادي يحمد، في تصريحات أن ''تكليف سعيّد للمشيشي يؤكد حالة شبه القطيعة، بين الرئاسة وحركة النهضة، لكنه، وهذا الأهم، وضع الحركة في وضعية من الصعب التنبؤ بآثارها السلبية على المستوى البعيد، كون هذا الاختيار أفقدها كل أوراق المناورة". وفقا لتصريحات لـ"سكاي نيوز عربية".
وأضاف: "اليوم نجد النهضة مدفوعة دفعا إلى تقبل أنها لم تعد الحزب المحدد في البلاد، ولم تعد المتحكم الرئيسي في المشهد. في أفضل حالاتها ستكون النهضة شريكا ضعيفا في الحكومة القادمة، وربما إذا رجحت تأويلات تصريحات المواجهة مع قصر قرطاج، ستدفع إلى الخروج من الحكومة والتحول إلى المعارضة".
من جانب آخر، يرى الأكاديمي وأستاذ الأنثروبولوجيا السياسية، رافع الطبيب، في تصريحات أنه "لأول مرة منذ انتخابات المجلس التأسيسي (2011)، تبدو حركة النهضة عاجزة عن ضبط الحركة الحكومية، ولا تمتلك جل أوراق اللعبة فيما يخص تعيين وزراء من قياداتها في المراكز الحساسة".
وبدأ العديد من المتابعين لسير الحراك السياسي، يلاحظون جليا "فقدان النهضة للمبادرة في نحت الواقع في تونس، على مستويات ومجالات مختلفة منذ اليوم الذي قرر فيه الرئيس سعيد لعب دور خارج الحدود، التي كان الإسلاميون يعتقدون أنه محكوم برسمها"، وفق الطبيب.
وتابع: "تسمية المشيشي تجسد بوضوح السبق في المبادرة لدى سعيد وقدرته على تجاوز الأحزاب والبرلمان وفرض تصوره للحكم، وإن حاولت النهضة التريث على المستوى الرسمي، فإن الهوى القاعدي للحركة انبرى للتنديد باختيار الرئيس للمشيشي، وامتلأت الصفحات الأكثر تمثيلا للقواعد الإسلامية بالمحتويات المسيئة للمشيشي إلى حد تكفير الرجل".
وأشار الأكاديمي التونسي إلى أن نفس هذه الصفحات "كانت تقود حملة ضد سعيد منذ أشهر، وتطعن في أحقيته لتفسير المواد الدستورية المختلف حولها".
وأضاف: "النهضة تدرك جيدا أن الانتخابات السابقة لأوانها وفي هذا الظرف، يمكن أن تمثل فرصة لمعارضيها لهزمها بشكل مذل، لذا ستحاول المناورة داخل البرلمان مع الكتل التي فقدت شعبيتها، ومع طيف واسع من المستقلين، الذين يدركون أن أي تحوير في قواعد الاقتراع واعتماد قانون انتخابي جديد يعني إزاحتهم من المشهد وفقدان المركز الذي وصلوا إليه".
وينص البند 99 من الدستور التونسي على أنه ''عند تجاوز الأجل المحدد دون تكوين الحكومة، أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب، لرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نواب الشعب (البرلمان) والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في أجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما''.
البوابة نيوز: حل «إخوان الأردن».. زلزال يضرب التنظيم الدولي الإرهابي..
أصدرت محكمة التمييز في الأردن، قبل أيام، قرارا حاسما يقضى باعتبار جماعة الإخوان منحلة وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية، وذلك لعدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية وفقًا للقوانين الأردنية.
واستكمالا للقرار السابق أعلن النائب العام الأردنى، السبت الماضى، وقف مجلس نقابة المعلمين الإخواني، وإغلاق مقراتها لمدة سنتين، وذلك ضمن تحقيقات متعلقة بالفساد واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض.
وجاءت هذه القرارات بمثابة ضربة قاصمة للتنظيم العالمى للإخوان والدول الداعمة له، وأجمع المراقبون على أن قرار حل "إخوان الأردن" زلزال سياسى زاد من عزل التنظيم، وكبح أطماع جماعة الإخوان في الاستيلاء على الحكم في عدد من الدول العربية بما فيها الأردن، وقطع الطريق أمام الأجندات والمخططات التى يحيكها النظامان التركى والقطري.
سقوط الأقنعة
واعتبر المراقبون أن القرار جاء بالتوازى مع بداية سقوط أقنعة الأجندة والمخططات التركية في المنطقة العربية خصوصا في سوريا وليبيا لإقامة ما يسمونها "الولايات المتحدة التركية" كـ"نسخة جديدة من الدولة العثمانية" "تلتهم الأوطان ولا تعترف بحدودها وسيادتها".
ويقول المراقبون إن جماعة الإخوان تستقوى بنظامى أنقرة والدوحة وتستفيد من دعم الدوحة المالى السخى لها، وانتهاك أنقرة سيادة دول عربية بعد احتلال أجزاء من أراضى ٣ دول عربية وهى سوريا والعراق وليبيا وتطمح في المزيد.
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القرار الذى أصدرته محكمة التمييز الأردنية، يمثل حكما ثابتا وأصيلا لتأكيد عدم شرعية جماعة الإخوان.
وأوضح فهمى في تصريحات صحفية، أن هذا الحكم ينطبق على العقارات والثروات الخاصة بالإخوان، لكن الجماعة الأم لها تمثيل في مجلس النواب بـ١٧ نائبا والجمعية ليس لها تمثيل، وأضاف: "أعتقد أن هذا الحكم سيكون له تأثيره على شعبية الجماعة حينما تخوض الانتخابات نهاية هذا العام وتضييق الأجهزة الحكومية على نشاطها باعتبارها محظورة ولا وجود لها أصلا برغم أنها حققت نجاحات في الانتخابات التشريعية الماضية وفى مجلس البلديات ومجالس للمحافظات لكن الجماعة دورها ينحسر كما أن هناك مؤشرا بأن الأحكام التالية التى رفعتها الجماعة على جمعية الإخوان سيكون مصيرها مثل هذا الحكم".
بدوره قال الخبير الجزائرى المختص في الشئون الأمنية، أحمد كروش، إن القرار الأردنى بحل جماعة الإخوان وقبله قرار دول عربية تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا جاء بعد أن تمادت في ولائها لقطر وتركيا والتنظيم العالمي، بشكل باتت تهدد معه سيادة الدول العربية.
ويرى الخبير الأمني في تصريحات صحفية، أنه لفهم قرار السلطات الأردنية لا بد من العودة إلى تاريخ تأسيس هذا التنظيم حتى التطورات الإقليمية الأخيرة، وأن هدف الإخوان الرئيسى منذ تأسيسها هو إعادة الخلافة العثمانية.
وأشار إلى أن هدف إسقاط الدولة برز بشكل أكبر عند الإخوان في التسعينيات، وقد عانت منه كثير من الدول العربية، وعندما فشلوا عادوا للعمل السرى أو الجمعوى أكثر منه سياسيا حتى يتمكنوا من تثبيت أنفسهم في المجتمعات كما هو الحال في الأردن.
وأضاف أن فكرة إسقاط الدول عادت مع صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا وبرزت أكثر في عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وخلال تلك الفترة بدأ ينتعش سوق الإخوان، وانتهزوا فرصة ما يعرف بالربيع العربى وما تمخض عنه من حالة عدم الاستقرار للاستقواء بحزب أردوغان للعودة إلى المشهد السياسي.
الوجه الآخر
كما تحدث الخبير الأمني عن الوجه الآخر لتنظيم الإخوان والذى لا يقل خطورة عن ولائها لتركيا، والمتمثل في الدعم القطرى لها والذى يراه سببا موضوعيا آخر دفع بالأردن لوضع حد لذلك الجسم الخبيث في جسد المملكة.
وقال إن النظام القطرى يتبنى التنظيمات الإخوانية في كل الدول العربية، خصوصا وتعتبر قطر بالنسبة لهم عاصمتهم ونظامها جزء من التنظيم العالمى للإخوان.
وأشار إلى أن كل المعطيات والأدلة تؤكد بأن هناك دولتين تدعمان التنظيمات الإخوانية في المنطقة العربية بما فيها الأردن وهى دولة غنية تدعمهم ماليا إلى أقصى الحدود وهى قطر وتركيا التى تملك جيشا ونظاما يعتبر عرابا للإخوان، بالإضافة إلى التنظيم العالمى للإخوان الذى يعد تنظيما عنقوديا تراسبيا في هيكليته يمكنه اختراق المجتمعات وهنا يكمن خطرهم، كما أنه يعد أخطر تنظيم عالمي.
أما الكاتب والباحث الجزائرى محمد جربوعة، فقال إن قرار السلطات القضائية الأردنية بحل جماعة الإخوان يعود إلى ارتباط التنظيم العالمى للإخوان بمشروع أردوغان، موضحا أن قطر ارتبطت بتركيا فتحولت إلى دولة محاصرة في الخليج والمنطقة العربية، ولا يمكن لجماعة ذكية أن ترتبط بمشروع لم يحقق غير الفشل، لذلك ستحترق أى جماعة وطنية تقترب من المشروع التركى وستجد نفسها في صراع مع ما حولها شعبيًا ورسميًا وهو ما حدث بالضبط لجماعة الإخوان الأردنية.
ونوه إلى أن أبرز أدبيات الإخوان التى تزعم بأن سبب ظهور التنظيم العالمى للإخوان هو إحياء الدولة العثمانية، وقد اعترف بها القرضاوى عندما بايع أردوغان خليفة للمسلمين وأبلغه بأن الملائكة معه.
ومن هنا يرى الخبير الأمني أن قرار السلطات الأردنية بحل جماعة الإخوان لا يرتكز فقط على حقائق أمنية، بل على حقائق تاريخية خطرة تتمثل في أهداف تبلورت لهم مؤخرًا من خلال التطورات المتسارعة في المنطقة العربية خصوصًا في ليبيا وسوريا.
العين الاخبارية: بعد توالي الضربات.. الإخوان "محاصرة" عربيا و"مهددة" أوروبيا
اعتاد التنظيم الدولي للإخوان اللجوء إلى لعبة الكراسي الموسيقية، في الدول العربية، فبعد أن ينكشف الوجه الحقيقي لأحد فروعه الإرهابية، في دولة ما، يعمل على تقوية نفوذ فرع آخر له بدولة ثانية، دون أن يتجاهل خطاب المظلومية الذي دأب عليه خلال عقود مضت للتغطية على سجل جرائمه ضد الشعوب العربية.
ورغم مرور نحو 38 عاما من أول حظر شهدته الجماعة الإرهابية في سوريا، لاتزال مخططات الإخوان واستراتيجية تعاملهم مع قرارات الحظر ذاتها، غير أن هذه المرة بات التنظيم محاصرا من كل الجهات، ما جعل أي محاولات للظهور أو التموقع، أمرا صعبا يوما بعد يوم، في ظل لفظ الشعوب لأجنداتها وأطماعها بالمنطقة.
وصنفت الإخوان كجماعة محظورة وإرهابية في 5 دول عربية وهي (سوريا - مصر - السعودية - الإمارات وأخيرا البحرين).
أما في الأردن فباتت "منحلة" قانونيا، وفي تونس ملفوظة شعبيا ومطرودة رسميا من الحكومة وقريبا البرلمان، وفي السودان "مهددة بالتفكيك".
2020.. زلزال وانهيارات
ويرى مراقبون أن 2020، هو من أثقل الأعوام التي تمر على الإخوان، لما شهدته من ضربات مدوية،أحدثت زلزالا في فروع الجماعة بعدة دول عربية، كان في مقدمتها الأردن والسودان وتونس، ما يفتح الباب أمام تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب في دول أخرى عربية وأوروبية خلال الفترة المقبلة.
ففي الأردن انحل مؤخرا فرع الإخوان بقرار قضائي قاطع ونهائي، أصدرته محكمة التمييز، وباتت الجماعة منحلة حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.
فيما توقع خبراء القانون أن تؤول جميع أموال إخوان الأردن وممتلكاتها التي تقدر بأكثر من مليون دينار، إلى صندوق الجمعيات الخيرية.
وسرعان ما شهدت الجماعة ضربة جديدة في تونس، مع قرار رئيس الوزراء المستقيل إلياس الفخفاخ طرد وزراء حركة النهضة الإخوانية من الحكومة، وهو الأمر المنتظر أن يتم استكماله بسحب برلمان تونس الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي الخميس المقبل.
الأحداث في الأردن وتونس، جاءت متزامنة مع هزات ضربت الجماعة الإرهابية في السودان، والتي يعتبر مراقبون أنها تسير على خطى موريتانيا التي نجحت بالفعل في تقويض أنشطة الإخوان وتطويق مصادر تمويلها، بالإضافة لإغلاق جمعيات تابعة لها، على خلفية شبهات فساد أحيطت بها وتم تأكيدها وفق وثائق رسمية.
الإخوان خارج المشهد
وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب، عمرو فاروق، لـ"العين الإخبارية" إن "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يمر بحالة من التفكك والانهيار ، سواء في مصر أو تونس أو الأردن أو المغرب أو ليبيا أو السودان فضلا عّن وضعية التنظيم في الدول الأوروبية".
وأشار الباحث المصري إلى أن "الإخوان سقطوا شعبيا وسياسيا ودينيا، إذ أن المجتمعات العربية تأكدت أن الجماعة توظف الدين من السياسية وخدمة مصالحها الخاصة".
وأكد فاروق أن "ما يحدث من استئصال لمؤسسات وكيانات الجماعة في عدة دول عربية يمثل تراجعا على المستوى السياسي والاقتصادي والشعبي للمشروع الإخواني، ومحاولته المستمرة في التغلغل داخل المجتمع العربي لتنفيذ مخطط إقامة دولة الخلافة التي وضع أسسها حسن البنا وسيد قطب".
وتوقع أن "المرحلة المقبلة لن يكون للإخوان تواجد داخل المشهد العربي والدولي سياسيا في ظل تفكيك فروع الجماعة وتهميش قياداتها لاسيما بعد فضح مشروعهم التخريبي وتحركاتهم المشبوهة وسقوطهم شعبيا وفشلهم سياسيا داخل مصر تحديدا، وتصنيفهم على قوائم الاٍرهاب".
وتابع: كل ما يحدث حاليا هو بمثابة خطوة تمهيدية لتصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب في مختلف الدول التي يخترقونها سياسيا واجتماعيا، سواء كانت عربية أو أوروبية.
وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية أن "تجربة الدولة المصرية في تعاملها مع ملف جماعة الإخوان أصبحت ملهمة للكثير من دول المنطقة العربية في الخلاص من السرطان الإخًواني وإخراجهم من المشهد كلية بعد تأكيد خيانتهم لأوطانهم وتوظيفهم للدين في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري القائم على تمزيق المنطقة العربية".
يذكر أن جماعة الإخوان شهدت 16 شهرا كارثيا في أوروبا، تلقت فيها شبكة الجماعة في ألمانيا وفرنسا والنمسا وبريطانيا، ضربات موجعة، وضعتها تحت ضغط كبير وأضعفت قدرتها على التحرك، وفرضت طوق الحصار على منظماتها.
وفي هذا الصدد قال الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان هايكو هاينش، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" إن "هناك إدراك متزايد في أوروبا للخطر الذي تمثله الجماعة، وضرورة مواجهتها، والإجراءات الأخيرة قيدت قدرة الجماعة إلى المناورة والتحرك، ووضعتها تحت ضغط كبير".
ايلاف: مشكلة "الإخوان"
لأن التعامل معهم بقي على أساس أنهم: "طفل الدولة الأردنية المدلل" وأنَّ ما يحق لهم لا يحق لغيرهم فإنّ الإخوان المسلمين قد تمادوا كثيراً وتجاوزوا حدودهم وهكذا فقد كان لا بد من وضع حدٍّ لهم وليس إشعارهم وفقط لا بل إفهامهم بأن "تطاولهم" لا يمكن السماح بإستمراره وأنه لا يحق لهم "التفرد" بالنقابات لتواصل فعل ما تمادت في فعله وأن خطوة "الحل" التي إتخذتها الجهات المسؤولة سوف تعقبها خطوات كثيرة إن هم أي "الإخوان" بقوا يتصرفون على أساس أنهم فوق القوانين وأنهم أكبر من الدولة!!.
ربما أن كثيرين وبعضهم في مواقع المسؤولية لا يعرفون أن الإخوان المسلمين أصبحوا حزب الدولة الأردنية المدلل الذي يحق له ما لا يحق لغيره لإنحيازهم ضد المقاومة الفلسطينية وضد الأحزاب اليسارية والقومية في عام 1970 مما جعل بعض "شيوخهم" وأيضاً وبعض شبابهم "الصاعدين" يتصرفون على أساس أنهم أكبر من الدولة لا بل أنهم هم الدولة وهذا بالطبع ما كان يمكن السكوت عليه وبخاصة وأن هناك مستجدات أردنية كثيرة بعد عام 1989 عنوانها "المرحلة الديموقراطية" التي تساوت خلالها ومنذ ذلك الحين وحتى الآن الأحزاب كلها وحتى بما في ذلك التي لها إرتباطات تنظيمية مع بعض الدول العربية.
لقد تصرف الإخوان المسلمون، بعد بدايات المرحلة الديموقراطية وحتى الآن، وحتى لحظة حل بعض النقابات التي كان "الإخوان" يعتبرونها، ويتعاملون حتى مع الدولة على هذا الأساس، على أنها مؤسسة إخوانية وأن قرارها إخواني وإنه لا يحق للمؤسسات الرسمية المعنية الإعتراض على هذا .. على الإطلاق.
ثم وإن المعروف هو أنّ "الإخوان" قد أستغلوا فترة سيطرتهم على وزارة التربية والتعليم وعلى بعض مؤسسات الدولة وحولوا معظم المنح الدراسية الداخلية والخارجية إلى "أنصارهم" وإلى طلبتهم "الإخوانيين" وهكذا ومع الوقت وطول الزمن فإنهم أصبحوا يسيطرون على الجهاز التعليمي كله وعلى المؤسسات التربوية بمعظمها وأحتل بعض كبار رموزهم العديد من مواقع القرارات في الدولة الأردنية.
والمشكلة في هذا المجال أنّ "المستجدات الإخوانية" على الصعيد العربي.. والعالمي أيضاً بعدما أصبح رجب طيب أردوغان مرشداً عاماً للإخوان المسلمين وبعدما أصبح هناك هذا التحالف "الإخواني" مع قطر ومع إيران وبالطبع مع تركيا الأردوغانية..
ومع بعض الأنظمة الآسيوية الإسلامية قد جعلت "إخوان الأردن" ينظرون إلى الدولة الأردنية وإلى الأردنيين أيضاً من فوق "أرنبات" أنوفهم وعلى إعتبار أن الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية يجب أن يكون حكمهم وعلى غرار ما حدث في قطاع غزة بسيطرة حماس "الإخوانية" على كل شيء فيه وأصبح إسماعيل هنية وخالد مشعل رمزين كبيرين في التنظيم العالمي الإخواني الذي بات منتفخاً بالأموال القطرية.
إن هذه هي مشكلة الإخوان المسلمين الأردنيين!! مع الدولة الأردنية وحيث أن هؤلاء باتوا يشعرون أنهم أكبر منها وأنه لا أمن لها بدونهم.. ولذلك فقد كان لا بد مما ليس منه بدٌّ ولا بد أن يحدث كل هذا الذي حدث والذي سيحدث لاحقاً وعلى أصعدة كثيرة.
الاذاعة والتليفيزيون: مسلسل «الجماعة» وثيقة تثبــت دور «الإخوان» في تعزيز وهم الخلافة
ونحن نودع شهر يوليو، نتوقف أمام الملف الأخطر والأكثر أهمية فى تاريخ ثورة يوليو، نقصد الصراع بين مفهوم الوطنية المصرية ومفهوم الخلافة، لأن ثورة يوليو هى ثورة تحالف القوى الوطنية التى أرادت القضاء على الاستعمار والإقطاع المتحالف معه، بمعنى خروج الوطن المصرى من دائرة التبعية السياسية والاقتصادية للغرب، وهذا هو حلم المصريين بكافة طوائفهم منذ الثورة العرابية التى كانت محاولة من جانب الجيش والقوى الوطنية بزعامة عرابى لتخليص مصر من قبضة أوروبا، ولكنها فشلت فى إنجاز المهمة، وبقى هذا الأمل فى قلوب المصريين وضحوا من أجله بالغالى والنفيس، ولايصح لنا نسيان الدور الذى لعبه السلطان العثمانى أو الخليفة فى إفشال الثورة العرابية ذات الهدف الوطنى، بعدما تأكد أن ضباط الجيش المصرى هم طليعة للشعب المصرى وحده ولا يسعون لخدمة السلطان، وعقب سقوط الخلافة العثمانية المسماة زوراً بالخلافة الإسلامية، جاءت جماعة «الإخوان» لتردد عبارات وشعارات ما سمى آنذاك بـ «الجامعة الإسلامية» و«الإسلام وطن»، ولا يصح ولا يجوز لنا أن ننسى العلاقة الوثيقة التى جمعت بين «الإخوان» والمخابرات البريطانية، والألمانية، والملك فاروق، وخروجها المشهور للهتاف لصالح الملك فاروق لما وقع خلاف بينه وبين مصطفى النحاس الزعيم الوطنى، وفى كل الأوقات والأزمات السياسية، كانت جماعة «الإخوان» تعمل ضد فكر ة الوطنية فهى لا تعترف بالوطن، ومفكر «الجماعة» سيد قطب يرى الوطن مجرد حفنة من التراب، لا تستحق الموت فى سبيلها، وهذا هو سر العداء بين ثورة يوليو وجماعة «الإخوان»، ولو توقفنا أمام مسلسل «الجماعة» فسوف نجده عملاً محايداً التزم الموضوعية والدقة والعودة إلى المصادر الموثوقة، وقال لنا بالسيناريو المحكم والإخراج الراقى والتصوير والتمثيل الممتاز إن هذه «الجماعة» انتهازية فى كل أمور ها، متخلفة، لا تعبر عن طموحات الشعب المصرى، وتعبر عن القطاعات الأكثر تخلفاً ورجعية، ولما اغتيل حسن البنا تم استخدام هذه «الجماعة» لخدمة القصر الملكى، ولما أرادت «الجماعة» التصدى لثورة يوليو لم تجد سوى سيد قطب الذى طرح فكرة غريبة عن جوهر الإسلام تسمى الحاكمية لله وهى فكرة مستوردة من الباكستانى أبو الأعلى المودودى وهى فكرة ظاهرها الإيمان وباطنها إلغاء عقول المسلمين وخلق طبقة كهنة تتولى وحدها تأويل وتفسير النصوص، وهذا ما جاء الإسلام لإلغائه، والإمام محمد عبده له مقولة واضحة تقول «ليس فى الإسلام سلطة دينية سوى سلطة النصح والإرشاد» ومعنى هذه العبارة أنها لا توجد طبقة كهنة فى الإسلام، لكن قطب أراد أن يكون هو المرشد الأعلى والقائد الروحى للمسلمين، ووضع كل هذه الآراء العجيبة فى كتاب سماه «معالم فى الطريق»، وتحول هذا الكتاب إلى دستور لجماعات الإرهاب والقتل والتخريب باسم الدين وتطبيق شرع الله، ومن يراجع حلقات المسلسل سوف يجد أن جماعة «الإخوان» ضمت عناصر محدودة الوعى واستخدمتهم بعد أن سلبت إراداتهم، وضحكت على عقولهم، وكلها عناصر ذات وعى فلاحى ريفى لا يعرف من أساليب اللعب السياسى شيئاً، وهذا الوعى الريفى هو المسرح الذى لعبت فوقه قيادات مكتب الإرشاد ألعابها السياسية الانتهازية، ولما جاءت ثورة يوليو، حاولت هذه القيادات فرض وصايتها على الثورة، وبالطبع رفض عبدالناصر هذه الوصاية، فلجأت القيادات «الإخوانية الانتهازية إلى مداعبة طموحات محمد نجيب ودعمته فى مواجهة مجلس قيادة الثورة، ووقعت المواجهة الأولى بين «الجماعة» والثورة وتحولت «الجماعة» التى تسعى لتطبيق شرع الله إلى جماعة قتل وتضليل للناس خاصة أصحاب الوعى المحدود من أبناء الريف والأحياء الشعبية، ومسلسل «الجماعة» هو المسلسل الوحيد فى حدود معلوماتى الذى قدم قراءة مكتملة للعلاقة بين «الإخوان» والمجتمع المصرى، وقدم قصة الصراع بينها وبين ثورة يوليو بحياد ودقة علمية وجعل قطاعات كبيرة من المصريين تفهم حقيقة هذه «الجماعة» الخائنة للوطن والكارهة لمعنى الوطنية المصرية.