عبر قطر الخيرية وديتيب.. ألمانيا في مواجهة إرهاب قطر وتركيا
الثلاثاء 28/يوليو/2020 - 04:39 م
طباعة
علي رجب
تستخدم قطر مؤسسة قطر الخيرية لتمويل المساجد و المراكز الإسلامية ، رصدت تقارير غربية حيث أدلة ووثائق لدعم قطر مراكز إسلامية تتبع للاخوان المسلمين في ألمانيا، مع تنسيق كامل من قبل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعبر آئمة الاخوان المتطرفين في الدول الأوروبية، في اختراق واضح وخطر للأمن القومي الأوروبي، وهو ما بدأ الاجهزة الاستخباراتية في الدول الاروبية تدق جراس الانذار والمواجهة مع مخططات قطر وتركيا في اوروبا عبر الجماعات المتطرفة وتنظيم الإخوان الارهابي.
وثائق تفضح الإرهاب القطري في ألمانيا
ومؤخرا كشف الصحافيان، جورج مالبرونو وكريستيان شيسنوت لا يعرفان من الذي سرّب لهما المعلومات الحسّاسة جدًا. ففي نهاية عام 2016، نشر خبيرا الشرق الأوسط المحترمان كتابًا نقديًا عن قطر ذات الثراء الفاحش. حينها وصل مظروف بدون مُرسِل إلى صندوق بريد مالبرونو مع ذاكرة تخزين تحتوي على آلافٍ من الوثائق السرية ورسائل بريد إلكترونية وتحويلاتٍ بنكية وقوائم المانحين من منظمة قطر الخيرية، أكبر وكالة مساعدات في الإمارة، والتي تنشط في أكثر من 70 دولة - بما في ذلك ألمانيا، بحسب تقرير لصحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية، للكاتب ميشيل فايسينبورن.
ولاحظ في مكاتب الجمعية الخيرية خريطة تعلن عن البرامج الممولة في العالم، منها: 8148 مسجد، و490 مركز لتحفيظ القرآن، و138 مسجد ومركز إسلامي في أوروبا. وهي أرقام يقولان إنها تؤكد ما جاء في الوثائق التي حصلا عليها، أي أن «قطر الخيرية» تقوم بنشاط في مجال نشر الدعوة الدينية على مستوى العالم.
قطر الخيرية تأسست عام 1991 وترأس مجلس إدارتها محمد الدباغ مؤسسة قطر الخيرية حتى استقال من هذا المنصب بعد ضغوط من الإدارة الأمريكية على النظام القطري.
ويقول محمد اللوزي الذي يعلم الكثير عن جماعة الإخوان: "تم الضغط علي الدباغ لإقصائه فقد كانت الشبهات تحوم حول هذه المؤسسة ذات المظهر الخيري، وكانت هناك شكوك أنها تقدم دعمًا ماليًا لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن".
واليوم نجد أن الإخواني أحمد الحمادي، عضو ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" هو أحد رؤساء منظمة قطر الخيرية، التي يبلغ حجم استثماراتها في أوروبا منذ عام 2010 حوالي 130 مليون يورو.
وشنطت قطر في المانيا عبر دعم الجماعات المتطرفة والسيطرة على المسجد عبر آئمة الاخوان المسلمين، وبدتنسيق مع اجهزة الاستخبارات التركية، والالمان من أصل تركي.
وتحتل جمهورية ألمانيا الاتحادية المرتبة الرابعة في أوروبا بعشرة مشاريع من قبل مؤسسة قطر الخيرية.
ووفقاً للوثائق الفرنسية، فقد استثمرت قطر الخيرية أكثر من 5 ملايين يورو في 4 مشاريع بحلول نهاية عام 2016: 96 ألف يورو ذهبت إلى منتدى ميونيخ للإسلام، و400 ألف يورو إلى مسجد دار السلام في برلين، و300 ألف يورو لمسجدٍ في بلدة دينسلاكن الألمانية، و4.4 مليون يورو إلى مركز إسلامي آخر في برلين.
وفقًا للوثائق المتاحة لصحيفة "شتوتجارتر تسايتونج" الألمانية، فإن آثار هذا الدعم وصل أيضًا إلى ولاية بادن فورتمبرج في جنوب غربي ألمانيا، على سبيل المثال، إلى جمعية "المغرب" الثقافية في جنوب شتوتجارت، وهي جمعية تابعة لمسجد كانت تُقام فيه صلاة الجمعة - قبل كورونا - بحضور مئات المؤمنين من شمال إفريقيا والبلدان العربية. وفي عام 2015، قدّمَ رئيس مجلس الجمعية آنذاك التماسًا للمساعدة إلى "رئيس جمعية قطر الخيرية في قطر، الذي لا تُخفى عليه احتياجات المسلمين في الشتات في الدول الغربية"، بحسب ما أوردته الصحيفة.
كما طلبت جمعية "المغرب" في شتوتجارت منحة قدرها 110 آلاف يورو لشراء منزلٍ مكوّن من خمسة طوابق من أجل تحويله لمدرسةٍ لتعليم القرآن واللغة العربية بجانب المسجد و300 ألف يورو للترميم؛ وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 1.3مليون يورو، وأجابت قطر الخيرية: "نعترف بالجمعية كشريك للتعاون".
كما التزمت جمعية "أوروبا تراست" الخيرية، وهي مؤسّسة حائزة على ثقة جماعة "الإخوان"، بتقديم الدعم القوي لجمعية "المغرب" في شتوتجارت، وفقًا للوثائق المتاحة لصحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية.
وفي برلين أيضا، يوجد مسجد آخر تابع للإخوان، وهو مسجد طيبة الذي يتبنى إمامه فريد حيدر كتابات يوسف القرضاوي المتطرفة، ويظهر في الندوات التي تنظمها منظمة المجتمع الإسلامي.
وإلى مدينة آخن غرب ألمانيا؛ حيث يوجد مركز آخن الإسلامي ومسجد بلال التابع له، وقادهما لسنوات طويلة الإخواني السوري عصام العطار.
ويروج (آخن) والمسجد على موقعهما الإلكتروني لكتب سيد قطب ويوسف القرضاوي، التي تحض على التطرف.
وبحسب دراسة أعدها مؤخرا المركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا، فإن الإخوان تعمل على توسيع شبكة مساجدها ومؤسساتها الثقافية في هذا البلد الأوروبي، باستمرار، لتشكيل نخبة قوية تحمل أفكارها، وقادرة على اختراق المجتمع.
وتضع السلطات الألمانية ممثلة في هيئة حماية الدستور، عشرات المساجد، ومنظمات وقيادات تابعة لجماعة الإخوان في ولايات البلاد الـ16، تحت رقابتها، وتقدر عدد عناصر الجماعة الأساسية في ألمانيا بـ1600 شخص.
وعادة ما تخضع هيئة حماية الدستور، التنظيمات والأفراد الذين يمثلون خطرا كبيرا على الديمقراطية ويهدفون إلى تقويض النظام السياسي، لرقابتها.
قطر وتركيا
كذلك كشفت صحيفة دير شبيجل الألمانية أن السلطات التركية استخدمت شبكة DITIB اتحاد الأئمة التركي في برلين كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل تحقيق أهداف خاصة، في ففضح لتنسيق القطري التركي لاستهداف ألمانيا عبر المساجد.
وأشار تقرير الموقع الألماني إلى أن “ديتيب” تلقت أموالا في السنوات الماضية من صناديق مالية مختلفة تابعة للدولة الألمانية ودول أوروبا، على رأسها صندوق خاص بالدعم في إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألماني، وبرنامج “أن تعيش الديمقراطية” الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة الألمانية.
وبحسب موقع “دويتشيه فيله” فإن اتحاد “ديتيب” يتعرض لانتقادات واسعة داخل ألمانيا من قبل بعض المسؤولين لقربه الشديد لحزب العادلة والتنمية التركي ولأجهزة الدولة في تركيا. وارتباطه بنظام أردوغان، كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي. وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامي التركي تحت مراقبة هيئة حماية الدستور.
ووفق تصريحات الخبير الاستخباراتي والكاتب “أريش شمدت أينبوم” لموقع “لوكال” الإخباري الألماني، فإن هناك نحو 3 ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا، مما يعني أن كل مخبر يمكن أن يراقب (500) شخص، وهو رقم أكبر مما كان جهاز شتازي يراقبهم في ألمانيا. وتتهم السلطات الألمانية اتحاد الأئمة التركي في برلين بممارسة أعمال استخباراتية لفائدة النظام التركي وتلقي تمويلات مشبوهة منه.
وتصاعدت الأدوار السلبية للأئمة المتطرفين في ألمانيا، خاصة الأتراك التابعين للاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب” من خلال ترويج خطاب سياسي يستدعي إرث العثمانية القديمة ويدعم التطرف.
ويتضح تخفّي دولة قطر وراء العمل الخيري لتمويل أجنداتها المشبوهة. كما يكشف الإجراء عن المزاعم القطرية بأن مؤسستها الخيرية ملتزمة بالقوانين الخاصة بالدول التي تعمل بها. وأنها لا تهدف سوى إلى مساعدة المحتاجين، إلا أنها تحوم حولها الشكوك منذ تأسيسها بضلوعها في تمويل الجماعات المتطرفة، خاصة في سوريا.