العمل الخيري ستار الدوحة لتمويل قوى التطرف والإرهاب في أوروبا
الثلاثاء 28/يوليو/2020 - 07:46 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
منظمة إنسانية ترفع شعارات براقة ولكن تقابلها حقيقة مرة، هذه هي قطر الخيرية واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية بفروع في أكثر من 70 دولة، وهكذا تروج قطر لمنظمتها وتقول أنها أسستها في عام 1992 لتقديم يد المساعدة لللاجئين ولضحايا الكوارث والحروب ولدعم الثقافة والفنون، فالوجه الحقيقي لقطر الخيرية منظمة بوجهين وأجندة متطرفة.
فـ "قطر الخيرية" والتي كان نشاطها الظاهري هو نشر تعاليم الدين الإسلامي في المساجد حول العالم تأتي من بين الداعمين الرئيسيين للإرهاب والجماعات المتطرفة في الدول المختلفة من خلال شبكة متداخلة تديرها الدوحة، وكانت هذه المؤسسة قد سبق وأن غيرت أسمها من "جمعية قطر الخيرية" إلى "قطر الخيرية" بعد أن ورد اسمها في الكثير من القضايا الإرهابية في أوروبا.
ونظرة سريعة على بعض التحليلات والتعليقات التي وردت بشأن ضلوع قطر في تمويل الإرهاب من خلال العمل الخيري توضح بما لا يدع مجالاً للشك كيف استخدمت هذه المؤسسات في تسهيل تمويل الحكومات والأفراد والمنظمات للإرهاب.
ففي نوفمبر العام 2017 كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية عن وجود مؤسسة خيرية بريطانية يديرها مسؤول قطري سابق يدعى يوسف الكوري ضالع في رعاية حملات كراهية ضد اليهود والمسيحيين، وأوضحت الصحيفة أن هذه المؤسسة هي ذراع لمؤسسة "قطر الخيرية"، وأضافت الصحيفة في تقريرها أن مساجد ومنظمات بريطانية حصلت على أموال طائلة من يوسف الكوري المدير التنفيذي لمؤسس قطر الخيرية – فرع المملكة المتحدة- كما قدمت المؤسسة تمويلاً لبناء مساجد جديدة في شمال إنجلترا.
كما كشفت دراسة أمريكية لمركز "جيتستون" للدراسات عن أدلة تورط قطر في دعم الإرهاب من خلال جمعياتها الخيرية، أبرزها مؤسسة" قطر الخيرية" التي اسهمت في تمويل الإرهاب في عدد من الدول تحت غطاء المساعدات والتبرعات وهي في الحقيقة الأموال التي أدت لعمليات إرهابية في أوروبا مثل تفجير السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في 1998، إضافة إلى تمويل جماعة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب وتمويل الجماعات الإرهابية في شمال مالي، وتأتي معظم الأموال عن طريق التبرعات الخاصة من مواطنين قطريين وتذهب للمؤسسة ومنها يتم توجييها للجماعات الإرهابية.
وأضاف التقرير أن من بين أشهر المتبرعين عبدالرحمن النعيمي رجل الأعمال التي كان حلقة الوصل بين عدد من الممولين القطريين وتنظيم القاعدة في العراق، وأكد التقرير تولى النعيمي نقل اثنين مليون دولار للقاعدة في العراق، وأرسل ما يقرب من 576 ألف دولار لممثل القاعدة في سوريا أبو خالد السوري، كما تولى أرسال 250 دولار لحركى الشباب الصومالية.
اسم آخر برز في تقرير لمؤسسة دعم الديمقراطية الأمريكية تحت عنوان "قطر وتمويل الإرهاب" وهو عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطري السابق، والذي سبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنه على صلة بقادة في تنظيم القاعدة.
وأكد التقرير ذاته إلى أن مؤسسة "قطر الخيرية" قدمت مساعدات مالية للجماعات الإرهابية في اليمن تحت ستار إنشاء مشاريع وأنشطة خيرية.
كشف حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية في أكتوبر 2018 عن وثيقة مسربة تفضح التمويل القطري للإرهاب في اليمن، حيث تلقت مؤسسة الشهداء التابعة للحوثيين بـ60 ألف دولار، من خلال مؤسسة "قطر الخيرية" تحت غطاء هدايا لأسر القتلى.
وإلى جانب مؤسسة "قطر الخيرية" تأتي مؤسسة "عيد الخيرية" المملوكة للشيخ "عيد بن محمد ال ثاني" وهي من بين المؤسسات الخيرية القطرية التي حظرت نشاطها دول المقاطعة.
وأكد تقرير موقع "أمريكان ثينكينج" أن مؤسسة "عيد الخيرية"، ومقرها مقاطعة كولومبيا الكندية عرفت بسيطرتها على مؤسسة المتجمع الإسلامي للمقاطعة ومعروفة بدعمها للتنظيمات الإرهابية وفق تقرير صادر عن مصلحة الدخل القومي الكندي.
وذكر الموقع أن مؤسسة "عيد الخيرية" قامت في 2011 بشراء كل من مركز "دار التوحيد" ومدرسة الصفا والمروة الإسلامية الواقعين بمدينة "ميسيساجا" بمبلغ 1.4 مليون دولار، وبعد مرور خمس سنوات قام إمام مركز دار التوحيد الإسلامي ويدعى إبراهيم بالمجاهرة بدعمه لجميع عناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة حول العالم.
وكشفت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية، أن قطر تموّل بملايين الدولارات شبكة من المنظمات على مستوى أوروبا قريبة من أيديولوجية جماعة الإخوان المتطرفة، بهدف نشر الإسلام السياسي.
وأكد تقرير للكاتب ميشيل فايسينبورن، أن مؤسسة قطر الخيرية موّلت حوالى 140 مسجداً ومركزاً إسلامياً بنحو 72 مليون يورو.
ووفقاً لوثائق فرنسية اطلعت عليها الصحيفة الألمانية فقد استثمرت قطر الخيرية أكثر من 5 ملايين يورو في 4 مشاريع بحلول نهاية عام 2016 توزعت بنحو 96 ألف يورو إلى منتدى ميونيخ للإسلام، إضافة إلى 400 ألف يورو إلى مسجد دار السلام في برلين، فضلاً عن 300 ألف يورو لمسجدٍ في بلدة دينسلاكن الألمانية، إلى جانب 4.4 مليون يورو إلى مركز إسلامي آخر في برلين.
وبحسب الوثائق المتاحة للصحيفة، فإن آثار هذا الدعم وصل إلى ولاية بادن فورتمبرغ -جنوب غربي ألمانيا، وجمعية "المغرب" الثقافية في جنوبي شتوتغارت التي طلبت منحة قدرها 110 آلاف يورو لشراء منزلٍ وتحويله إلى مدرسةٍ لتعليم القرآن واللغة العربية بجانب المسجد و300 ألف يورو للترميم؛ وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 1.3 مليون يورو.
واعتبرت الصحيفة أن الأمر العجيب هو وجود كتاب بعنوان "الفتح الإسلامي لإسبانيا" على أحد رفوف المسجد. وتساءلت: أليست هذه شهادة على القرب لأيديولوجية الإخوان؟ فضلاً عن تضمن مكتبه المسجد كتب لمنظر جماعة الإخوان يوسف القرضاوي يدعو فيها إلى غزو أوروبا من خلال الدعوة إلى الإسلام.
وتصنف بعض مكاتب الحماية الدستورية في ألمانيا الإخوان المسلمين أكثر خطورة من الإرهابيين، حيث ذكر تقرير الحماية الدستورية لولاية بادن فورتمبرج أن الإخوان لم يسعوا إلى تحقيق أهدافهم بالقوة بل بـ "الولوج عبر المؤسسات". مما يُصعّب التعرّف على أنشطتهم.
ويرى المراقبون أن مسألة العمل الخيري من أخطر الوسائل لـتمويل الجماعات الإرهابية، وعمليات غسيل الأموال، وتمرير المال السياسي، والتغلغل والنفوذ بين شرائح المجتمع الفقيرة التي تمثل القاعدة الأكبر في الدول النامية، واستقطاب الرأي العام وكسب دعم فئات محددة وتحقيق النفوذ الناعم، ومن ثم كانت الجمعيات الخيرية من أهم الوسائل التي استخدمتها قطر للتمدد في العالم الإسلامي، وتنفيذ مخططاتها الإرهابية في العالم.