دلالات فشل أردوغان داخليا وخارجيا

الأربعاء 29/يوليو/2020 - 09:57 ص
طباعة دلالات فشل أردوغان حسام الحداد
 
تصاعدت في الأيام الخيرة حالة الهجوم على الديكتاتور العثمانلي أردوغان، ومشروعه الاستعماري سواء في شرق المتوسط أو في القارة الإفريقية، ليس هذا فقط بل حاول التدخل في دول البلقان، كل هذا في محاولة يائسة منه للتغطية على فشله الداخلي، ولأنه لا تحركة استراتيجية محكمة للنهوض ببلاده فتميزت سياسيته بالتخبط والعنصرية والتردد، وليس أدل على ذلك من توقف عمليات استكشاف الطاقة في شرق البحر المتوسط، بعد تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، حيث أعلن إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، الثلاثاء 28 يوليو 2020، أن بلاده قد توقف عمليات استكشاف الطاقة في شرق البحر المتوسط لبعض الوقت انتظارا لمحادثات مع اليونان، حيث تنازع أنقرة القضاء اليوناني بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز.
وأضاف قالين في مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك" التلفزيونية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان طلب تعليق العمليات كنهج بناء تجاه المفاوضات.
كما قال: "على الجميع مواصلة العمل على الجرف القارية الخاصة بهم والقيام بعمل مشترك في المناطق المتنازع عليها". وأضاف أنه يجب حل القضايا الثنائية مع اليونان من خلال الحوار بدلاً من التهديدات بشأن مسعى تركيا الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبها، ذكرت السلطات اليونانية أن تركيا خفضت عدد السفن البحرية في منطقة بشرق البحر المتوسط، مؤكدة أنها ستبقى على حالة تأهب في المتوسط.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس، الاثنين، إن تركيا تسحب السفن البحرية من المنطقة، مضيفا أن أثينا ما زالت مستعدة للدخول في مفاوضات مع تركيا "في إطار القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار".
هذا واندلعت التوترات في هذا النزاع طويل الأمد، الأسبوع الماضي، بين الحليفين في الناتو عندما أعلنت تركيا أنها تعتزم إرسال سفينة أبحاث جنوب جزر رودس وكارباثوس وكاستيلوريزو اليونانية.
في حين، واجهت هذه المبادرة انتقادا علنيا من قبل الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى، وظلت سفينة الأبحاث التركية "أوروتش رئيس" راسية قبالة ميناء أنطاليا جنوب شرق تركيا.
وتؤكد أثينا أن موقف تركيا يمثل انتهاكا للقانون الدولي. وتقول تركيا إن خطة مهمة الأبحاث ستظل سارية حتى 2 أغسطس/آب.
هذا وكانت اليونان قد طلبت مؤخراً خلال اجتماعين أوروبيين رفيعي المستوى بفرض عقوبات على تركيا، بينما دعت قبرص لرد أوروبي موحد على أنقرة.
وقال رئيس الحكومة اليونانية، كيرياكيس ميتسوتاكيس، في مداخلة مقتضبة حول التوتر في شرق المتوسط خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي المخصصة لخطة الإنعاش الأسبوع الماضي: "لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت على انتهاك تركيا سيادة دولتين عضوين في الاتحاد"، في إشارة لليونان وقبرص.
هذا جانب من تردد أردوغان ونظامه على المستوى الخارجي ومن جانب أخر تصاعدت حدة الهجوم على أردوغان بسبب "آيا صوفيا"، حيث شن رئيس حزب المستقبل التركى المعارض، أحمد داوود أوغلو، هجوما على نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، منتقدا ما اعتبره عنصرية النظام التركى الحاكم في افتتاح متحف آيا صوفيا للصلاة.
ووفقا لقناة تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أبدى أحمد داوود أوغلو استياءه من الرئيس التركي، موضحا أن النظام الحاكم هو الذي حدد لأول مرة في التاريخ الإسلامي من سيحضر الصلاة في بيت الله، ومن لن يدخل المسجد.
وقال أحمد داوود أوغلو حول مسجد آيا صوفيا الذي لم توجه له دعوة للصلاة فيه: "لأول مرة في تاريخ الإسلام، يتم حجز مسجد للنخبة"، كما تحدث عن ظلم الأكراد في تركيا، مؤكدًا أنه يؤيد التدريس باللغة الكردية، وتعليم اللغة سواء في المدارس أو المجتمع، من أجل تحقيق السلام المجتمعي والتضامن.
وعلى مستوى الداخل التركي فقد وصل الأتراك إلى الدرجة الأخيرة قبل الثورة الشعبية، وبدأوا يعلنون سخريتهم من فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إدارة البلاد داخليا وخارجيا.
وتخلى الأتراك عن خوفهم، وأطلقوا سخريتهم في صورة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رغم كل التضييق الذي يمارسه نظام رجب طيب أردوغان على حرية التعبير.
وعبر مواطن تركي عن سخريته من ارتفاع أسعار البيض بأكثر من 60% خلال أسبوع بتغريدة علي حسابه بـ"تويتر" قال فيها، "لا تلوموا حزب العدالة والتنمية، بل لوموا الدجاجة الخائنة التي وضعت حزب العدالة والتنمية في موقف صعب. فالدجاجات الخائنات قللت من إنتاج البيض".
وحسب جريدة "يني تشاغ" التركية، ارتفع سعر كرتونة البيض من 12 إلى 19 ليرة تركية خلال أسبوع واحد فقط.
وقالت الصحيفة التركية، إن الغلاء لا يتوقف بالرغم من وعود الحكومة، والمواطن التركي هو من يدفع الثمن، ونشرت الصحيفة قائمة بأسعار المنتجات قبل وبعد الزيادة، حيث تصدر البيض التركي أعلى المنتجات زيادة لهذا الأسبوع.
وهوت العملة التركية إلى 6.985 مقابل الدولار وهو أقل مستوى منذ 13 مايو/أيار، لكنها تعافت قليلا عند 6.875 بحلول الساعة 0807 بتوقيت جرينتش بتدخل البنوك، لكنها لم تعوض خسائرها الفادحة بعد.
وقالت وكالة رويترز، خلال موجة بيع نحو الساعة 1410 بتوقيت جرينتش الإثنين بعد إغلاق معظم التعاملات على الليرة في أوروبا، هوت العملة التركية إلى 6.985 مقابل الدولار لتظل داخل النطاق الضيق الذي تحركت فيه خلال الشهرين الماضيين.
وعلق رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل، علي الوضع المتردي للاقتصاد التركي قائلا، "لقد خسفوا بمكانة تركيا الأرض.. وكورونا ليس له علاقة بذلك أين ذهبت 110 مليارات ليرة؟"
ولا تحمل أخبار الاقتصاد التركي ما يسرّ كثيرا فيما يتعلق بالعجز في الموازنة، والذي سجل انهيارا كبيرا خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو الأكبر منذ عام 2002.
وكشف تقرير نشرته شبكة "دويتش فيله" الألمانية، أن متوسط سعر صرف الدولار مقابل الليرة خلال الشهر الجاري وصل إلى 6.85 ليرة، مقابل 4.73 ليرة للدولار في يوليو/تموز 2018 وهو التاريخ الذي تحولت فيه البلاد رسميًا للنظام الرئاسي.
وفقدت العملة المحلية، أكثر من 40% من قيمتها في عامين، وظلت تؤرق أردوغان، كونها تعد مثالا واضحا لفشل سياساته التي كبدت الاقتصاد التركي خسائر حادة.
وأشارت أحدث بيانات هيئة الإحصاء التركية بارتفاع نسبة التضخم في يونيو الماضي إلى 12.62%، وذكر موقع "تركيا الآن" الناطق بالعربية، أن أنقرة تحتل المرتبة الـ14 عالميا من حيث أعلى نسب التضخم من بين أزيد من 205 دولة.
وتعني النسبة، أن السوق التركية على الرغم من اعتبارها من البلدان ذات الدخل المتوسط، إلا أن غلاء أسعار السلع خاصة الأساسية منها، هو أمر غير طبيعي، ويجعل البلاد بيئة طاردة للاستثمار والإقامة بها، نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة على أراضيها.
وفي أكتوبر 2018، كانت تركيا سجلت نسبة تضخم تجاوزت 25% وهو ما دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة لتخفيض الطلب على الاستهلاك، وبالتالي خفض نسب التضخم، إلا أن النسب رغم تراجعها، لا تزال بعيدة عن المتوسط العالمي التي تبلغ 3%.

شارك