مركز حمد بن خليفة الحضاري.. ذراع قطر والإخوان لدعم التطرّف في الدنمارك وأوروبا

الخميس 30/يوليو/2020 - 11:25 ص
طباعة مركز حمد بن خليفة علي رجب
 

 

مع وصول  حمد بن خليفة الى حكم قطر بعد الانقلاب على والده خليفة آل ثاني في يوني 1995، بدأت العلاقات الاخوانية القطرية  تتخذ منحى اخر  من اللجوء والعمل في الدوحة خلال العقود الماضية إلى التحالف والتوحد من أجل السيطرة على الدول العربية وزعزعة استقرارها وكان قناة الجزيرة الذراع الاعلامي والسياسي والامني لهذه الجماعات،  فكان وصول انقلاب الاخوان على الدول العربية بعد احتجاجات 2011،  لم يكتفى بذلك بل استثمرت قطر تواجد الإخوان في أكثر من 85  دولة فكانت أوروبا من اهداف الاخوان وقطر لسيطرة على الاقليات المسلمة وايضا اختراق القرار الاوروبي والتأثير على صناعة الرأي العام الاوروبي بما يشبه تشكيل "لوبات" قطرية اخوانية تخدم على اهدافهم السياسية عبر الترويج لما تمثله الجماعة للاسلام المعتدل والتي أثبتت وثائق  وتقارير استخباراتية عكس ذلك وان الاخوان وقطر يدعمان الإرهاب والتطرف في القارة الأوروبية وان الاخوان  جماعة متطرفة، تمثل الفاشية الدينية.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت تحذيرات متنامية من دول أوروبية عدة من استغلال قطر تمويلها المساجد لنشر الإسلام السياسي والتطرف وتغلغل تنظيمات ارهابية كالقاعدة وداعش وتنظيمات شيعية متطرفة لها علاقة بقطر كتنظيم حزب الله بما يؤثر على من واستقرار الدول الأوبية.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة Berlinske الدنماركية، أن قطر وضعت يدها على"مركز حمد بن خليفة الحضاري" الذي يضم المسجد الكبير ومركز ثقافي في في روفسينجزجاد، في منطقة نوريبرو بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، بعد أن رفعت تمثيلها في مجلس إدارة صندوق كوبنهاجن، الذي يدير المركز.

و مركز حمد بن خليفة الحضاري، افتتح في يونيو2014، وأقيم تحت إشراف المكتب الهندسي الخاص على مساحة 5216 متراً مربعاً ومساحة البناء 6931 متراً مربعاً، ويتكون المركز الذي يديره المركز الإسلامي الدنماركي من مركز ثقافي، وجامع يتسع لأكثر من 1000 مصل من الرجال والطابق الثاني مخصص للنساء ويتسع لـ 500 مصلية.

يحتوي المركز على مسرح لأنشطته وقاعة للمؤتمرات، وقاعات دراسية، ومدرسة، وقد تم تخصيص 200 متر مربع من المساحة لمحلات تجارية ليكون ريعها الوقفي لتمويل المركز.

وفي يونيو 2020 أعلن مركز حمد بن خليفة الحضاري في كوبنهاجن عن تعديل مجلس إدارة الصندوق  KSF ” حيث يتألف من تسعة أعضاء خمسة منهم قطريين غير مقيمين في الدنمارك ، وذلك بعد كشف صحيفة “Berlinske” بيانات مفادها بأن المركز يواجه مشاكل تنظيمية وإدارية بحيث أن المجلس الجديد يضم 5 اعضاء قطريين بينهم خالد شاهين الغانم ” مدير الاوقاف السابق بقطر” بعد ان كانوا 3 .

وبحسب تقارير صحيفة إن مشاركة سفيان محمد المراغي، المستشار القانوني للمكتب الهندسي، في اجتماعات الوقف، بناء على تعليمات من رئاسة المكتب القطري، كما تم تكليفه بعضوية أمانة مجلس الأمناء لوقف كوبنهاجن الكبير، مع أعضاء آخرين من المكتب هم:  محمد بن مطلق القحطاني، نائب رئيس المكتب، وعبدالمنعم زاهر، مسؤول قسم المشاريع، وناصر راشد النعيمي، المدير العام، وعبدالرحمن زايد النعيمي، مساعد مدير الشؤون الفنية.

ووفق الصحيفة الدنماركية، فإن هناك غضبا وانتقادات في الأوساط الدنماركية بعد سيطرة قطر على المركز، ومخاوف من استغلاله في الترويج لأجندة متطرفة، وفكر الإخوان الإرهابي.

تأتي المخاوف الدنماركية، بالتزامن مع صدور تقرير برلماني هولندي حذر من التمويل المستمر من منظمات قطرية وتركية للمراكز الدينية والمساجد، لافتا إلى أن الهدف تعزيز نفوذ الدوحة وأنقرة وجماعة الإخوان على تلك المراكز.

التحذير الهولندي جاء بعد قيام منظمة على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابي بالبدء في أعمال بناء مركز إسلامي كبير في منطقة أرجاو السويسرية على الحدود مع ألمانيا، بعد تلقي تمويلات من قطر وتركيا.

كذلك جاء بعد من اتهام نخب فرنسية دولة قطر بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة، تخدم الإسلام السياسي في البلاد، فيما طالب مشرعون فرنسيون الحكومة، بحظر تنظيم "الإخوان" والتدقيق أكثر في مسار الأموال الأجنبية.

وقد أفاد المحلل ليني كوهل بيرلينجسكي أن الاستيلاء على مجلس إدارة المؤسسة لا يرتبط بالضرورة بالدين بل بنيّة قطر لتأمين استثمارها. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن مركز حمد بن خليفة للحضارة مركز ديني ومتطرف بشكل واضح حسب بعض الخبراء. على سبيل المثال، قام الإمام أبو بلال، الذي أدين بالدعوة إلى قتل اليهود، بإلقاء الخطبة عدة مرات في هذا المركز الديني. وعندما نُشر هذا الخبر في فبراير، قال ممثلو المسجد الكبير إن أبو بلال لا يعتبر عنصراً متطرفاً.

صحيفة Berlinske الدنماركية، أوضحت أن قطر سيطرت على المركز بعد صراع على السلطة في أروقة مجلس إدارة الصندوق الذي يديره، حيث كان 3 من أعضاء المجلس يرفضون النفوذ القطري المتزايد، وتمت الاطاحة بهم.

تعديل  مجلس إدارة صندوق مركز حمد بن خليفة الحضاري، يجعل المركز خاضعا للمصالح القطرية على حد تعبير الصحيفة و السياسيين الدنماركيين. اذ جمع المركز تبرعات وصلت الى 227 مليون كرون دنماركي اي ما يعادل 34 مليون دولار امريكي وهو ما اثار المخاوف الدنماركية لسعي قطر الترويج لفكر الاخوان و التطرف في الدنمارك.

ووفق الصحيفة، فإن هناك غضبا وانتقادات في الأوساط الدنماركية بعد سيطرة قطر على المركز، ومخاوف من استغلاله في الترويج لأجندة متطرفة، وفكر الإخوان الإرهابي.

المخاوف الدنماركية جاءت مع بعد قيام مؤسسة قطر الخيرية الخيرية ومقرها قطر ، والمرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين والمصنفة كتنظيم ارهابي على قوائم التحالف الرباعي"مصر، السعودية، الامارات، البحري" ، قد تبرعت بأموال لمدرسة مجانية في آرهوس ، و DF Education وعمدة البلدية ينس هنريك ثوليسن دال ، وطرحوا أسئلة حول حالة الأجانب على وزير الاندماج الدنماركي ، ماتياس تسفاي.

المنظّمة غير الحكومية التي تأسّست عام 1992 في قطر والمنتشرة في أكثر من 70 دولة من أجل "مساعدة الأطفال ضحايا الأزمات والكوارث قبل أن تتوسّع مجالات عمل قطر الخيرية لتشمل قطاعات إنسانية وإنمائية متنوعة"، وفق موقعها الإلكتروني، دفعت أكثر من 120 مليون يورو لتمويل 140 مشروعاً تابعاً لجمعيات قريبة من الإخوان المسلمين في أوروبا تركز معظهما في بعض الدول، إذ شملت 47 مشروعاً في إيطاليا و22 في فرنسا و11 مشروعاً في كل من إسبانيا وبريطانيا وعشرة مشاريع في ألمانيا، مثلما ما أظهرت آلاف الوثائق السرية والتحويلات المصرفية والرسائل الإلكترونية (email) قدّمها مخبر لقناة "آرتي" في ملف في أواخر العام 2016.

كذلك التبرعات من قطر إلى المسجد الكبير في كوبنهاجن، اثارت قلقا كبيرا بين السياسيين في البرلمان الدنماركي حول التأثير المحتمل للتطرف الإسلامي في المجتمع الدنماركي.

وتماشيا مع ذلك، أعربت المتحدثة باسم حزب الشعب الدنماركي، بيا كجورسجارد، “عن قلقها من تنامي التحركات القطرية  في بلدها، بما في ذلك التمويل، الذي يصيب الشعب الدنماركي بالذعر“.

ايضا بعض أعضاء مجلس الإدارة الذي يحكم الصندوق الذي يسيطر على المؤسسة الدينية يعيشون في قطر، وهو ما انتقده النائب الاسكندنافي: “إذا جلست على طاولة مسجد في الدنمارك، لكنك تعيش في قطر في الوقت نفسه، فمن الواضح ما هي المصالح التي تحاول حمايتها، لكنها بكل تأكيد ليست مصالح الدنمارك”.

ورد وزير الاندماج الدنماركي ، ماتياس تسفاي، قائلا "تعتبر الحكومة أن الأمر خطير للغاية إذا حاولت قوى ذات رؤية من العصور الوسطى للديمقراطية والحرية والمساواة من خلال التبرعات الاقتصادية كسب النفوذ في الدنمارك. وهو أمر خطير وهو يعتبر محاولات مشبوهة من قطر لنشر الفكر المتطرف في أوروبا. التأثير الذي يمكن أن يساعد على تقويض الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان".

كريستيان شينو وجورج مالبرونو؛ اللذان نشرا مؤخرًا تحقيقهما المتعمق حول تمويل قطر لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، بعنوان “أوراق قطر“، حقَّقا في أنشطة قطر ومؤسسة قطر الخيرية؛ في إيطاليا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وكوسوفو وبريطانيا، وفرنسا1، وعلى حد تعبيرهما، أُصيبا بالذهول مما اكتشفاه2.

من الممكن الحد من السلوكيات القطرية الإشكالية، كما رأينا مع الضغوط القوية المتنامية التي تمارسها دول مجلس التعاون الخليجي منذ منتصف عام 2017، التي كبحت جماح المغامرة القطرية في أماكن مثل ليبيا وسوريا. وعلى نحو مماثل، فإن رد الفعل السلمي، ولكن الحازم من قبل الدنمارك، على تدخل قطر في شؤونها الداخلية، يمثل نموذجًا ينبغي على أكثر من دولة أوروبية أن تحذو حذوه الآن.

 

 

 

 

شارك