تمرد حراس الدين على السفر إلى ليبيا يفضح إدراة تركيا للإرهاب في الدول العربية

الجمعة 31/يوليو/2020 - 11:40 ص
طباعة تمرد حراس الدين على علي رجب
 
كشفت واقعت تمرد تنظيم "حراس الدين" الموالي للقاعدة الارهابي، على اوامر الاستخبارات التركية  بالسفر إلى ليبيا للقتال الى جانب ميليشيات طرابلس، العلاقات المتشعبة والقوية بين حكومة رجب طيب أردوغان والنظام القطري، والجماعات الارهابية في سوريا والعالم.
نفذت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً بقيادة الارهابي المطلوب امريكيا أبو محمد الجولاني) المدعومة من تركيا وقطر، الأربعاء 29 يوليو، حملة اعتقالات طالت عناصر منضوية ضمن تنظيم "حراس الدين" لرفضهم السفر للقتال إلى جانب فصائل حكومة الوفاق في ليبيا، ضد الجيش الوطني الليبي، تنفيذاً لأوامر تركيا.
وحاصر إرهابي هيئة تحرير الشام، منزل أبي عمر منهج في عرب سعيد، القيادي في "حراس الدين" وبعد مواجهة غير دموية امتدت ٤٨ ساعة، اعتقلت الهيئة أخويه فاضطر لتسليم نفسه. وأبو عمر منهج كان انشق عن الهيئة، وكان في صلب الاشتباك مع الحراس في رمضان في مسألة الاحتطاب التي ساهم في حلّها أبو القسام الأردني.
كما اتهم معارضو الهيئة أمنييها بالإجهاز على أبي أحمد الرقاوي، نائب أبي القسام الأردني الذي قتل في غارة للتحالف مطلع الشهر. الرقاوي أصيب في الاشتباكات الأخيرة مع الهيئة ونُقل إلى مشفى إدلب حيث توفي/ أو قٌتل هناك.
كذلك قٌتل عزام الديري القيادي في الحراس في هجوم غامض على طريق بنّش. حساب مزمجر الثورة السورية علّق بأن من لا يصله التحالف تصله الهيئة.
وهاجمت الهيئة سجناً للحراس وأطلقوا سراح خالد مدللة المتهم بالتخابر في قضية أبي خديجة الأردني القيادي في الحارس الذي اغتاله التحالف أواخر العام الماضي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن تحرير الشام اعتقلت فضل الليبي "أمير جيش الساحل" ضمن تنظيم حراس الدين المتطرف، مع 5 عناصر على الأقل جميعهم من جنسيات أجنبية، لرفضهم الخروج من سوريا والسفر للقتال في ليبيا تنفيذاً لأوامر تركية.
ويذكر أن جيش الساحل المنضوي ضمن حراس الدين، ينشط في جبال الساحل السوري، ويبلغ تعداد عناصره نحو 300. كما أن فضل الليبي متواجد في سوريا منذ العام 2013.
وقبل يومين استكملت هيئة تحرير الشام انتشارها ضمن مواقع ونقاط "حراس الدين" وفصائل متطرفة حليفة له بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من انسحاب حراس الدين من المنطقة، حيث جرى سحب جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بالإضافة لانسحاب جميع العناصر، فيما لم يعرف حتى اللحظة وجهة المنسحبين.
ووفقاً لمعلومات المرصد فإن عملية الانسحاب تلك، جاءت بأوامر من المخابرات التركية لهيئة تحرير الشام، بعد أن هدد الروس بفتح معركة هناك.
و تأسس تنظيم "حراس الدين" في أواخر فبراير عام 2018، بعد أن تفكك الفرع الأصلي لتنظيم "القاعدة" ، حيث اندمجت سبع مجموعات متشددة في إدلب ومحيطها ،وشكلت جسم عسكري واحد سُمي بـ "تنظيم حراس الدين"، انضمت إليه 10 تشكيلات أخرى كانت أغلبها تجمعات محلية صغيرة أو منشقة من فصائل أخرى، وتتسم كل الفصائل المنضوية للتشكيل الجديد بعلاقات مباشرة أو غير مباشرة مع تنظيم القاعدة. وهو أمر ساهم في اعتبار التنظيم الجديد أحد مكونات تنظيم القاعدة التي تُعرف بولائها لزعيم التنظيم أيمن الظواهري. 
ويقدر عدد اهرابي "حراس الدين" بنحو 6 آلاف مقاتل منهم 3500 مقاتل غير عرب "أجانب"، وتضم التشكيل عدة شخصيات ارهابية ، بمن فيهم القائد الأكبر خالد العاروري (الملقب بأبو القاسم الأردني) وأعضاء مجلس الشورى سمير حجازي (الملقب بأبو همام الشامي أو فاروق السوري) وسامي العريدي (الملقب بأبو محمود الشام) وبلال خريسات (الملقب بأبو خديجة الأردني) وفرج أحمد النعنع وأبو عبد الكريم المصري.
تزعم التنظيم منذ الإعلان سمير حجازي الملقب بأبو همَّام الشامي، بينما تولى قيادته العسكرية أبو همَّام الأردني. أمّا أبرز علمائه الشرعيين فهُما الأردنيان سامي العريدي وأبو جليبيب الأردني. كما يضم العديد من "الشخصيات الجهادية" مثل أبو بصير البريطاني وأبو أنس السعودي وحسين الكردي وأسماء أخرى معروفة في المشهد الجهادي ومعروفة بولائها لتنظيم القاعدة.
خريطة انتشار التنظيم

يتواجد تنظيم حراس الدين وينتشر بشكل مُكثف وقوي في 14 نقطة (قرية/بلدة) في مناطق سيطرة المعارضة بإدلب، 14 موقع من أصل 206 موقع تحت سيطرة الجبهة الوطنية أو الهيئة أي يعني 7٪ من النسبة الكاملة لسيطرة المعارضة، وغالبية تلك المواقع متواجدة في الجنوبي الغربي مما تبقى للمعارضة في المنطقة (انظر الخريطة أدناه)، وتجدر الاشارة هنا إلى أنه لا يمكن توصيف تواجدهم في تلك المناطق بالسيطرة بحكم ديناميات عملهم فهم يعتمدون على التحرك السريع والانتشار المؤقت في مواقع أخرى ولفترة قصيرة جداً من أجل تحقيق أهداف معينة، من الممكن وصف هذا الانتشار (بالانتشار الطيار) والذي حصل 9 مرات منذ تشكيل التنظيم وكان غالباً يترافق بعمليات خطف أو اغتيالات في المنطقة.
 
تنظيم إرهابي:

وفي سبتمبر 2019 صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية رسمياً تنظيم "حراس الدين" كمنظمة إرهابية أجنبية وعرضت مبلغاً مالياً في إطار برنامج "المكافآت من أجل العدالة" لقاء معلومات عن ثلاثة من قادتها. وتُعتبر الجماعة الفرع الرسمي لتنظيم "القاعدة" في سوريا، وهو الدور الذي اضطلعت به بعد أن نأت "هيئة تحرير الشام" بنفسها علناً عن منظمتها الأم الأساسية
يرى مراقبون أن المواجهات التي اندعت بين هيئة تحرير الشام الارهابية وحراس الدين الارهابي، يفضح التعاون والتنسيق بين تركيا والجماعات الارهابية في المنطقة، مما يلزم تحرك دولي لمعاقبة تركيا على دعمها للارهاب وزعزعة استقرار الدول في منطقة الشرق الاوسط.







شارك