هدنة وإطلاق سراح السجناء هل يعيدان حكومة غني وحركة طالبان لطاولة المفاوضات؟

الجمعة 31/يوليو/2020 - 12:25 م
طباعة هدنة وإطلاق سراح علي رجب
 

في إطار محاولة التهدئة والهدنة الهشة، لاعادة الاستقرار في أفغانستان،  أصدر الرئيس الأفغاني، أشرف غني اليوم الجمعة أمرا بإطلاق سراح عدد إضافي وهو 500 من سجناء حركة طالبان، كبادرة حسن نية ردا على وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة طالبان خلال عيد الأضحى.

وخلال خطاب متلفز، قال غني إنه أطلق الآن سراح 4600 سجين من طالبان من أصل خمسة آلاف سجين تعهد بإطلاق سراحهم في اتفاق تم التوقيع عليه مع الولايات المتحدة وطالبان في فبراير الماضي.

غير أن غني ذكر أنه ليس لديه "أي سلطة" بموجب دستور البلاد لإطلاق سراح النزلاء الباقين وهم 400 المدرجين على قائمة طالبان بسبب تورطهم في جرائم خطيرة.

وتابع أنه سيجري اتصالا قريبا مع مجلس شيوخ القبائل "لويا جيرجا" لاتخاذ قرار بشأن مصيرهم.

وفي المقابل، دعا الرئيس الأفغاني مسلحي طالبان، الذين يقاتلون للإطاحة بحكومته لدخول محادثات سلام في أقرب وقت ممكن،مضيفا "مصير السجناء المتبقين سيتم مناقشته واتخاذ قرار بشأنه خلال المفاوضات".

وقالت حركة طالبان إنها أطلقت سراح جميع السجناء الألف التي تعهدت بإطلاق سراحهم مع الولايات المتحدة.

طالبان قد أعلنت عن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الأضحى، بدءا من اليوم الجمعة. من جانبها ،أعلنت الحكومة عن وقف اطلاق مماثل.

لكن قبل ساعات فقط من سريان وقف إطلاق النار وقعت تفجيرات في عاصمتي إقليمين أفغانيين، مما أسفر عن مقتل حوالي مئة شخص من بينهم مدنيون.

في الوقت نفسه، كشف تقرير رسمي أمريكي نشر الجمعة أن العنف في أفغانستان يبقى مرتفعا بشكل غير معتاد رغم مفاوضات السلام مع طالبان، لافتا إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين في الفصل الثاني من العام الجاري.

وأفاد مكتب المفتش العام الخاص لاعادة إعمار افغانستان (سيجار) التابع للكونجرس أن "الهجمات التي أطلقها العدو تبقى أعلى بكثير من المعدل التاريخي" الذي سجل من الأول من أبريل الى 30 يونيو.

ولم تشن حركة طالبان أي هجوم على قوات التحالف الدولي لكنها هاجمت الجيش الأفغاني في عدة مناطق كما أوضح مكتب المفتش العام الذي لا يملك حق نشر عدد هجمات طالبان منذ أن وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع المتمردين الأفغان في 29 فبراير في الدوحة.

ونقلا عن معلومات من الحكومة الأفغانية، أوضح التقرير أن الاسبوع الممتد من 14 الى 21 يونيو "كان الأكثر دموية منذ 19 عاما" مع 422 هجوما ضد الجيش الأفغاني في 32 ولاية ما أدى الى سقوط 291 قتيلا و550 جريحا.

 

 

وأشار التقرير الى وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعتبر أن "حركة طالبان تعتمد معيارا في استخدام العنف يؤدي إلى ترهيب وإضعاف الجيش والحكومة الافغانيين، لكن يبقى على مستوى تعتبره متوافقا مع الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة، على الأرجح لتشجيع انسحاب أميركي وخلق ظروف تكون مؤاتية لهم" بعد هذا الانسحاب.

 

وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان في 10 مارس لكن تم تجاوز هذا الموعد بسبب البطء في عملية تبادل السجناء التي تشترط طالبان استكمالها قبل ذلك.

وألمح الرئيس الأفغاني وطالبان إلى أن محادثات السلام قد تبدأ بعد عيد الأضحى.

هل تعيد هدنة العيد واطلاق سراح السجناء الفرقاء في أفغانستان إلى طاولة المفاوضات وبدأ الاستقرار في البلادن التي تعاني من ثمانينات القرن الماضي.

 

شارك