اغتيال شيوخ عشائر دير الزور.. هل تحرك تركيا داعش لاستهداف الشرق السوري؟
الأربعاء 05/أغسطس/2020 - 12:25 م
طباعة
علي رجب
عاد الارهاب يطل برأسه في دير الزور السورية ويستهف عشائر المحافظة، في مخطط لضرب الترابط بين العشائر العربية والكرد، فيما تشير المؤشرات إلى دور تركيا ومادواتها الارهابية كداعش في الوقوف وراء عمليات اغتيال التي تستهدف شيوخ العشائر العربية، في محافظة دير الزور.
وخرج أهالي دير الزور في تظاهرات حاشدة تنديدا باغتيال شيخ عشيرة “البكارة”، علي الويس، وشيخ عشيرة “العكيدات”، مطشر الهفل، برصاص مجهولين.
وطالب الأهالي بالكشف عن منفذي اغتيال الشيخ امطشر الحمود الجدعان الهفل، وسط توتر الاوضاع بين الأهالي و قوى الأمن الداخلي في مناطق سيطرة " قسد " بمحافظة دير الزور.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه رصد توجهاً جديداً في نشاط خلايا تنظيم «داعش»، وهو استهداف وجهاء وشيوخ عشائر شرق سوريا. إذ عمد مسلحون، أمس، إلى استهداف سيارة يستقلها وجهاء من عشيرة «العكيدات» بالأسلحة الرشاشة، عند أطراف قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي، مما أدى لمقتل السائق وخال شيخ عشيرة العكيدات بالإضافة لإصابة شقيق شيخ العشيرة بجراح. ولفت المرصد أن الاستهداف جرى ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، بينما جرى إسعاف المصابين إلى مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام السوري وحلفائه.
وكان «مختار» قرية الدحلة بريف دير الزور، قد قتل جراء إطلاق النار من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية، أثناء ذهابه إلى المسجد فجر الجمعة الماضية، والقتيل يعد أيضاً أحد وجهاء عشيرة البكارة.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، وثق المرصد عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا ضمن 4 محافظات، هي حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة «منبج» في شمال شرقي محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ليرتفع العدد إلى 551 شخصاً.
ورصد «المرصد السوري» سابقاً، اغتيال خلايا مسلحة لـ187 مدنياً، بينهم 14 طفلاً و8 نساء في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 360 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليون في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي.
ونفت قوى الأمن الداخلي في مناطق سيطرة " قسد " بمحافظة دير الزور، علاقتها بعمليات الاغتيالات محملة خلايا تنظيم داعش والميليشيات في عفرين والمناطقة الخاضعةتحت الاحتلال التركي بالوقوف وراء عمليات الاغتيالات الغامضة لضرب العلاقات بين قوات "قسد" والمكون العربي.
واكدت قوى الأمن الداخلي في مناطق سيطرة " قسد " أن التحقيقات لا تزال جارية بخصوص الاغتيالات التي طالت رموزاً وشيوخاً بريف دير الزور الشرقي، وتعهدت بتقديم الجناة للعدالة بأسرع وقت ممكن ، وحمل الأمن الداخلي من وصفها بـ"فلول تنظيم داعش وجهات داعمة للإرهاب" بتنفيذ عمليات اغتيال طالت رموز وشيوخ ووجهاء في دير الزور بالفترة الأخيرة ، و أن النتائج الإيجابية لعملية "ردع الإرهاب" الأخيرة "أثارت استياء العديد من الأطراف على الأرض"، دون تسميتها، واتهمها بـ"العمل دائما على زعزعة الأمن وإثارة الفتن حسب البيان .
وقالت قوى الأمن الداخلي في مناطق سيطرة " قسد " إنه في :"الوقت الذي تقوم فيه قوات سوريا الديمقراطية بالمرحلة الثانية لعملية ردع الإرهاب في دير الزور ،لاجتثاث خلايا داعش ومن يقف ورائها من معتنقي أجندات تابعة لعدة جهات تعادي مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ،القائم على أخوة الشعوب والتعايش المشترك بين جميع المكونات من عرب وكرد وسريان وباقي المكونات الأخرى ، والتي أدت لأعتقال العديد من أعضاء هذه الخلايا، عمدت هذه الأيادي الإرهابية التي تحركها أجندات استخباراتية وأمنية لاستهداف السيارة التي تقل شيخ أبرز العشائر العربية في دير الزور ،الشيخ ابراهيم خليل جدعان الهفل، شيخ عشيرة العكيدات ، مما أدى لاستشهاد الشيخ امطشر حمود جدعان الهفل الذي كان يرافقه بذات السيارة وسائقهم ، وإصابة الشيخ ابراهيم الهفل في حين لاذ الارهابيون بالفرار.
وأضافت إن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي تتقدم فيه بخالص العزاء لأهلنا من عشيرة العكيدات الأصيلة ،ولعائلة الهفل الأكارم باستشهاد الشيخ امطشر الهفل وتمنياتنا بالصحة والسلامة،للشيخ ابراهيم الهفل شيخ عشيرة العقيدات ، فإنها تدين وتستنكر هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف أرواح السوريين لتحقيق غايات وأجندات خبيثة، تبتغي من ورائها خلق الفتنة مابين المكونات، ومسارعة بعض الجهات المعادية لمشروع الإدارة الذاتية تلك الجهات التي لاتزال تعبث وتستنزف دماء السوريين لخلط الأوراق ومحاولة لصق الإتهام بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية .
وشدت على أن هذه الأعمال الجبانة ليست بجديدة ،فقد عمدت هذه الأيادي السوداء المأجورة لاستخدام هذا الأسلوب عدة مرات في الرقة من خلال استهداف أحد رموز عشيرة العفادلة الشيخ بشير فيصل الهويدي ،وشيخ عشيرة البوعساف الشيخ عبيد الخلف الحسان، والآن في دير الزور من خلال استهداف الرموز العشائرية والشخصيات الوطنية البارزة ، إلا أن حالة الوعي والتعايش المشترك الذي يتمتع بها جميع أبناء ومكونات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أفشلت وستفشل كل هذه المخططات الخبيثة ومن يقف ورائها.
ولم تكن هذه الاغتيالات الأولى من نوعها، إذ اغتيل عام 2019 الشيخ بشير الهودي وعبيد الخلف.
يرى مراقبون ان عودة اغتيالات شيوخ عشائر ديرالزور، تقف ورائها الاستخبارات التركية في ظل استقرار الوضع الأمني في المناطق الخاضة تحت سيطرة الادارة الذاتية الكردية فيما تشهد مناطق التي تسيطر عليها تركيا فلتان أمني وصراع قوي بين ميليشيات أردوغان على النفوذ والثروات.
وأوضح المراقبون ان توقيت الاغتيال يتزامن ايضا مع الاتفاقية النفطية بين الادارة الذاتية والولايات المتحدة الامريكية وهي الاتفاقية التي رفضتها الحكومة التركية واعتبرته تدعما امريكا للأكراد.
وحذر المراقبون من عودة داعش في سوريا ومناطق دير الزور والمناطق النفطية في الشرق السوري، بمخطط وتعليمات تركية لاستهداف الاداراة الذاتية واعطاء مبرر لتغول تركيا والسيطرة على حقول النفط في الشرق السوري.