تفجير بيروت يلفت الأنظار لمخازن أسلحة مليشيات الملالي بالعراق
الخميس 06/أغسطس/2020 - 09:52 ص
طباعة
روبير الفارس
في ظل حالة الكارثة التي نجمت عن تفجيرات بيروت
دعا السياسي العراقي مثال الالوسي الحكومة الى طرد مليشيات الملالي ومخازن اسلحتها المريبة من الاحياء السكنية مشيرا الى ان هذا الامر يعتبر ضرورة ملحة لحماية المدنيين.
وذكر الالوسي في تغريدة بـ " تويتر" فخامة رئيس الجمهورية ، سيادة رئيس مجلس النواب دولة رئيس الوزراء معالي وزير الدفاع معالي وزير الداخلية ، طرد المليشيات ومخازن اسلحتها المريبة من الاحياء السكنية ضرورة ملحة لحماية المدنيين العراقيين من خطورة أسلحة المليشيات المشبوهة.و
تصدرت الانفجارات الهائلة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت أمس جميع الصفحات الرئيسية للصحف العالمية ، والتي ركزت على الأسباب المحتملة للانفجارات، وتوابع المأساة على لبنان الذي يعاني بشدة من أزمة اقتصادية طاحنة.
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن الانفجارات الضخمة التي وقعت في ميناء بيروت أمس أثارت الرعب أولا، وتبع ذلك التكهنات بعد أن رصدت عدسات المصورين سحابة بيضاء غريبة خيمت على سماء العاصمة اللبنانية، حيث أشار البعض على شبكة الإنترنت إلى أن ما حدث يشبه الانفجار النووي.
وأضافت: ”ولكن التوافق الحالي بين خبراء الأسلحة والمسؤولين اللبنانيين يشير إلى أن الانفجارات ربما وقعت نتيجة احتراق مواد كيميائية كانت مخزنة في مستودع“.
ونقلت عن خبير مراقبة الأسلحة وأستاذ الدراسات الدولية في معهد ”ميدلبيري“ في مونتيري، جيفري لويس، قوله: ”الناس الذين لم يعتادوا على رؤية الانفجارات ربما يخلطون بين السحب البيضاء السريعة الانتشار وموجات الانفجار الكروية، بوصفها نووية، ولكن بعض الأشياء التي نربطها بالانفجارات النووية ترتبط بالانفجارات دون تحديد طبيعتها سواء أكانت نووية أم لا“.
وأضاف لويس أن هناك العديد من الأمور التي يمكن استخلاصها من الفيديوهات، ومن بينها تلك الفيديوهات التي تم تصويرها للانفجارات الأولى قبل حدوث الانفجارات الهائلة التالية، والتي ربما حدثت نتيجة اشتعال النيران في مخزن للذخائر.
الصدمة واليأس ونظريات المؤامرة في لبنان
وفي السياق نفسه، وتحت عنوان ”اللعنات تحل علينا“، قالت صحيفة ”جارديان“ البريطانية إن الصدمة واليأس هيمنا على مشاعر المواطنين اللبنانيين في المدينة المدمرة، في أعقاب الانفجارات الهائلة التي ضربت العاصمة أمس، والتي وصلت آثارها المدمرة إلى مسافة 4 كيلومترات من موقع الانفجارات.
وأضافت: ”المرة الأخيرة التي شهد فيها لبنان انفجارا مدويا يقترب من هذا الحجم كانت في عام 2005، في عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في انفجار سيارة مفخخة“.
”نحن ملعونون، حتى إذا كان ذلك حادثا، فإن هذا آخر شيء يمكننا تحمله“، بحسب مواطن لبناني في العشرينيات من عمره.
ونقلت عن صبحي الشاطر – وهو مواطن لبناني كان يقوم بإزالة الحطام من أمام منزل الرئيس السابق لشركة نيسان، كارلوس غصن – قوله: ”لا يوجد شيء يحدث هنا من دون سبب، يمكن أن تكون هذه رسالة للجميع كي يتراجعوا“.
وقال مواطن آخر كان يحاول الاتصال هاتفيا بأصدقائه بعد الانفجارات: ”هل كان ذلك مركزا لتخزين الأسلحة؟ هل ضربه الإسرائيليون؟ كان هناك انفجار صغير، تبعه آخر كبير، ما هو السبب وراء الانفجار الأول؟“.
وأضافت الصحيفة البريطانية: ”انتشرت الشائعات والدسائس بسرعة انتشار الموجات الانفجارية، ولكن بحلول المساء، كشف المدير العام للأمن العام في لبنان، اللواء عباس إبراهيم، حقيقة الألعاب النارية، وألقى باللوم على حادث صناعي في أحد المستودعات، كان يحتوي على مواد كيميائية سريعة الاشتعال“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الروايات الرسمية للانفجارات لم تكن مقنعة للجميع، حيث قال شاب في الثلاثينيات من عمره: ”هذا أمر غير مسبوق في تاريخ لبنان، لقد كان هناك انصهار نووي، وأعتقد أنه كانت هناك الكثير من المتفجرات العسكرية التي انفجرت، هل سيكون المسؤولون صادقين حيال ذلك؟ أشك“.
ما هو تأثير انفجارات بيروت على حزب الله وإيران؟
من جانبها، قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية إن أصابع الاتهام توجهت إلى إسرائيل بعد الانفجارات الهائلة التي ضربت بيروت أمس، وصاحب ذلك تفسيرات تشير إلى الحملة التي تشنها إسرائيل ضد إيران. وأشار مثقفون لبنانيون إلى الحرائق التي ضربت سفنا إيرانية أمام ميناء بوشهر، منذ أسابيع قليلة، بالإضافة إلى حرائق أخرى اندلعت في إيران.
وأضافت: ”بعض الألغاز الأخرى التي سيتعين على المسؤولين اللبنانيين كشفها تنصب على ملكية المستودع الذي وقع فيه الانفجار، وطبيعة المواد السريعة الاشتعال التي كان يحتوي عليها، وما إذا كانت هناك مواد أخرى قابلة للاشتعال في الميناء، والأحياء السكنية، أو مناطق حساسة أخرى“.
ومضت تقول: ”الإجابة عن السؤال الأخير ربما يكون لها عواقب مهمة ليس فقط على الطريقة التي يعمل من خلالها حزب الله في لبنان، ولكن أيضا على المعركة السياسية المشتعلة حاليا حول الأزمات الاقتصادية والصحية التي نتجت عن تفشي فيروس كورونا المستجد“.
وتابعت: ”حتى بعد الكشف عن أن الانفجارات وقعت نتيجة حادث عرضي وليس هجوما متعمدا، فإن حجم الخراب الواسع، وعدد الضحايا الكبير سواء القتلى أو الجرحى، سيثير تساؤلات حول مستودع الذخائر، والصواريخ والأسلحة في المناطق السكنية“.
وأردفت: ”يعلم اللبنانيون جيدا خريطة قواعد ومستودعات صواريخ حزب الله، حيث تشير إليها وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، أي شخص يعيش إلى جوارها يعلم الخطر الكامن نتيجة احتمال وقوع حادث عرضي أو هجوم إسرائيلي. الانفجارات في الميناء تجعل من هذا التهديد أكثر واقعية“.
وعلقت قائلة: ”ولكن تفكيك وتحييد تلك المستودعات أو إبعادها عن المناطق السكنية أمر حساس للغاية على الصعيد السياسي، لأن هذا يعني نزع أسلحة ”المقاومة اللبنانية“، ويحرم الدولة من أي قوة قادرة على ردع إسرائيل. وامتنعت القيادة السياسية اللبنانية عن المطالبة بنزع أسلحة حزب الله بصورة مباشرة، حتى في ظل الطبيعة العسكرية للحزب، وتصنيفه من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية منظمة إرهابية، وهو ما يقوض قدرة لبنان في الحصول على مساعدات مالية أو قروض من صندوق النقد الدولي، لإخراج الدولة من أزمتها المالية“.
واستطردت: ”خلال الأيام المقبلة فإنه من المتوقع أن تحاول الحكومة وحزب الله إثبات أنهما القوة العظمى في الدولة، وستحاول الحكومة فحص جميع المستودعات التي يمكن أن تمثل خطورة محتملة، دون أن تتعهد بإزالتها، حتى تتجنب المواجهة مع حزب الله.. حتى وإن كان الأمر نتج عن حادث، فإن انفجارا بمثل هذه القوة في الميناء الرئيسي في لبنان يبعث برسالة تحذير إلى إيران، التي قالت منذ شهر إنها سترسل سفنا وناقلات نفط إلى لبنان“.
يذكر أن إيران تقوم بإمداد للمليشيات في العراق بأسلحة وذخيرة قد تودي الي نفس ما حدث في بيروت.