ارهاب قطروتركيا.. الشباب تواصل استنزاف الجيش الصومالي
الخميس 06/أغسطس/2020 - 02:30 م
طباعة
علي رجب
يدفع الصومال الثمن من أروح أبناء واستقرار أمنه، بعد سيطرة رجل قطر "فهد الياسين" على وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية، في عدم استقرار امني وسياسي، واغتيالات لقيادات امنية وشويخ عشائر.
ونتيجة لسيطرة قطر عبر فهد ياسين مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية، على الاجهز لامنية واتهامات باختراق حركة الشباب الارهابية ، فقد لقي 5 جنود من بينهم قائد الفوج 8 من الفرقة 60 من الجيش الصومالي محمد إسحاق مصرعهم في قتال عنيف دار اليوم الأربعاء بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي حركة الشباب في منطقة دينوناي التي تبعد نحو 26 كم من بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال المؤقتة.
وأشارت التقارير الواردة إلى أن مقاتلي حركة الشباب الذين شنوا هجوما علي قاعدة للقوات الصومالية في المنطقة تمكنو من السيطرة عليها لفترة وجيزة بعد الاشتباكات مع القوات الحكومية التي كانت متمركزة في القاعدة.
حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة تشن هجمات بين الحين والآخر على قواعد القوات الصومالية والإفريقية في ولاية جنوب غرب الصومال كما تنصب لها كمائن أثناء تحركات تلك القوات بين مدن الولاية المختلفة.
عمليات القتالية بين الجيش الصومالي وحركة الشباب تاتي في ذكرى مرور عام على تولى فهد ياسين منصب مدير وكالة الاستخبارات والامن القومي الصومالية، حيث أعلن مجلس الوزراء الصومالي، الخميس 22 أغسطس 2019، عن تعيين فهد ياسين مديرًا لوكالة الاستخبارات والأمن القومي.
وذكرت تقارير صحفية أن ياسين أصبح همزة الوصل بين قطر والجماعات المسلحة الإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، بل بات هو عين النظام القطري على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال.
كما تستضيف قطر، الرجل الثاني في حركة شباب المجاهدين، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب، والذي هناك ثمة تشابهات بينه وبين فهد ياسين، في إطار التعاون فيما بينهما، وأخذ معلومات منه عن الأوضاع الأمنية في الصومال.
وتركيا وقطر حليفان تعززت علاقاتهما بعد قرار المقاطعة العربية والخليجية للدوحة في يونيو/حزيران 2017 بعد أن افتضح تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب.
ويشكل الصومال فضاء جغرافيا حيويا للحليفين للتوسع والتمدد باستثمار ضعف الحكومة القائمة في الصومال وفي ظل تنامي قوة حركة الشباب الفرع الصومالي للقاعدة والتي تشير تقارير إلى ارتباطات وثيقة بينها وبين الدوحة تحت أكثر من غطاء تمويهي لتضليل المجتمع الدولي والتغطية على الارتباطات المشبوهة.
كذلك تعد حركة "الشباب الصومالية" المناهضة للحكومة من أكبر الجماعات والتنظيمات الإرهابية بمقديشو حيث تعتبر الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر مرتدة تخالف الإسلام وتعادي الشريعة وتوالي أعداء الدين، وأن العنف هو الوسيلة الوحيدة- حسب اعتقادهم - لإحداث تغييرات جوهرية في بنية النظم السياسية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن باعتبارها مفاهيم ترسخ القيم والمبادئ الغربية.
وتعتبر حركة الشباب الصومالية فصيلا تابعا لتنظيم القاعدة، حيث وجد التنظيم في الصومال بيئة خصبة للانتشار والتواجد بسبب جغرافية المنطقة وموقعها الإستراتيجي بين دول القرن الإفريقي، وانهيار حكومتها المركزية، الأمر الذي ساعد عناصر التنظيم على التحرك بسهولة داخل الصومال، كما نجح تنظيم القاعدة في تجنيد عدد من الشبان الصوماليين الذين شكلوا البنية الأساسية للجماعات الإسلامية المتشددة التي ظهرت لاحقًا، وذلك على الرغم من الانتشار القوي للمذهب الصوفي التقليدي هناك.
تُسيطِر الحركة على خُمس الأراضي الصومالية، لاسيما المناطق الريفية والبلدات الصغيرة في جنوب ووسط البلاد.
وتعزَّز وجودها في الشمال، خصوصاً في منطقة بونت لاند، حيث تُواجِه مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مرتفعات جل جلا. كما تتخذ الحركة من مدينة "جيليب" في الجنوب الصومالي عاصمةً فعليةً لها. ويتراوح عدد عناصر الحركة بين 3 و9 آلاف مقاتل وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع الأمريكية، بالرغم من وجود تقارير تحدثت عن تزايد معدلات الانشقاق في صفوف الحركة.
وفي ديسمبر 2019 ، اي بعد ثلاثة اشهر من سيطرة رجل قطر على المؤسسة الامنية في الصومال، حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، من تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية فى العاصمة الصومالية مقديشو.
وأوضح مرصد الإفتاء ، أن تنظيم القاعدة الإرهابي يحتفظ بعناصر له في الصومال و أفغانستان واليمن وغرب إفريقيا، وأنه من المحتمل أن تلتحق به بعض عناصر داعش الإرهابية الفارَّة من العراق وسوريا، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى في مزيج من التحالف والمواجهة.
ودعا مرصد الإفتاء إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى مختلف أنحاء العالم، والعمل على وضع إستراتيجية دولية واضحة فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى تسعى لنشر منهجها وأفكارها بقوة السلاح.
وأسفرت العمليات الإرهابية لحركة الشباب التي تأسست عام 2004 داخل الصومال إلى مقتل عشرات الآلاف، وقد وسعت من أنشطتها الإرهابية عبر الحدود لتستهدف كينيا على وجه الخصوص بالإضافة إلى عدد من دول الجوار.
وخلال شهري يناير وفبراير 2020 قامت حركة الشباب بنحو 106 عملية إرهابية بواقع 99 عملية في الداخل الصومالي، و7 عمليات في الداخل الكيني. وتنوعت العمليات في الداخل الصومالي ما بين 34 هجوم على قواعد عسكرية تابعة للقوات الحكومية الصومالية والقوات الأفريقية في الصومال (أميصوم)، و38 تفجير ما بين سيارات مفخخة وزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة ضد المدنيين وبعض المؤسسات والمسؤولين الحكوميين، و10 عمليات اغتيال لعدد من المسؤولين وضباط الجيش والجنود والشرطة الصومالية، و12 عملية هجومية ضد بعض المواقع الحكومية، و3 عمليات إعدام وإقامة حد الردة لأشخاص اتهمتهم الحركة بالتجسس لصالح القوات الحكومية وبعض دول الجوار.
إضافة إلى عملية إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، وعملية خطف واحدة لأحد المسؤولين المحليين الصوماليين. وقد أعلنت الحركة منذ يناير 2020 أنها سيطرت على 4 مناطق في الصومال، منها منطقتين استراتيجيتين تقع إحداهما على الحدود مع إثيوبيا.
أضف إلى ذلك، السيطرة على منطقة "عيل عدي" في إقليم هيران في ولاية هيرشبيلي بوسط الصومال، واستولت على منطقة "فرلباح" على بعد 45 كيلومتر من إقليم هيران بعد انسحاب القوات الصومالية منها، وهو ما يعكس استمرار الحركة في توسيع الرقعة الجغرافية لمناطق سيطرتها في البلاد.
التطور الميداني لحركة الشباب، رصدته الاجهزة الامريكية، فقد كشف تقرير من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) صدر في 11 فبراير 2020 عن عدم قدرة الحكومة الفيدرالية الصومالية على الوقوف بمفردها ضد حركة الشباب، وأن الحركة لا زالت تحتفظ بالسيطرة والقيادة وهو ما تبرزه نشاطاتها خلال الفترة القليلة الماضية.