مهمة ايرانية في دير الزور.. لماذا يستهدف عمائم طهران شيوخ العشائر؟

الجمعة 07/أغسطس/2020 - 02:46 م
طباعة مهمة ايرانية في دير علي رجب
 

كشفت تقارير اخبارية عن مخطط ايران في دير الزور، ومحاولتها استمالة عشائر المحافظة إلى صفوفها في ظل ما تعنيه ايران من استهداف لميليشياته ومقراتها في سوريا علي يد طيران مجهول، وكذلك تصاعد الرفض الشعبي لايران في سوريا، ومحاولة لتطويق وتحجيم نفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشرق السوري.
ويقود المسؤول الايراني "الحاج مرتضى" جهود مكثفة في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي من اجل فتح علاقة جيدة وقوية مع عشائر المدينة الاستراتجية في المخطط الايراني لطريق "طهران-بغداد- ساحل البحر المتوسط".
منذ أواخر العام ٢٠١٧، انتشرت ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة غرب الفرات وجزءٍ من شرقه، في محافظة دير الزور التي كانت سابقاً تحت سيطرة تنظيم (داعش). 
وخلال عامَين من وجودها هناك، نجحت هذه الميليشيات بأنواعها المختلفة، أجنبية وسورية ومحلية، في تطويع الآلاف من الشبّان المحليين في صفوفها، ما حقّق للحرس الثوري اتصالاً مهماً بالمجتمعات المحلية.
 وتحاول إيران التقرّب من السكان واكتساب الشرعية منهم، عبر أنشطتها وأعمالها المدنية الخيرية الإنسانية، التي اعتمدت فيها بشكل رئيسي على المركز الثقافي الإيراني، ومنظمة جهاد البناء.
شبكة "دير الزور 24"، كشفت عن عقد اجتماع الخميس 6يوليو بين القيادات الايرانية ومسؤولين سوريين لمناقشة الأوضاع الأخيرة التي حدثت في مناطق شرق الفرات من ديرالزور على خلفية اغتيال الشيخ مطشر الهفل.
وأكدت المصادر أنّ الإيرانيين أوصوا بتكثيف التواصل مع شخصيات ذات تأثير في مناطق شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ومحاولتهم كسبهم عن طريق دعمهم بكل ما يحتاجون، والاستفادة من حالة الغضب العشائري الذي يجتاح المنطقة.
كذلك نجحت ايران في التغلغل الثقافي في دير الزور، خصوصاً عبر المركز الثقافي الإيراني، في ضمّ شخصيات محلية من النخب الاقتصادية، والاجتماعية، والوظيفية، والدينية الرسمية، إلى شبكاتها المتنوّعة قيد التشكّل، والممتدّة بين دير الزور والعاصمة دمشق، حيث تنشط مؤسساتٌ إيرانيةٌ أخرى.
الاجتماع الايراني عقب اغتيال الشيخ الهفل، وخروج تظاهرات في مناطق شرق الفرات مظاهرات وأعمال شغب مسلحة خلال الأيام الماضية، على إثر مقتل الشيخ مطشر الهفل ومرافقه شرق ديرالزور، على يد مجهولين، لاستثمار ايران في الاغتيال لاستمالة شيوخ العشائر.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية اتهمت النظام بالوقوف وراء ما يجري، وحذر قيادي كردي من فتة كردية عربية جراء ما تشهده المنطقة من اغتيالات واستهداف لرموز عشائرية.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه رصد توجهاً جديداً في نشاط خلايا تنظيم "داعش"، وهو استهداف وجهاء وشيوخ عشائر شرق سوريا. إذ عمد مسلحون، إلى استهداف سيارة يستقلها وجهاء من عشيرة «العكيدات» بالأسلحة الرشاشة، عند أطراف قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي، مما أدى لمقتل السائق وخال شيخ عشيرة العكيدات بالإضافة لإصابة شقيق شيخ العشيرة بجراح. ولفت المرصد أن الاستهداف جرى ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، بينما جرى إسعاف المصابين إلى مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام السوري وحلفائه.


لماذا دير الزور؟
تشكل دير الزور وخاصة مدينة الميادين اهمة استراتجية لايران، حيث تعد النقط الاهمة في طريق"طهران –بغداد- دمشق- بيروت"ن ولذلك يقود الحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور طيفاً متنوّعاً من الميليشيات التي تعمل على تحقيق أهدافه العسكرية في حماية منطقة نفوذه. 
ويتجسّد حضور إيران العسكري في محافظة دير الزور في أنواعٍ ثلاثةٍ من الميليشيات التابعة للحرس الثوري: مجموعات أجنبية شُكّلَت في أوقاتٍ مختلفةٍ قبل اندلاع الثورة في العام ٢٠١١ وبعدها؛ وميليشيات سورية يعبّر عنها لواء الباقر، الذي أُنشِئ وفق صورته الحالية في العام ٢٠١٤ في محافظة حلب؛ وميليشيات محلية تأسّست تحضيراً للحملة العسكرية ضدّ داعش في دير الزور، في صيف العام ٢٠١٧.
بالإضافة الى الأهمية الاستراتيجية، تشكل دير الزور والميادين ، نقطة مهمة في تامين دعم وتمويل الميليشيات الايرانية في سوريا بالسلاح والعتاد والمسلحين، في اي تغير ميداني او اي مخطط ميداني تستهدف ايران تنفيذه في سوريا ولبنان، وصولا لإسرائيل.
كذلك تعد للمدينة اهمية اقتصادية حيث كذلك ازدهرت حركة التجارة والتهريب على الحدود العراقية عبر منفذ البوكمال-القائم الحدودي بين سوريا والعراق قبل افتتاحه الرسمي في ١ أكتوبر ٢٠١٩. وقد احتكر هذه الحركة قياديون محليون في صفوف الميليشيات الشيعية والسورية الموالية لدمشق، التجارة بما يشكل اهمية للمدينية.
استمالة شيوخ العشائر يعد اهمية استراتيجية في تحجيم وتطويق قوات قسد الامريكية والتي تسيطر على مساحة كبيرة في الشرق السوري وتعد تهديدا للنفوذ الايراني في المنطقة.

شارك