خلافات بين السراج ونائبه.. التصدع يضرب مفاصل حكومة الوفاق

الجمعة 07/أغسطس/2020 - 06:46 م
طباعة خلافات بين السراج فاطمة عبدالغني
 
وجه جديد لأزمة مشتعلة داخل حكومة الوفاق باتت تأخذ منحى تصاعدي بين أطراف الحكومة، نائب رئيس حكومة الوفاق أحمد معيتيق دخل على خط تلك الصراعات عبر رسالة بعثها إلى وزير الداخلية فتحي باشاغا انتقد فيها ما اعتبره "سلطة الفرد المطلقة" في إشارة محتملة إلى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، معتبرًا أن هذه السلطة المطلقة هي السبب في الفساد.
وفي بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، اليوم الجمعة، ألمح معيتيق إلى أن هناك عمليات فساد وهدر أموال داخل حكومة الوفاق.
ودعا معيتيق الليبيين إلى التظاهر للتعبير عن غضبهم من أداء الحكومة، والمطالبة بفتح تحقيق في الأموال التي صرفت، وأوجه صرفها. مطالبًا وزير الداخلية باتخاذ ما يلزم لحماية المتظاهرين.
 وتأتي خطوة معيتيق بعد أيام من تصريحات له ولزميله في المجلس الرئاسي عبدالسلام كاجمان استهدفت السراج شخصيًا، فقد وجه له اتهامات بالتفرد في اتخاذ القرارات من دون الرجوع لمن تبقى من أعضاء المجلس الرئاسي، ويبدو أن الخلافات بين الطرفين كثيرة لكن أحدث فصولها يدور حول المؤسسة الليبية للاستثمار وهي الصندوق السيادي لليبيا.
ويرى المراقبون أن خصوم السراج يتهمونه بالتفرد في اتخاذ القرارات داخل المؤسسة دون الرجوع إليهم بحسب ما ينص عليه اتفاق الصخيرات، ويبدو أنها جبهة جديد يواجهها السراج وهي جبهة تضاف إلى أخرى مفتوحة مع وزير الداخلية فتحي باشاغا، لكنها قد تكون أشد منها بالنظر إلى مكانة أحمد معيتيق وعبدالسلام كاجمان العضوان في المجلس الرئاسية واللذان كانا من أشد حلفاء السراج خاصة عقب انسحاب أعضاء من المجلس الرئاسي.        
ورأي المراقبون، وفقاً للوسائل الإعلامية، أن تلك الأزمة قد تكون "المسمار الأخير" في نعش المجلس الذي يشهد انشقاقات وخلافات داخلية منذ تشكيله عام 2015.
وأشارت قناة "العربية" إلى أن المؤسسة الليبية للاستثمار، الصندوق السيادي لليبيا الذي يدير مليارات الدولارات، هي أحدث حلقات الخلافات والصراعات داخل المجلس الرئاسي.
ولفتت إلى أن معيتيق أكد أن "رئاسة مجلس أمناء مؤسسة الاستثمار وفق اتفاق الصخيرات هي لرئاسة مجلس الوزراء، وليس رئيسه منفردا والذي لا يمتلك لوحده هذا الاختصاص"، مشيرا إلى أن تأسيس المؤسسة "تم وفق قانون نص على تشكيله من مجلس الأمناء ويرأسه المجلس الرئاسي بكامله وليس السراج كرئيس للمجلس الرئاسي".
وذكرت القناة أن عضو المجلس الرئاسي عبد السلام كاجمان قد انضم إلى جبهة معيتيق وأرسل بكتاب إلى السراج قبل يومين، انتقد فيه تفرده بالقرارات خاصة فيما يتعلق بمؤسسة الاستثمار، وأكد فيه أن رئيس مجلس أمناء المؤسسة الليبية للاستثمار هو مجلس رئاسة الوزراء مجتمعا وليس السراج بشخصه.
وأكد كاجمان أن الوضع الحالي المتمثل في انفراد السراج بقرارات المؤسسة "غير قانوني"، مطالباً بإيقاف العمل بقرار مجلس الوزراء رقم 12 لسنة 2017 لحين تعديله بما يتفق مع الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري والقوانين ذات العلاقة، داعياً إلى إيقاف عقد اجتماعات مجلس أمناء مؤسسة الاستثمار لحين إجراء التعديلات اللازمة على القرار.
ونقلت القناة عن المحلل السياسي الليبي محمد الرعيش، قوله إن هذا الصراع "أشد وطأة وقد ينتهي بانهيار المجلس" الذي شهد سابقا استقالة عدد من أعضائه، نظراً لقيمة عبد السلام كاجمان وأحمد معيتيق اللذين يعدان من أهم حلفاء وأصدقاء السراج.
وأضاف الرعيش أن تحوّل كاجمان ومعيتيق من حلفاء للسراج إلى خصوم له، خاصة نائبه أحمد معيتيق الذي يمثل مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري غرب ليبيا الداعمة للسراج، من شأنه أن "يحدّ من سلطة السراج السياسية والتنفيذية داخل المجلس الرئاسي ويجعله ضعيف الصلاحيات".
كما أضاف أن "انقسام المجلس سيضعف المجلس الرئاسي داخلياً وخارجياً، حيث لا يزال المجتمع الدولي يراهن عليه".
وتزيد هذه الخلافات من أزمة المجلس الذي شهد خلال السنوات الماضية، استقالة عدد من أعضائه وعلى رأسهم علي القطراني وفتحي المجبري، وعمر الأسود، وموسى الكوني.

شارك