فتحي باشاآغا.. تاريخ أسود ملطخ بدماء الليبيين
السبت 08/أغسطس/2020 - 07:11 م
طباعة
أميرة الشريف
فتحي باشا آغا هو وزير داخلية حكومة السراج وآمر وممول كتيبة المرسي الإرهابية التي شاركت في تهجير سكان تاورغاء في 2011 وفي الهجوم على بني وليد في 2012 وفي عملية فجر ليبيا في 2014 وفي عمليات القوة الثالثة بالجنوب.
و نتيجة لسجله الإجرامي تم انتخابه نائبا في البرلمان، وفي آكتوبر 2018 عينه فايز السراج وزيرا للداخلية من أجل ضمان ولاء ميلشيات مصراته، حيث يمول ميلشيات مصراته بالسلاح التركي الذي يتسلمه من أردوغان.
وللآغا تاريخ حافل من الجرائم، حيث أفادت تقارير في الفترة الأخيرة باختفاء الأشخاص بشكل منتظم في طرابلس، حيث توصلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلي أن قادة ميليشيات فتحي باشا آغا اعتادوا بانتظام على اختطاف الأشخاص العزل من جنسيات مختلفة و تعذيبهم و ابتزاز أهاليهم لدفع فدية، و إلا فإن مصيرهم هو الموت المحتوم.
ويعتبر سجن معيتيقة في طرابلس هو مقبرة الأبرياء التابعة لميلشيا الآغا، و مكاناً للتعذيب.
وسجل باشاغا، حافل بدعم المليشيات والكتائب المسلحة وخاصة المنحدرة عن مدينة مصراته، فضلا عن دوره الكبير في توفير الدعم اللازم للمسلحين في الهجوم الإرهابي على منطقة الهلال النفطي.
وكان أخر جرائم باشاغا هي استضافة عراب الدمار في ليبيا، الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي الذي زار مصراته وسط حراسة مشددة تابعة لميليشيا الآغا، وسيارة تحمل عبارة إدارة المهام الخاصة، ودافع باشاغا عن زيارة عراب ومهندس أحداث فبراير، التي دفعت ليبيا إلي حالها الأن.
وعلاقات باشاغا بليفي ليست وليدة اللحظة، فقد كان باشاغا وفق اعترافه ووفق ما أسمته وسائل الإعلام في 2011م منسق غرفة مصراته للتواصل مع الناتو، أو منسق عمليات الناتو في مصراته، حيث اعتاد الظهور على الفضائيات تحت هذا المسمى.
ومنذ اللحظة الأولى لتواجد الناتو في ليبيا، كان باشاغا منسقًا لعملياته في ليبيا من داخل غرفة عمليات مصراته التي اتخذت من المجلس العسكري مصراته اسمًا وستارًا لها، ليواصل باشاغا تقديم المعلومات وإحداثيات قوات الشعب المسلح، وأهم المرافق الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي ليقوم بقصفها أولاً بأول.
واستطاع باشاغا الذي تولى زمام مكتب المعلومات وتقديم الإحداثيات إلى حلف الناتو والتنسيق في المجلس العسكري لمدينة مصراته، أن يسهم في تدمير البنية التحتية الليبية، مثله مثل أي جاسوس أو عميل استخباراتي يقدم المعلومات للعدو لتخريب بلاده، متخفيًا تحت ستار الثورة والثوار، خاصة وإن كان الصهيوني برنارد ليفي هو قائد ومُلهم هؤلاء الثوار، ولذا كانت مصراتة هي محط ليفي والمدينة المُفضلة له في ليبيا عام 2011م.
ولم يحد باشاغا، عن هذا الطريق الذي رسمه لنفسه بالتعاون مع الغرب، بل إنه استمر في تقديم فروض الولاء والطاعة العمياء، حيث دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى العودة مجددًا لإقامة القواعد الأمريكية في ليبيا، وذلك بعد وضع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير خططًا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا، قائلاً في تصريح لوكالة بلومبيرج الأمريكية: نتمنى أن تقيم الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في ليبيا.
وقام باشاآغا بإصدار أوامر اعتقال لقادة ميدانيين لميليشيات طرابلس، الأمر الذي دفع ميليشيات طرابلس في مارس الماضي، بإصدار بيان وصفت فيه باشااغا، بأنه مجرم وسفاح، وأنه عراب الحروب، وابن الإخوان المدلل، ويد أمريكا وفرنسا الطويلة في ليبيا.
وكشفت المليشيات في بيان لها أنذاك، عما أسمته بالتاريخ الأسود لـ"فتحي باشاغا "، موضحة أنه يحاول أن يجعل نفسه رجل ليبيا الأول والمنقذ لها منذ نكبة فبراير العام 2011م، حسب وصفها.
وقالت الميليشيات، إن باشاغا وزير بالصدفة ، يملك سجلاً حافلاً بالفساد والقتل والحروب، وكأنه سفاح في شكل إنسان، ففي عام 2011م، لم يكن هناك وجود لشيء يسمى باشاغا، ثم خرج بثوب عضو المجلس العسكري مصراته، ومنسق عمليات الناتو هناك، وحلم بالسيطرة على الحكم، بالصعود تدريجيًا على دماء المقاتلين من مدينته، وبدأ بتنفيذ مخططه، وعام 2013م، حدثت الفاجعة مجزرة غرور، المجزرة التي كانت الكتائب المتورطة فيها تابعة لفتحي باشاغا وأبناء عمومته، فما كان عليه إلا الاختفاء من المشهد حتى لا يتم ملاحقته.
وقالت: استمر باشاغا بجولاته المكوكية للدول المختلفة، كقطر وتركيا وتونس وغيرهم الكثير، الغير معلن عنهم كفرنسا والمغرب، ويدبر في الخفاء لأمر جلل، وبدأ في الظهور بإعلانه من داخل السفارة الفرنسية المعادية للوفاق أنه سيعمل على تفكيك ونزع سلاح ما سماهم الميليشيات والتي في الأساس تحارب وتدافع عن العاصمة، التي تحكمها الوفاق ويتقلد باشاغا منصب وزيرًا لداخليتها.