تحت غطاء ميليشيات طرابلس... تنظيم داعش يعاود ظهوره مجددًا غرب ليبيا
الأحد 09/أغسطس/2020 - 12:51 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تحت غطاء ميليشيات طرابلس عاود تنظيم داعش ظهوره مجددًا في مدينة صبراته غرب ليبيا وبدأت عناصره تستولي على المدينة شيئًا فشيئًا، وهو الأمر الذي أكده مسؤول عسكري في الجيش الليبي والذي أفاد بأن داعش أعاد التقاط أنفاسه من جديد في البلاد، وبدأ يستعيد نشاطه بشكل لافت في مدينة صبراتة الواقعة غرب البلاد، حيث استقر آلاف المرتزقة الذين نقلتهم تركيا، ما بات يشكلّ خطورة على هذه المدينة الساحلية وإمكانية تحوّلها إلى بؤرة للإرهابيين
من ناحية أخرى قال تقرير لإذاعة "آر إف أي" الفرنسية، إن هناك علاقة بين نقل تركيا للمرتزقة السوريين إلى ليبيا وعودة ظهور التنظيم في هذه المناطق.
وبحسب العديد من الشهادات التي نقلها التقرير على لسان بعض السكان، فإن مسلحي التنظيم أصبحوا لا يخفون وجودهم في صبراته، وقد تمركزوا في مخيمين هما تليل والبراعم في ضواحي المدينة.
وربط التقرير بين انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي، وهروب الكثير من العناصر الإرهابية من السجون في هذه المدينة، وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الوفاق في طرابلس.
وأكد التقرير أن غرفة العمليات التي أنشأتها حكومة ميليشيات الوفاق لمحاربة التنظيم، تضم مقاتلين ينتمون لتنظيمات متطرفة.
وعلى صعيد متصل، أوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي العميد خالد المحجوب في تصريحات صحفية له بأن هناك حوالي 3000 مرتزق من الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا من جنسيات مختلفة وخاصة الجنسية تونسية أغلبهم عناصر متطرفون ينتمون لتنظيم داعش، تجمّعوا بعد نهاية الحرب في العاصمة طرابلس بمدينة مصراتة واستقروا داخلها، وبدأوا نشاطهم، مشيراً إلى أن استيلاء هذه المجموعات على المدينة يهدد ليبيا كما تونس التي تبعد عن مدينة صبراتة مسافة 100 كم، وكذلك أوروبا، باعتبار المدينة أبرز نقاط انطلاق المهاجرين غير الشرعيين إلى القارة.
وكان المرصد السوري كشف في آخر الإحصائيات أن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ترتفع إلى نحو 17300 “مرتزق” من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 6000 إلى سورية، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل “المرتزقة” إلى معسكراتها وتدريبهم.
فيما بلغ تعداد المسلحين من داعش والفصائل الموالية لتركيا الذين وصلوا إلى ليبيا، “10000” مسلح بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
من ناحية أخرى كشف المرصد السوري أن عمليات التجنيد للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس تتم من خلال وسطاء يستغلون الفقر ويغررون بالسوريين في المخيمات ويروجون للقتال في ليبيا مقابل مبالغ مادية كبيرة، ويتقاضى السماسرة وفق المرصد عمولة تتراوح ما بين 100 و300 دولار.
وبحسب مصادر ميدانية يوجد في محافظة إدلب وحلب العشرات من السماسرة يعملون مع مكاتب استقطاب المرتزقة ومهمتهم الترويج للقتال في ليبيا بإغراء الشباب بمبالغ مادية تارة وبالتهديد والوعيد تارة أخرى.
ويعتبر المرتزقة أحد الأدوات التي تؤجج بها تركيا الأزمة الليبية إلى جانب استمرارها في تزويد الميليشيات بالسلاح، فضلاً عن التدخل العسكري المباشر.