برلمانيون أوروبيون يطالبون بمحـاسبـة قطــر علــى دعمهــا للإرهـاب
الإثنين 10/أغسطس/2020 - 12:21 م
طباعة
حسام الحداد
دعت النائبة بمجلس الشيوخ الفرنسي نتالي جوليه، إلى شن حملة أوروبية على تمويل قطر للإرهاب والمجموعات المتطرفة في مختلف بقاع العالم، خاصة بعد فضيحة دعمها وتسليحها لميليشيات «حزب الله» اللبنانية.
وأوضحت جوليه، السيناتورة الفرنسية التي قادت لجنة التحقيق في الشبكات المتطرفة في أوروبا، وكتبت تقريراً لحلف شمال الأطلسي بشأن تمويل الإرهاب، «يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية بشأن قطر، وأن نكون يقظين بشكل خاص بشأن تمويلها للإرهاب».
وأضافت جولييه: «على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق، وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية». وتابعت: «علينا الاتفاق على سياسة عامة؛ لمنع أي تمويل للإرهاب، خاصة من دول مثل قطر أو تركيا».
وكان برلمانيون أوروبيون قد طالبوا، الخميس الماضي، باتخاذ موقف حازم إزاء تورط قطر المتكرر في تمويل الإرهاب؛ وذلك بعدما كشفت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية، الأربعاء، أن الدوحة موّلت شحنات أسلحة ل«حزب الله».
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد اخترق مندوب أمني يُدعى جيسون جي، أعمال شراء الأسلحة في قطر، مشيراً إلى أن أحد أفراد العائلة الحاكمة سمح بتسليم عتاد عسكري للميليشيات التابعة ل«حزب الله» اللبناني. وطالب البرلماني البريطاني إيان بيسلي، بلاده وبروكسل، باتخاذ موقف حازم، إزاء سلوك الدوحة الداعم للتطرف.
وأضاف في مقابلة مع القناة ذاتها، أنه من الضروري أن يجري الاتحاد الأوروبي تحقيقاً، ويجمد الحسابات المصرفية القطرية؛ أحد أبرز الأذرع في عملية تمويل الإرهاب.
وفي نفس السياق تتواصل التغطيات الصحافية لفضيحة تورط قطر بدفع مبالغ مالية إلى وكالة علاقات عامة ألمانية في إطار عملية معقدة لإخفاء قيام الدوحة بتمويل حزب الله بشكل سري. وفي جديدها، أكد الواشي الألماني، الذي كشف فضيحة دفع قطر رشاوى إلى عميل استخبارات سابق لإخفاء معلومات ملف تمويلها لصفقات تسليح حزب الله اللبناني، أن العميل حصل على عشرات الآلاف من اليورو من قطر لإخفاء الملف الذي يوثق مسارات وحجم دعم الدوحة لحزب الله.
وأفادت تقارير سابقة للصحافة الألمانية أن عميلاً سابقاً بالاستخبارات الألمانية، تلقى عرضًا بمبلغ إجمالي قدره 750 ألف يورو للتعتيم وإخفاء المعلومات التي تم جمعها حول دعم قطر للإرهاب.
وأضاف الواشي أن عميل الاستخبارات الذي تمت الإشارة إليه باسم مستعار "جايسون جي"، قضى عدة أشهر في مفاوضات عام 2019 مع دبلوماسي قطري في أوروبا.
وأضاف الواشي، وهو مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال الألماني، أنه شهد بعض الاجتماعات بين عميل الاستخبارات السابق والقطريين.
وكشف الواشي أنه تم عقد ستة اجتماعات بين "جايسون جي" والقطريين، قبل انهيار المحادثات، موضحًا أن "جايسون جي" اعتقد أنه يمكنه الحصول على مبلغ 10 ملايين يورو من قطر لشراء الأدلة التي قام بجمعها.
وأردف الواشي قائلًا إن المعلومات التي نجح "جايسون جي" في جمعها أتاحت الفرصة للقطريين باتخاذ الخطوات اللازمة للتغطية والتخلص من "المشبوهين بين صفوفهم"، ومن بينهم جنرال رفيع المستوى في الدوحة.
وفي نمط مألوف تم تتبعه في عمليات التمويل السرية من قطر لجماعة الإخوان المسلمين، تم توجيه الأموال إلى حزب الله تحت مظلة جمعيات خيرية قطرية، من بينها مؤسسة قطر الخيرية، التي تنخرط في تمويل مجموعة متنوعة من الجماعات النشطة سياسياً في جميع أنحاء أوروبا.
وبحسب ما ورد كان لدى عميل الاستخبارات الألماني السابق "جايسون جي" أيضًا معلومات مباشرة عن صفقات الأسلحة التي أبرمتها قطر مع مصانع الأسلحة في أوروبا الشرقية، والتي كان من شأنها أن تسبب مزيدًا من الإحراج للدوحة.
وقال الواشي: "عثر جايسون على بعض المعلومات المحرجة أثناء تواجده في الدوحة. وتضمنت المعلومات تفاصيل صفقة أسلحة ومعدات حربية من أوروبا الشرقية، والتي كان من المفترض أن تتعامل معها شركة في قطر".
كما أضاف "تم رصد مسارات تدفق للأموال من حسابات العديد من القطريين الأثرياء إلى مهاجرين لبنانيين، متورطين في تمرير الأموال من الدوحة إلى حزب الله".
كما كشفت تقارير أمريكية في اليومين الماضيين، تورط جمعيات ومسؤولين قطريين، في تسليح وتمويل حزب الله اللبناني.
وحسب الملف الذي نشرته شبكة "فوكس نيوز"، قدمت جمعيتان خيريتان قطريتان مبالغ نقدية لحزب الله الإرهابي في بيروت "تحت ستار الغذاء والدواء"، والجمعيتان هما "جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية" و"مؤسسة التعليم فوق الجميع".
ولفت التقرير السري إلى أن "أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر أمر بتوصيل معدات العسكرية إلى حزب الله".
وعادة ما تستخدم الدوحة مسمى الجمعيات الخيرية لتنفيذ مخططاتها، وللتستر على الإرهاب بل ودعمه عسكرياً ولوجيستياً ومادياً، إذ تعتبر هذه الجمعيات من الأذرع الرئيسية لتنفيذ سياسات الدوحة وضخ مئات الملايين من الدولارات لدعم وتمويل الإرهاب، واستقطاب متطرفين في أوروبا وتجنيدهم في تنظيمات إرهابية في سوريا أو ليبيا أوالعراق وغيرها. كما استخدمتها بشكل مباشر في دعم وتمويل القاعدة وفي غسيل أموال الإرهابيين.
وحسب موقع "مؤسسة الشيخ عيد الخيرية" تأسست هذه الجميعة في 1995، على يد عبد الرحمن النعيمي المعروف بـ "البنك الدولي للإرهاب"، ومن ضمن مهامها "رعاية الإنسان في قطر وخارجها، وتقديم الإغاثات والإعانات، وتبني المنشآت التعليمية، والصحية، والدعوية وتوفير المساعدات".
وبالنظر إلى الواقع بعيداً عن الدعاية السياسية، على المواقع الإلكترونية، فإن هذه الجمعية متورطة حسب تقارير دولية عدة، في تمويل جبهة النصرة في سوريا عبر حملة "تبرعات لإغاثة أهل الشام"، وتمويل تنظيم القاعدة هناك "لتحرير أسرى"، وتدعم تنظيم الإخوان الإرهابي عبر ائتلاف الخير التابع لمفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
وتنشط الجمعية في اليمن لدعم ميليشيا الحوثي والإخوان تحت ستارة أنشطة علاج للمرضى، ولكنها تعمل في الواقع على جرحى تنظيمات داعش والإخوان والقاعدة إلى مستشفيات قطر، ولديها أنشطة أخرى في غرب مالي عبر تمويل جماعة أنصار الدين المتطرفة، وحركة التوحيد والجهاد بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية.
وإلى جانب "مؤسسة الشيخ عيد الخيرية"، برز أيضاً اسم "مؤسسة التعليم فوق الجميع"، التي تعني بالاهتمام بتعليم الأطفال حول العالم، بإشراف الشيخة موزة بنت ناصر منذ 2012.
وأكد تقرير فوكس نيوز، ما جاء في تقارير أخرى دولية ألمانية خاصةً أن سفير قطر لدى بلجيكا وحلف الناتو عبد الرحمن الخليفي، كان قناة تمويل حزب الله، حتى أنه سعى إلى دفع 750 ألف يورو للمقاول الأمني جايسون للتكتم على دور النظام القطري في توريد الأموال والأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
وكانت صحيفة "واشنطن فري بيكون" قالت في يونيو (حزيران) الماضي، إن دعوى قضائية رفعت في مدينة نيويورك أكدت أن مؤسسات قطرية، بينها "مؤسسة قطر الخيرية"، و"بنك قطر الوطني"، مولت منظمات إرهابية. وفي عام 2014، اتهم وزير التنمية الألماني يغرد مولر قطر بتمويل تنظيم داعش.
وتأتي هذه الدعوى وسط تحقيقات الكونغرس في دعم قطر لفصائل إرهابية وميليشيات معادية للولايات المتحدة، ما يزيد من الضغوط على الدوحة التي فشلت في دحض صلاتها بتلك الفصائل.
وفي 2017، وضعت الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب أي الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر، قائمة مطولة لجمعيات خيرية قطرية وأفراد على قائمة الإرهاب، بينها مؤسسات عيد الخيرية وقطر الخيرية، وفضائية الجزيرة القطرية، ومؤسسة الإحسان الخيرية، ومركز قطر للعمل التطوعي، وشركة دوحة أبل، ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية، وغيرها الكثير.