ردود فعل إيجابية عربيا ودوليا على اتفاق السلام الإماراتي – الإسرائيلي

السبت 15/أغسطس/2020 - 11:16 ص
طباعة ردود فعل إيجابية فاطمة عبدالغني
 
أعلن بيان إماراتي أمريكي إسرائيلي مشترك الخميس 13 أغسطس الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، مع مباشرة العلاقات الثنائية بين إسرائيل والإمارات.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اتصال هاتفي جرى الخميس على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
ومن شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم.
وأضافت الوكالة سوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
ونتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف.
وستقوم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ومن خلال العمل معاً، وستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة.
إن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية سوف يجمع بين اثنين من أقوى شركاء أميركا في المنطقة. وستنضم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني.
وتابعت الوكالة وإلى جانب الولايات المتحدة، تتشاطر الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وجهة نظر مماثلة في ما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة، فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية، وزيادة التكامل الاقتصادي، والتنسيق الأمني. وسوف يؤدي هذا الاتفاق إلى حياة أفضل لشعوب الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمنطقة.
وسيواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبحسب خطة السلام، يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان.
وقوبل الاتفاق بردود فعل إيجابية عربيا ودوليا، حيث هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بخطوة السلام التاريخية.
وأشاد الرئيس المصري، بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على وقف ضم الأراضي الفلسطينية.
وقال السيسي في تغريدة على موقع تويتر: "تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق علي إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أثمن جهود القائمين علي هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار و الاستقرار لمنطقتنا."
كما أكدت الخارجية الأردنية أن "عمان تدعم أي جهد حقيقي يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل".
وهنأت البحرين الإمارات، مشيدة بالتوصل إلى اتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت سلطنة عُمان، تأييدها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل، وأعرب ناطق باسم وزارة الخارجية العمانية عن أمله في أن يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، وبما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في استدامة دعائم الأمن والاستقرار والنهوض بأسباب التقدم والازدهار للجميع.
ودوليا، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق واعتبره فرصة للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة الانخراط في مفاوضات هادفة من شأنها تحقيق حل الدولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.
ورحب الاتحاد الأوروبي، بالاتفاق، معتبرا أنه سيساهم في الاستقرار الإقليمي.
كما رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالمبادرة الثلاثية، وأشاد بالاتفاق على وقف خطط إسرائيل لضم الأراضي بالضفة الغربية، ووصف ذلك بأنه خطوة على الطريق باتجاه شرق أوسط أكثر سلاما.
ورحبت فرنسا بالاتفاق، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن "القرار المتّخذ في هذا الإطار من جانب السلطات الإسرائيلية هو خطوة إيجابية يجب أن تتحوّل إلى إجراء نهائي".
ووصف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جون بايدن الاتفاق بأنه خطوة تاريخية وعمل شجاع.
وعبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أمل بلاده في أن "تكون هذه الخطوة الجريئة الأولى في سلسلة تنهي 72 عاما من العداء في المنطقة".
كما أبدت النمسا ترحيبها بالاتفاق، فيما أشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني بالاتفاق، واصفا إياه بأنه تطور إيجابي في منطقة مزقتها الأزمات.
ورحبت وزارة الخارجية الروسية، في بيان الجمعة بالاتفاق، مشددة على أن تعليق خطط الضم الإسرائيلية بموجب المعاهدة "خطوة مهمة".
وأشارت موسكو إلى أن الإعلان الثلاثي الأميركي-الإسرائيلي-الإماراتي يضم بنودا تنص على مواصلة الأطراف مساعيها الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ومن جانبه اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الجمعة 14 أغسطس، أن ردود الفعل من أهم عواصم العالم على اتفاق الإمارات مع إسرائيل "مشجعة".
وقال قرقاش في تغريدة إن الاتفاق "عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الأراضي الفلسطينية على فرص حل الدولتين".
واعتبر قرقاش في تغريدات نشرها على حسابه بموقع "تويتر"، أن "قرار محمد بن زايد الشجاع يعبر عن واقعية نحن في أمس الحاجة لها. القرار الناجح فيه أخذ وعطاء وهذا ما تحقق".
وتابع: "بينما يبقى قرار السلام فلسطيني إسرائيلي بامتياز، أتاحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد الجريئة، عبر إبعاد شبح ضم الأراضي الفلسطينية، المزيد من الوقت لفرص السلام عبر حل الدولتين، وتطوير العلاقات الطبيعية مقابل ذلك. منحى واقعي تطرحه الإمارات بكل شفافية بعيدا عن المزايدات".
ورأى قرقاش أن: "قرار الإمارات كان محل تداول منظم ونشط ضمن آلية صنع القرار في سياستنا الخارجية، وكعادة الشيخ محمد بن زايد اطلع على كافة الجوانب وقاد القرار ضمن رؤية استراتيجية تجمع بين الواقعية السياسية واستشراف جريء للمستقبل. قرار شجاع من قائد استثنائي".
وفي مقابل الترحيب العربي والدولي نددت تركيا وإيران بالاتفاق على إقامة علاقات رسمية بين الإمارات وإسرائيل، واعتبرتاه "خيانة لحقوق الشعب الفلسطيني".
واعتبر مراقبون أن الموقف التركي "تميز بالطرافة" إذ هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بقطع العلاقات مع الإمارات، وهاجمت وسائل الإعلام الرسمية والحكومة التركية القرار الإماراتي، في الوقت الذي تقيم فيه أنقرة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وترتبط معها بعلاقات صناعية وتجارية واسعة، وتقوم إسرائيل بتقديم خبراتها العسكرية والتصنيعية الحربية إلى تركيا. 
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إن تركيا تفكر بإغلاق سفارتها في أبوظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة بسبب اتفاقها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وانتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل. وقال في تغريدة على موقع تويتر: "إن التاريخ سيسجل هزيمة الأطراف التي خانت الشعب الفلسطيني وقضيته".
ووصفت إيران الاتفاق بأنه "خطوة خطيرة". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بيان للوزارة قوله إن "الجمهورية الإسلامية تعتبر خطوة العار التي أقدمت عليها أبو ظبي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني خطيرة".

شارك